[size=24][right]أأنت المبشر ؟ - تـــــــــابـــــع -
بزغ القمر ، ورأفة بحالي ، طلب مني أن أسترخي لأخلد إلى النوم وبالتالي أريح جسمي المتعب ، موعدا بأن يتكفل بتوصيلي أي رسالة . لكني لم أستجب لوعده ، وبأدب اعتذرت له وشكرته . وطلبت منه فقط أن يؤنس وحدتي لأحكي له قصتي ، لعلي أجد لديه سبيلا أهتدي به . لكن رفض بدعوى اقتراب موعد الرجوع إلى وكره .
نتيجة ارتفاع حرارة جسمي ، دمعت عيناي وتصبب عرقا جبيني رغم برودة هذه الليلة الباردة القمرية . لكن الكل يهون أمام تسلم الخبر الذي أنتظر . حينئذ سيكون للراحة مذاق أحلى من رحيق الشهد.
بدأ صبري ينفذ والشكوك تحوم من حولي وتتقاذف بي كأنها أمواج عاتية . قلت لربما وجهتي خاطئة . استدرت نحو الكعبة في تأمل . فبدا لي كأن نجوم السماء على الأرض ؛ فالحبات الرملة البلورية تعكس نور القمر .
فجأة ، رأيت طيفا . كلما اقترب مني ، ازداد نوره ضياء . نور أحجب عني الرؤى . توقف عن الاقتراب مني . وعلى بعد مسافة طويلة ، أصدر عبارات صعب علي تفكيك رموزها . إن فيها نبرات ربانية . وبما أني الجاهل للخبايا الكونية فإن استيعابي لها أصبح مستحيلا .
------- يــــتــــبــــع -------
حــمــيــد الــصــنــهــاجــي
[/right]