مجموعة أشبال الغيوان
ذكرى باقة تساقطت أزهارها
حسيني عثمان
ياحباب صحاب يا أشبال الـغيوانْ ××× يا سْنابل يا قْنادل يا شموع النُّـــورانْ
بكم نعرف طريق المعنى فالتِّــــيهانْ×××ونوضع الحرف الكادي ف المــــيزانْ
نتهيه فْ الصَّحاري وبحور النْسيان××× نعود لَكْلاَمْكُمْ ونلقى فْ المعنى عنوانْ
حنا الأشبال أولاد الغيـــــــــــــــوانْ
جيل الأمل ف زمان النســــــــــــيانْ
جمعتنا الأقدار وبلاد الإحــــســــــانْ
زهور النوُّار نابتة ف البـــتســـــتانْ
كلامنا نْزاهة علم، فيه عرف وبيانْ
غمامة مْلاَنا ب امطار الرحـــــــمانْ
القلوب الصافية توزن فالـــمـيزان
موالنا صادح وف السما عـــــــنوانْ
شْهْدة فالعسل لمرَرةلشــــــــيانْ
وهكذا بدينا بعد ما كان لي كـــــــــان
• مشوار قصير مع الابداع امتزجت فيه الرغبة بالإصرار من أجل تخليد هياكل أغنية القضايا الخالدة، ناس الغيوان، والتنقيب عن اثاراتها في الذاكرة من خلال مجموعة الاشبال...ماذا اقول؟ عنماذا سأحكي؟ سؤال خط البداية ليستفز مني البوح، العبد للّه اختار ان يقلب الارشيف وينفض عنه الغبار ليعلم ان حبه لناس الغيوان ولنمطها الإبداعي المتميز لم يكن وليد الفراغ، بل هو تجسيد عشقه للحرية التي تصارع فيها الحاضر مع الماضي؛ حينا ذاك قررت ان أحكي عن الامس حين التقينا حين اجتمعنا حين توحدت بدواخلنا رءا التهبت فيها القلوب بالأمل، وتدفقت من شرايينها سيول المحبة والاخلاص لقضية نريد ان نكون جزءا منها، وهي تريد ان تكون جزءا منا. في ضواحي المدينة وعلى اعتابها الشريفة اجتمع المقدس بالمدنس في يوميات عصية على النسيان. يستهوني جلال تلك الاماسي البيضاء التي كانت تبعثر الفكر وتشتت الذهن لتجعلنا سجناء الحاضر بلغة اهل الماضي، قد ابالغ في التعبير عن البدايات لكن اكيد اني لن استطيع وصف تلك اللحظات التي تسارعت فيها الاحداث لتمطر الذاكرة بزخم مريب من الذكريات. من الحاضر ومن دون تأشيرة العبور نهز الرحال الى الماضي، ماض يئن تحت وطئة الحزن التي اثقلت كاهله وأظنت روحه واظهرت على محياه ابتسامة كئيبة تلخصها تجاعيد الفقر والعوز والاملاق .
الافكار، أفكارنا البريئة التي كانت تنتمي الى أيدولوجية الذات في اطارها المرجعي للجماعة التي كانت سلطتها علينا تسود وتحكم، تساقطت كأوراق الخريف، حينها سيرنا تحت نور القمر العابر للذكريات، نعبر ضباب المجتمع الكثيف بالألم، امواج الاسى بداخله تتلاطم على صخور الآه، انقشع نور الامل بين كلمات وانغام ناس الغيوان اذاك اخترنا العبور مهما كان الثمن والرغبة تحدونا لكسر جليد الصمت الذي ضل مطبقا على القلوب خانقا الانفاس .
بين العزلة والاختلاط ضربنا الموعد مع التاريخ واخترنا الظهور في العلن لان ما كان يجمعنا مند البداية اكبر من النغم والشجن، كان المجتمع الصغير الذي انجبنا واحتضنا بداخلنا جنون الصبى، كانت تجمعنا الانسانية قبل ان تتطور العلاقة مع الذات الى صراع معها، اعتبرناه مخاض الولادة العسير التي أنَّت فيه اللبوات لصرخات الحياة التي لم تكون سوى ميلاد الوجود ورفض الموجود؛ وكأنَّ فلسفة الحياة هنا تعيد انتاج نفسها، فإذا عدنا الى محبيها الاوائل طالس لميكن سوى انسان رفض الانخراط في الوجود دون ان يعرف الاصل والماهية، سقراط الذي انجب حقيقة الفلسفة بجرعة الموت، ارسطو المعلم الحكيم افلاطون والاخرون كثر ونحن لسنا الا جزءا من الاخرين الدين يريدون اعادة انتاج الموجود.
شعارنا البريء بلور أطروحة"لا نريد ان نعتبر انفسنا نمارس نوعا من الغناء بقدر ما نريد ان نعتبرها تجربة للغوص في أعماق هذا النمط الفني والفكري المتميز الذي اسسه ناس الغيوان وجعلوه منارة نستنير بها في ظلمات القهر". نحن ابناء جيل الصراع الذي اختلط فيه الحابل بالنابل واختفت بداخله الكلمة الهادفة الملتزمة بأخلاقيات وقيم النضال الشعبي المثقل بالهم، آمنا بهذا النمط لأنه بكل بساطة يحمل في طياته " الالم والامل" السم والبلسم بل ان فيه الملاذ الذي نقي به انفسنا من موجة الميوعة التي اجتاحت الفكر وبدأت تنخر من جسده المهترئ .
يتبع يتبع يتبع