هيبريس منذ الثمانينات أخطأت الدارالبيضاء طريقها الثقافي، بعد حادث اغتيال المسرح البلدي ٠ اهتم مسؤولوها فقط ببناء المطاعم والفنادق وتعلية العمارات، فيما أغفلوا إنشاء بنية ثقافية قوية، والمدينة اليوم تفتقر إلى المتاحف والمسارح ودور الأوبرا، والقاعات الخاضعة لتدبير الجماعات المحلية بدون ميزانيات، لا يمكن أن تعوض فضاء المسرح ، واقع بئيس يمكن القول أن تحقيق حلم المسرح الكبير، سيقطع معه بشكل نهائي، وسيعيد للدار البيضاء روحها الثقافية ٠ نافورة الحمام، الجوهرة التي ترصع ساحة محمد الخامس، ستغير مكانها الحالي، بعدما اعتاده البيضاويون لعقود طويلة، والبطاقات البريدية (كارت بوستال)الساحة الشهيرة أصبحت أمرا من الماضي، والسبب هو معلمة المسرح الكبير للدار البيضاء، فالدراسات التقنية ، أفضت لإقامة المسرح في الجهة الغربية لساحة محمد الخامس، وبالضبط خلف بناية الوكالة الحضرية ومدرسة الفنون الجميلة، على أن تشرف واجهته الضخمة على ساحة محمد الخامس . لكن لا تجزعوا، النافورة الحالية بشكلها الدائري وأسراب الحمام و المياه البديعة، لن تغادر الساحة التي احتضنتها بشكل نهائي، بل ستنقل وفق قياساتها الحالية، إلى الجهة الأخرى من الساحة، قرب بوابة المحكمة الإبتدائية ومدخل الولاية، الدراسات التقنية انتهت إلى مجموعة من التغييرات ستطرأ على ساحة محمد الخامس العريقة ، أولها يتعلق بالنافورة التي سيعوضها حوض مياه، يتركز في مكانها الحالي على شكل مربع كبير، إعادة تهيئة الساحة تقتضي وفق التصميم الهندسي الجديد، تحويل الساحة إلى فضاء مفتوح للإحتفالات والعروض والتنشيط ليل نهار، من خلال وظيفة مزدوجة للمسرح حيث ستستغل واجهته كمنصة مفتوحة على الساحة التي تستغل في المهرجانات وغيرها٠ المساحة الفسيحة لساحة محمد الخامس، ستستغل أيضا من أجل إقامة (باركينغ) قادر على استيعاب 1000 سيارة، مداخل للموقف المذكور تكون على جنبات الساحة من أجل تفادي مشكل الإزدحام، العمدة محمد ساجد أوضح للجريدة أن الدراسات التقينة جارية من أجل إقامة باركينغ، على الجهة المقابلة للنافورة الحالية ، بالقرب من مدخل الولاية، وأيضا دراسة إغلاق حركة المرور في شارع عبد الرحمان الصحراوي، الذي بربط شارعي الراشدي وباريس، وتعويضه بطريق تحت أرضي يمر بالضبط أسفل مدخل المسرح الكبير .
حلم المسرح الكبير يتحقق
المسابقة التي أطلقها مجلس مدينة الدار البيضاء ومؤسسة الفنون الحية، لاختيار المهندسين المعماريين، اشترط فيها أن يتم تصميم المشروع بالتعاون الوثيق بين مكتب هندسة أجنبي و مهندسين معماريين مغاربة، وقد شارك فيها خمسة مكاتب هندسة دولية ( الولايات المتحدة، فرنسا، هولندا، ابريطانيا ) بعضهم من الفائزين بجائزة نوبل في الهندسة المعمارية، أو جائزة بريتزكر الكبرى، المهندسين المعماريين المغاربة، المشاركين في المسابقة بدورهم من أكبر المهندسين وطنيا ٠ مكتب المهندس الفرنسي (كريستيان دو بورتزامبارك) و رشيد أندلسي، تمكنا من إقناع اللجنة وفازا تصميمهما، حيث عهد إليهما بالهندسة المعمارية والتصميم الداخلي والبناء لتثبيت ودعم هياكل البناء وإعادة تهيئة ساحة محمد الخامس والإضاءة، وقد تم اعلان النتيجة في حفل أقيم في حديقة مدرسة الفنون الجميلة في الدار البيضاء، التصميم الفائز وزع المسرح الكبير على 24 ألف متر مربع المساحات المغطاة، وسوف تشمل قاعة كبيرة « متعدد الأغراض» تستوعب 1800 متفرج ، صالحة للحفلات الموسيقية والباليه والرقص الشعبي، ثم قاعة أخرى بطاقة 600 مقعدا، المسرح سيضم أيضا غرف للبروفات الفنية ، والمحلات التجارية والمطاعم والمقاهي وأماكن للقراءة، مكتبة وقاعة للمعارض الفنية من رسوم ومنحوتات، « في الواقع المسرح الكبير، سيكون بمتابة قرية ثقافية، من شأنها تحريك الحياة الثقافية في مدينة الدار البيضاء وتحقيق حلم تأجل طويلا » يقول أحد المشرفين على المشروع .
معلمة تنافس المسارح العالمية
مجلس المدينة وعلى لسان العمدة محمد ساجد، سيبرمج مجموعة من اللقاأت التعريفية بالمسرح الكبير، مع الفعاليات الفنية والمسرحية والجمعيات المتخصصة بالمدينة ،لاشراكها باعتبارها المعنيي الأول بالمشروع، وأخذ اقتراحاتها قبل الشروع في انطلاق الأئشغال، أحد أعضاء مؤسسة الفنون الحية ، التي تواكب إنجاز المشروع اعتبر جميع النماذج ممتازة، ويصعب الإختيار بينها، وأضاف أن هذا المشروع يعتبر أكبر مسرح في افريقيا، وسيعكس آخر ما تجود به المسارح العالمية في طوكيو وباريس ونيويورك، مشيرا أن عمدة باريس، سبق ووقع اتفاقية شراكة مع مجلس مدينة الدار البيضاء، لتقييم تجربة المسارح البلدية و مصاحبة إنجاز المسرح الكبير للدار البيضاء ٠ القيمة الهندسية والعمرانية للتصاميم المشاركة في المسابقة، كانت وراء اختيار تصميم المهندسة العراقية الأصل (زاها حديد) بعدما شاركت به في مسابقة الدار البيضاء، لإنجاز المسرح الكبير بالرباط، الذي يقع في الضفة اليسرى لنهر أبي رقراق، وكلفته 135 مليار سنتيم على مساحة إجمالية تبلغ 27 ألف متر مربع، ويشمل قاعة كبرى للعروض تبلغ طاقتها الاستيعابية 2000 مقعدا، ثم فضاء مسرحي كبير بالهواء الطلق، ومن حيث موقعه وهندسته يتوسط معالم تاريخية بعضها يعود للقرن ال 12 الميلادي كشالة والأوداية ثم صومعة حسان، وقد اختار المكتب الهندسي اللندني لزاها حديد، شكلا مبتكرا يراعي الحمولة التاريخية للمنطقة والفضاء الذي يميزه الماء وأصالة المباني المجاورة ٠
بطاقة تقنية حول المسرح الكبير المسرح
يقع بساحة محمد الخامس، المساحة الإجمالية 24 ألف متر مربع على ثلاث مستويات .التكلفة الإجمالية للمشروع 144 مليار سنتيم مدة الإنجاز 60 شهرا و سيكون جاهزا نهاية 2015 . قاعة للحفلات تستوعب 1800 متفرج، و قاعة للعروض تضم 600 مقعد قابلة للتغيير إلى 300 فقط . باركينغ تحت أرضي للسيارات في ساحة محمد الخامس يضم حوالي 1000 سيارة . قاعات للأنشطة التجارية، مقاهي، مطاعم، مكتبة، وقاعات للعروض التشكيلية والمنحوتات . فضاأت للفنانين والتقنيين منها 2 قاعات للتمارين الموسيقية، والبروفات المسرحية بتقنيات عالية (الصوت الإضاءة). إعادة تهيئة الساحة وتغيير مكان النافورة، بحيت تتحول واجهة المسرح إلى منصة والساحة إلى فضاء مفتوح للإحتفالات .