المدينة : الجديدةعدد المساهمات : 326معدل النشاط : 472تاريخ التسجيل : 11/11/2010الموقع : dawawin.ibda3.qrg
موضوع: صديق وصديقة...أم رجل وامرأة؟ الأربعاء 29 يونيو - 11:36
لمحتها في محطة القطار، جالسة لوحدها لا أدري ما الذي شدني اليها، فقد وجدت نفسي أراقبها وأمعن النظر فيها :امرأة سمراء ملامح وجهها هادئة تشعرك بالراحة والدفئ ،رغم لمحة الحزن البادية عليه، شعر أسود مخملي،وجسد يفيض انوثة بل انه الانوثة بعينها، حقا انها امرأة جميلة، من دون أن أفكر اقتريت منها : - لو سمحت - نعم - هل هذه سكة القطار المتجه الى الرباط؟ - نعم انها هي - هل أنت مسافرة الى هناك؟ - نعم - جيد فأنا غريبة عن هنا - حقا ومن أين أنت؟ - من مدينة الجديدة اسمي أمال وأنت؟ - وفاء من الدار البيضاء هكذا تعرفت عليها ،و فضولي يقتلني لأعرف سبب هذا الحزن القاتم في عينيها، جلست قربي صامتة حتى اعتقدت أنها لن تحدثني طيلة الطريق، وعلي مضض احترمت رغبتها في عدم الكلام، فجأة سألتني : - اتدرسين؟ - لا لقد أتمت دراستي وأنا الان أبحث عن عمل - لما تسافرين الى الرباط؟ - لرؤية صديق عزيز - الديك أصدقاء كثر؟ - لا لدي فقط صديق واحد - من أيام الدراسة؟ - نعم ابتسم وجهها ابتسامة غريبة وهي تغمض عيناها الحزينتين: - هل أنت وهو صديق وصديقة أم رجل وامرأة؟ - ماذا؟ وقبل أن أجيب نظرت الي وقالت: مرت سبع سنوات على أول يوم التقينا فيه...برحاب الجامعة، ما زلت أذكر ذلك اليوم جيدا وبكل تفاصيله عندما تقدم نحوي وسالني عن الوثائق الضرورية للتسجيل، هكذا تعارفنا، ومع مرورالوقت أصبح أقرب الناس لي ،غدونا لا نفترق ونحن بالجامعة، نجلس معا في قاعات الدرس، ندخل المكتبة معا ،نشترك في كل شيء . ولأجله دخلت المقهى لأول مرة في حياتي لأشرب القهوة، ولأول مرة في حياته يبتل من المطروهو ينتظر معي الحافلة، عرف عني كل شيء حتى أصغر الأمور،عرف الانسانة التي تسكن بداخلي، لم ينظر قط الي جسدي، فقد كنت بنظره صديقته، بل أعز انسانة عليه، وكان بنظري صديقي الوحيد بعد أن خانني كل أصدقائي، بل انه أقرب الناس لي. أذكر كم كنا نضحك وزملاء الجامعة يسألوننا عن طبيعة العلاقة بيننا، لم يكونوا ليفهموا أو يصدقوا أننا مجرد صديقين فقط ، فهم لا يؤمنون بوجود صداقة بين رجل وامرأة ، لكننا كنا كذلك : صديق وصديقة . كان دوما حاضرا معي في أسوأ أوقاتي ، وكنت بجانبه في أصعب أموره ، ورغم المسافات التي فرقت بيننا في مناسبات عدة فقد ظل أقرب صديق لي وكنت له أقرب صديقة. أعرف عنه حبه للنساء وولعه بهن وتعدد علاقاته ، ويعرف عني هربي من مثل هذه الأمور، كان شاهدا على فشل خطبتي الأولى، وكان يدرك جيدا أني لن أبيع نفسي، وأني لست امرأة تهوى العلاقات الجسدية،فأنا لم و لن أكون مجرد جسد للمتعة ، كثيرة هي المرات التي قلت له فيها: جسدي هذا أمانة عندي، علي صونها وحفظها الى أن ياتي صاحبها ، ذاك الذي سيكون شريك حياتي ، ووالد تؤامي الذي احلم بانجابهما ،و كثيرة هي المرات التي كان يقول لي فيها: أنت لم تولدي لتعيشي في هذا الزمن ،وفي مرات اخرى : ستظلين عازبة طول حياتك ، من سيتزوجك وانت تصدين كل من اقترب منك. وكنا نضحك ... ما الذي حدث فجاة وغير كل شيء ...لأراه كما كنت ارى الأخرين ، فجأة رغب في كما يرغب أي رجل في امرأة ما ، فجأة نسي وربما تناسى أ|ننا صديق وصديقة ، اتسأل لما حل ذاك اليوم الذي انهار فيه كل شيء جميل في حياتي: - اليوم سأدعوك للغذاء معي وانا من سيعد الأكل فأنا طباخ ماهر لم أعلم ما علي فعله فرفضي له حتما سيزعجه، وقد يقول اني أسات الظن به بعد كل هذه السنوات من المعرفة وأنا حقا أعرفه ،أوهكذا خيل الي. مشيت معه وأنا مطئنة البال كما لو أني أسير الى بيتي ، لأدرك أني لا أعرفه كما كنت أظن ، فجأة اقترب مني، ولأول مرة أرى في عينيه نظرة غريبة لم أراها من قبل ، وربما هي نظرته لي الا انني لم أنتبه لها ، عندما وضع راحة يده على خدي ارتعبت ،شلت حراكاتي، وتوقفت أنفاسي حتى خلتني سأختنق، تلك اللحظة توقف الزمن، ومر أمام عيني شريط صداقتنا ...،ماذا هل كنت عمياء الى هذا الحد فلم أدرك معنى نظراته الي؟ أم تغير فيه شيء لا أعرفه؟ أم ماذا ؟ - دعينا نمضي وقتا حميما فقد أقترب موعد فراقنا ولا أدري اذ كنا سنلتقي أم لا كلماته هزتني وأزالت كل شك بداخلي : لا لا انه ليس صديقي. لا أدري من أين أتتني القوة لأمد يدي وأصفع ذاك الوجه الذي كان قبل لحظات وجه أقرب وأعز انسان لي :صديقي غادرت وأنا لا ألوي على شيء ،بالكاد حملتني أرجلي لا أذكر كيف ولا متى وصلت بيتي ، ولا أذكر أني بكيت طيلة عمري كما بكيت ذاك اليوم. أسال نفسي :لماذا؟ هل كان بالفعل صديقي كما كان يقول؟ أم كنا مجرد رجل وامرأة كما كان يقول زملاء الداراسة؟عبثا أحاول الاجابة على هذا السؤال لكن دون جدوى . اليوم وبعد مضي أربعة أشهرمازلت أطرح نفس الأسئلة ، ولأول مرة منذ أن التقيته يمر كل هذا الوقت دون أن يتصل بي، ولأول مرة لم أنزعج أو أغضب لأنه لم يسأل عني طوال هذه المدة. منذ ذالك اليوم لم يعد للصداقة معنى عندي ، ولم تعد معرفة الناس تغريني، فكيف أبدأ من جديد ؟بل وكيف أتق بأحدهم؟ وقد خانني أعز وأقرب صديق . افترقنا قبل أن أجيب على سؤالها ، و أدرك أنه سبب هذا الحزن الرابض في مقلتيها الجميلتين ،وسبب وحدتها ،لكن لو قدرأن أجيبها ما كنت سأقول لها هل أنا وصديقي فعلا صديق وصديقة...أم رجل وامرأة؟
الضريسي الباز حسن .
المدينة : باريسعدد المساهمات : 1741معدل النشاط : 2341تاريخ التسجيل : 29/05/2011العمر : 62الموقع : www.da-wawin.com
موضوع: رد: صديق وصديقة...أم رجل وامرأة؟ الأربعاء 29 يونيو - 12:06
لقد استأنست أختي أمال لقراءت هذه القصة الجميلة من نوعها الخاص. ولا أستغرب في أمثال داك الفتاة لأنني مرت بهذه التجربة أيام عزوبتي ، وصدقيني إن قلت لك تزوجتها لذينا ولدين وبنت واحدة ، ولا زلنا نعيش أحلى لحظات حياتنال . معزتي أختي
mohamed-lui عضو فعال
المدينة : marrakechعدد المساهمات : 678معدل النشاط : 850تاريخ التسجيل : 05/02/2011الموقع : www.da-wawin.com
موضوع: رد: صديق وصديقة...أم رجل وامرأة؟ الأربعاء 29 يونيو - 12:56
سؤالك محير أختي هههههههههههه كيف لي أن أجيب وأنا رجل يجب أن يظهر فحولته الشرقية كما يقولون ههههههههههه أظن أن لا وجود لصديق وصديقة دون ممارسة شعائر الحب وطقوسه إلا في حالات نادرة فالأنثى أنثى يحركها الذكر والعكس أكثر من صحيح إذن فالأمر فيه رجل وامرأة أما صديق وصديقة قد نصادفها إنما ... وربما لا وخصوصا في مرحلة الشباب إن كنت تنتظرين أن أكذب فلا حاجة لذلك، وهل يخفى القمر ؟ أعجبني كثيرا نصك المحير وطريق السرد حتى الحزن من النوع الراقي مزيدا من التألق مع احترامي
mohamed-lui عضو فعال
المدينة : marrakechعدد المساهمات : 678معدل النشاط : 850تاريخ التسجيل : 05/02/2011الموقع : www.da-wawin.com
موضوع: رد: صديق وصديقة...أم رجل وامرأة؟ الأربعاء 29 يونيو - 12:59
ربما قد خلطت أوراق الحب بالصداقة لكن هذا ما نراه اليوم لا شيء اسمه صداقة ولا آخر اسمه الحب تبعثرت الاوراق واختلط كل شيء و ربما لا ...
آندى أحمد عضو نشيط
المدينة : القاهرةعدد المساهمات : 79معدل النشاط : 137تاريخ التسجيل : 16/06/2011الموقع : dawawin.forum.st
موضوع: رد: صديق وصديقة...أم رجل وامرأة؟ الأربعاء 29 يونيو - 14:18
أشكرك عزيزتى آمال على امتاعى بقصتك التى جذبتنى كثيرا اليها ....تحياتى لك وأجدد شكرى
سعيد محمودي المدير العام
المدينة : الدار البيضاءعدد المساهمات : 7236معدل النشاط : 12091تاريخ التسجيل : 08/12/2009الموقع : www.da-wawin.com
موضوع: رد: صديق وصديقة...أم رجل وامرأة؟ الأربعاء 29 يونيو - 15:44
اختي الفاضلة المبدعة المتألقة أمال خسان تبقى حروفك متـألقة في سماء الهمس دمت ودام نبض إحساسك المرهف شكرالك
ابراهيم الرامي نائب المدير العام
المدينة : العرائشعدد المساهمات : 3588معدل النشاط : 4910تاريخ التسجيل : 27/06/2010الموقع : www.da-wawin.com
موضوع: رد: صديق وصديقة...أم رجل وامرأة؟ الأربعاء 29 يونيو - 15:57
المبدعة الانيقة امال إستمتعت حقا بقصول هذه القصة الممتعة ، وراقني اسلوبك وتعاملك مع الاحداث اما من حيث جوهر الموضوع ، فالعلاقة بين الرجل والمرأة، ليست بالضرورة علاقة عاطفية بقد ما تكون صداقة مبنية على الإحترام وتبادل المصالح ولكن دعيني اقول لك ان ما وقع لتلك الفتاة ، ليس أمرا غريبا ، لأنها كانت تعلم مسبقا ان كل الناس ينظرون إليهما نظرة عاشقين تجمعهما علاقة حب تحيتي إليك على هذا الإبداع الراقي
أمال خشان عضو فعال
المدينة : الجديدةعدد المساهمات : 326معدل النشاط : 472تاريخ التسجيل : 11/11/2010الموقع : dawawin.ibda3.qrg
موضوع: رد: صديق وصديقة...أم رجل وامرأة؟ الأربعاء 29 يونيو - 22:23
الضريسي الباز حسن كتب:
لقد استأنست أختي أمال لقراءت هذه القصة الجميلة من نوعها الخاص. ولا أستغرب في أمثال داك الفتاة لأنني مرت بهذه التجربة أيام عزوبتي ، وصدقيني إن قلت لك تزوجتها لذينا ولدين وبنت واحدة ، ولا زلنا نعيش أحلى لحظات حياتنال . معزتي أختي
دامت لك الافراح والمسرات اخي الكريم ولا يسعني الا ان اقول لك انك انسان حالفه الحظ فوجد الصديقة والزوجة منمنياتي لك بأطيب المنى مع تحياتي أمال
أمال خشان عضو فعال
المدينة : الجديدةعدد المساهمات : 326معدل النشاط : 472تاريخ التسجيل : 11/11/2010الموقع : dawawin.ibda3.qrg
موضوع: رد: صديق وصديقة...أم رجل وامرأة؟ الأربعاء 29 يونيو - 22:32
mohamed-lui كتب:
سؤالك محير أختي هههههههههههه كيف لي أن أجيب وأنا رجل يجب أن يظهر فحولته الشرقية كما يقولون ههههههههههه أظن أن لا وجود لصديق وصديقة دون ممارسة شعائر الحب وطقوسه إلا في حالات نادرة فالأنثى أنثى يحركها الذكر والعكس أكثر من صحيح إذن فالأمر فيه رجل وامرأة أما صديق وصديقة قد نصادفها إنما ... وربما لا وخصوصا في مرحلة الشباب إن كنت تنتظرين أن أكذب فلا حاجة لذلك، وهل يخفى القمر ؟ أعجبني كثيرا نصك المحير وطريق السرد حتى الحزن من النوع الراقي مزيدا من التألق مع احترامي
حقا ان العلاقة بين الرجل والمرأة مجال خصب للغوص والتساؤل والأهم انه اكثر المجالات المحفزة على الأبداع اسعدني جدا مرورك المتميز مع اطيب المنى أمال