أخذتي ما طاب مني

لم يتبق لكي شيء

إلا زجاجة خمرَ*

تشربينها

عندما يلبسك الليل

يلتحفك بثوبه الأسود*

يهمس لكي

يذكرك بقرب مطلع الفجر*

تغنين أغنيتك الأخيرة

عنوانها الندم

تتجرعين كأسك الأخير

طعمه مرَ*

لونه لون دمي


إنه ما تبقى مني

و أخر ما يتبقى من الشعلة

لا شيء إلا الجمرَ*

ثم رماد

تتقاذفه رياح غوايتك

تنثره في البيداء نثرا*

تترنحين سكرا.

تتلعثمين في الكلام

تقولين لي


أنا ذكرى.

بالأمس كنت طفلة

بالمساحيق تزيديني غويتا

لا تقبلي مني هفوة

ولا عذرا*

و ها أنت في ليلتك الأخيرة

يا شمطاء

صبحها القبرَ*

أتذكرين ذاك اليوم؟

يوم التقينا أول مرة ؟؟

سألتك.

يا طفلة ما أسمكي ؟

قلتي أحلام.

و مع الأيام أعدت السؤال

ولما أحببتك

قلت ما أسمك

قلتي سلام.

و اليوم قلتي لي

أن أسمك شرا*

شمطاء ...

يا طفلة الأمس.

ها أنا ذا لم يتبق مني إلا كاس.

كسرني على الصخرَ*

سكنتك كبيت زجاج.

ركبتك بحرا متلاطم الأمواج.

زينتك بالحلي و الحلل

المطرزة بالديباج.

فما همستي لي يوما

بكلمة شكرا*

عصيت الكريم من أجلك

ولم أعصى لكي أمرا*

أغازلك همسا

تهجني جهرا*

تبتسمين لي يوم

و تعبسين دهرا*

أسألك

لم هذه القصوى؟؟؟

تجبين بعنفوان المعشوق

منتشية بمذلتي

تقولين لي.

رضيت بجلدك...

هو لي مهرا*

شمطاء...

حبك بخل لا عطاء.

أحبكي لو سكنت كوخ

بل حتى لو سكنت قصرَ*

أحبكي و أنا عبد مملوكا

بل حتى لو كنت قيصر

أطمع في ملك كسرى*

حتى الأعمى

يحب فيك نظرة*

الكل أحب منك غناك

و أنت غناك بريق.

على ملامحك مساحيق.

الزهد فيك غنا

و غناك للبخلاء فقرا*

يا شمطاء...

تتجملين

على مرآة مكسرة.

تصقلين أظافرك

العشرة.

تتهيئين لتشربين

ما تبقى مني

و أنا على مائدتك

أنتظر الفجر.

أنتظر إفراغي

و بعدها كسرا*

شمطاء أحبك

و الحب مذلة

أسألك قبل أن تكسرني

أسألك أن تعصرني

و تشربين ما يتبقى مني

حتى تكتمل ثمالة السكرَ*

يا شمطاء رغم نتانتك

أحسبك عطرا*

أحبك حتى الموت

أحبك حتى يمتلئ دفتري

و يجف القلم من الحبرَ*