التسمية : سميت *سورة الكهف * لما فيها من المعجزة الربانية ، في تلك القصة العجيبة الغريبة قصة أصحاب الكهف
*** سورة الكهف من السور المكية ، وهي إحدى سور خمس بُدئت ب **الحمد لله ** وهذه السور هي : الفاتحة ، الأنعام ، الكهف ، سبأ ، فاطر وكلها تبدأ بتمجيد الله جل وعلا وتقديسه ، والاعتراف له بالعظمة والكبرياء ، والجلال والكمال.
*** تعرضت السورة الكريمة لثلاث قصص من روائع قصص القرآن ، في سبيل تقرير أهدافها الأساسية لتثبيت العقيدة ، والإيمان بعظمة ذي الجلال..أما الأولى فهي قصة *أصحاب الكهف* وهي قصة التضحية بالنفس في سبيل العقيدة ، وهم الفتية المؤمنون الذين خرجوا من بلادهم فرارا بدينهم ، ولجئوا إلى غار في الجبل ، ثم مكثوا فيه نياما ثلاتمائة وتسع سنين ، ثم بعثهم الله بعد تلك المدة الطويلة.
*** والقصة الثانية : قصة موسى مع الخضر ، وهي قصة التواضع في سبيل طلب العلم ، وما جرى من الأخبار الغيبية التي أطلع الله عليها ذلك العبد الصالح -- الخضر -- ولم يعرفها موسى عليه السلام حتى أعلمه بها الخضر كقصة السفينة ، وحادثة قتل الغلام ، وبناء الجدار.
*** والقصة الثالثة : قصة -- ذي القرنين -- وهوملك مكن الله تعالى له بالتقوى والعدل أن يبسط سلطانه على المعمورة ، وأن يملك مشارق الأرض ومغاربها ، وما كان من أمره في بناء السد العظيم.
*** وكما استخدمت السورة - في سبيل أهدافها - هذه القصص الثلاث ، استخدمت أمثلة واقعية ثلاثة ، لبيان أن الحق لا يرتبط بكثرة المال والسلطان ، وإنما هو مرتبط بالعقيدة ، المثل الأول : للغني المزهو بماله، والفقير المعتز بعقيدته وإيمانه ، في قصة أصحاب الجنتين . والثاني : للحياة الدنيا وما يلحقها من فناء وزوال ، والثالث : مثل التكبر والغرور مصورا في حادثة امتناع إبليس عن السجود لآدم ، وما ناله من الطرد والحرمان ، وكل هذه القصص والأمثال بقصد العظة والإعتبار
المرجع : صـــفــوة التــفاسيـــــــر ، تأليف : محمد علي الصابوني ،، الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمكة المكرمة ، جامعة الملك عبد العزيز.. المجلد الثاني