هذه قصيدة أحببت أن أعرضها في هذا الديوان ،لأنها من أجل شاعرنا الكبير " أحمد بنميمون" فقد ألقيتها في حفل تكريمه حين أحيل على التقاعد.لقد ترك هو وأساتذة آخرون تلامذتهم الذين علموهم والأساتذة الذين ألفوهم
كـــــما وصــــــــــفوا
يَأبـى الزمَانُ إذا مِـلنَا بمَنْ أزفـوا *** واسْترجَعَ القلبُ واسْتولى بنا الأسَفُ
يَأبَى احْتـكَاماً لمُنصِفاتِ لهْـفـِتــنا *** فنَنْزوي في حُشودٍ منْ صدًى وَقــفوا
في ذهْلةٍ يَـرْقبُونَ سَـطوَ بَطشَـتهِ *** جَمْعاً وتَـفرقَــة يَــعْــفو ويَعْــــتَــِسفُ
ويَختَطينا ونحْنُ الناظرُونَ سُـدًى *** نرى بقَـصْـرٍ خِلافاً لـــيْسَ يَـخْـتَـــلفُ
بالأمْس كرَّمَ حَفلـنَا نُهًى فمَــضَوْا *** بدَأبهمْ أنجَزوا عَــهْداً بهِ انصَـــرَفـوا
واليومَ نحْتفلُ الحَفلَ وقدْ سَـلّــــهـُمْ*** مِـنّا الزمانُ رجَالاً بـيْــننَا عُـــــــِرفـوا
بالشاعِـرِ الأحْـمَدِ المَـيْـمونِ وَالــدُهُ *** باليُـمْن غَـــذاهُ مُـــذ بَـــدَا لهُ كَــــلفُ
بالشعْـرِ أنْـهَل منْ عَـيْنٍ ببَابلَ قـدْ *** أهْـمَتْ لها لاحِظ مُــسْتعْـذبٌ طــــِرفُ
واسْتعْصَمَتْ زمَناً حتى اسْتطابَ لهَا *** فاسْتــلّهَا وَمْضَة ًمنْ غـُـرّةٍ تَــِرفُ
تكادُ كُـل قصـــيدَةٍ تُـــــــزَفّ لـــــهُ *** تَسْـعى على مَهَـلٍ ٵُنْساً بمَنْ ٵُلِــــفوا
عَصْماءَ قدْ كمُلتْ منْ عِتق خمْرتِها *** يُسْتعْذبُ الإنْتِــشا وَالرّشْفة الٵُ نُــفُ
يَنامُ ملءَ جُفونٍ عَنْ شَـــــــواردِها *** ويَسْـهرُ الخلقُ جَــرّاهَا ويَــختـــِلفُ
والحَفلُ مَوْصولُ حبْلٍ بيْننا جمْـــعُهُ *** حِفظاً لعَهْــدِ عَــزيزٍ ذكْــرُهُ شَـــرَفُ
مُحَمّدٌ قـدْ شهدْنا بالسَّـــــدادِ لـــــــهُ *** ربّى رجالاً لهُ يَـــهْـــِدي وَيكْـــتشفُ
أمْضَى بهمْ فارْتـقى بفِـكْـرهمْ زمَــناً *** دَأباً كمَا ترْتقي بالهَـــــمْزة الألــــفُ
قفْ، هَا، عَـلَتْ أمّة فانْـفرَدَتْ أمَــداً *** وسارَ رَكْـبُ الزمَانِ خلْـفهَا يَــــــِزفُ
بالعِلْمِ سادَتْ وقادَتْ فاسْتوَى عَرشهُ *** ذا هَـيْبَةٍ بذرَى أكْـــــتافِهَا يَــقِـــــفُ
ثمّ انْهَـوى في حَضِيضِ الذلّ تَنْهشُهُ *** بُغاثُ طيْـرٍ تدَاعـى وهْيَ ترْتــِجـــفُ
لكنّ للدّهْـــرِ فِي الأكْــــوانِ دَوْرتَـــهُ *** وكُـلّ دَوْرٍ إذا مَا تمّ يَــنْــــــكَشِـــــفُ
همْ عجّلوها وألقـوْا في الدّجَى نجْمَة *** تهْدي المُريدين حيْثُ يُرْتجى الشّرَفُ
إنْ يأكُـلوا منْ ثمـارٍ شقّ بَــــــذرَتهَا *** أسْلافُ عـزّ وسالتْ عبْرَها النـــــَطفُ
فإنـهُمْ غرَسُوا بما أقْـبَـــسُوا جَــذوَةً *** هيْهاتَ تبْــلى وقـدْ أوْفــى بها الخَـلَـفُ
لمِـثْـِلهمْ تُـرْتضَى مِ القلْـبِ تَحِـــــــيّة *** بَـرْدُ الظلالِ وهَــمْسَـة الثــرَى تَـــــِكفُ
لمَا أشادُوا وما أسْـــدوْا ومَا هَــــدَفوا *** وما أفادُوا وما أبْــــلوْا وما كَـشَــفـُوا
مَدّ الإلــهُ لهُمْ عُـــمْراً ومَتّــــــــــعَهُمْ *** وأنْجَــزَ الوَعْـــدَ أوْفــاقاً كَـــمَا وَصَـفـُوا
مصطفى بوعزة