تصدر الجريدة والحملة الانتخابية في أوجها استعدادا للانتخابات التشريعية ليوم 25 نونبر الجاري، تجمعات انتخابية و أوراق تتناثر في كل الشوارع والأزقة معلنة عن مرشحين يتسابقون للفوز بأصوات الناخبين، وعندما نتأمل في برامج الأحزاب السياسية نجد أنها تتشابه إلى حد كبير، لذلك تجد المواطن لا يسأل عن مرجعية المرشح بقدر ما يأمل في رؤية مرشحين من طينة خاصة، أول ما ينبغي أن يتوفروا عليه هو الكفاءة والضمير المهني، بينما نجد الأحزاب تمنح التزكيات لمن خبر دهاليز الانتخابات ومن يستطيع الفوز بمقعد في البرلمان، وعلى غرار الانتخابات فإن كل المباريات الوظيفية اليوم لم تعد تعتمد معيار الكفاءة والدليل هو المباريات الانتقائية التي أصبحت موضة جديدة وتعتمد على التوظيف المباشر دون تكوين خاصة في قطاع يعتبر من أهم القطاعات ألا وهو قطاع التربية الوطنية، بعدما كان رجل التعليم يتلقى تكوينا بمركز تكوين المعلمين أو المدارس العليا للأساتذة وغيرها ويدرس مواد مختلفة منها الجانب البيداغوجي وغيره مما يتحتم على رجل التعليم معرفته، نجد الوزارة تعتمد اليوم على التوظيف المباشر ضاربة معيار الكفاءة عرض الحائط، فكيف يستطيع شاب حديث التخرج ويفتقد للخبرة والتجربة التعامل مع أطفال صغار؟ علما أن التعامل مع الأطفال هو الأصعب في قطاع التعليم، وماذا ستكون نتيجة هذا الاختيار إذا كانت الوزارة تعتمد على بعض الطاقات الغير مؤهلة؟ إضافة إلى الكفاءة يبقى عنصر الضمير المهني في غاية الأهمية وهذا ينطبق على كل القطاعات وليس التعليم وحده، خاصة قطاع الصحة مثلا، سواء في القطاع العمومي أو القطاع الخاص وكذا باقي الادارات التي لها ارتباط مباشر بالمواطن، هذا الأخير لن يسترجع المصداقية في الادارة إذا لم يلمس توفر هذين العنصرين المهمين، كما أن البلاد تخسر الشيء الكثير إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
من جريدة فسحة