كما كان
تحية المحبة الصادقة والوفاء الخالص
الأستاذ الغالي والمحترم "السي عبد السلام البوعليوي"
اسمح لي بداية بالشد على يدك بحرارة على هذا النص الذي أردت من خلاله مقاربة النقاش الدائر او بالأخرى الصراع القائم بين الحداثة والتجديد من جهة وبين الاصالة والتقليد من جهة ثانية بهذا الشكل الابداعي الذي يختزل بين سطوره شخصا اختار الانتماء الى مجرة الابداع فكان حضوره فيها وازنا، ولست بصدد تقديم ورقة تعريفية حول عبد السلام البوعليوي "منبع لكلام" المبدع لأن هذا غنيا عن البيان .
وسأعترف ان "الأستاذ العزيز إبراهيم الرامي " هو من وجّهني لقراءة هذا النص الذي لا بد وانه سيثير نقاش باعتباره أرضية عامة واعتقد أن لذيك من المؤهلات ما يكفي للدفاع عن وجهة نظرك وانت الذي تنتمي الى المدرسة التقليدية في الكتابة الزجلية .
الاستاذ عبد السلام البوعليوي مرة أخرى أقر بان الابداع في الكتابة ـ اي كتابة ـ لا يجب ان يكون جامدا أو متحجرا ومن جهة ثانية لا يجب ان يكون متعصبا ، فلك أن تعلم أن صيرورة العلاقة الانسانية تتجدد بكل معطياتها الذاتية والموضوعية؛ ان التاريخ الانساني يسير بشكل تقدمي وبهذا يجب علينا تبني النظرة التقدمية في إحداثيات هذه العلاقة البينــ انسانية ومقاربة المواضع هي الاخرى يجب أن تتبنى هذه النظرة التقدمية "هكذا اعتقد والله اعلم".
وليس من الغريب ان نجد مثل هكذا حوارات بين نمطين من الكتابة الزجلية، لانه اعتقد انه نفس الحوار التي عرفته الساحة الابداعية على مستوى كتابة الشعر الفصيح فيما يمكن تسميته حسب العديد من المرجعيات النقدية "ظاهرة الشعر الحديث" وإطاره العام تمحور حول إشكالية " العوامل التي جعلت الشاعر ينتقل من مرحلة الإحياء والذات إلى مرحلة التحرر من قيود التقليد " ، على مستوى المبنى ،وعلى مستوى المعنى "
إذن فمن الطبيعي أن يكون هناك حوار ونقاش بين من يدعو الى التحديث والتجديد في الكتابة الزجلية وهذا التحديد يكون على مستويي البنية والايقاع وحتى المضمون هناك من جهة ثانية من يضل متشبتا بالبنية والايقاع التقليديين مع تجديد في الموضوع او بالاحرى الاغراض الشعرية الرئيسية .
إذن من خلال هذا تقبل مني كامل الود والتقدير ومن خلالك اناشيد كافة المتدخلين الى المساهمة في إغناء النقاش وإضفاء طابع التعددية .
عثمان حسيني