أماه أرسل في البريد رسالتي
بحروفها .. ونقاطها
سترينَ غزةَ دمعةً
بغمامةِ الإعصار تغمسُ سرَّها
سترينني متغلغلاً بين الرصاصةِ والقذيفهْ
أروي لها قصص الشظايا في دمي
فالكونُ يرفضُ أن يغازل غزّةٍ
إلاّ ببركانٍ منَ النيران يزحن جنَّتي
أماه أكتب قصتي
وقذائف الصاروخ تشعل مقلتي
تُفني جزيئات الهواءْ .
ويعربد البارود فوق ربوعها
فيئنُّ نبض الريح من بركِ الدماءْ
أمّي .. أراهم من هنا
طفلاً يعاقر يتمهُ
فيغصُّ من أنّاته صخرُ الجليلْ
وينوء قبرٌ للخليلْ
وبقربه أطلالُ جثةِ طفلةٍ ،
نهشوا طفولتها على رمل الطريقْ
صلبوا براءتها وما تركوا لها إلاَّ الحريقْ !
لكنهم لم يطفئوا وحيَ الشروقْ ،
لم يزحنوا فيها البريقْ !!
فعلى مروج عيونها وعدٌ جميلْ
سيرمِّم الأميال ميلاً بعد ميلْ
ويُزيلُ أرتالَ الوحولْ .. !
يهمي كما تهمي نبوءاتِ الفصولْ
ويمدُّ أيديهُ المليئةُ بالعطايا كالرسولْ
لا تجزعي !
فمعي جوانحُ طفلةٍ
لو غرَّدتْ ينمو لها زمنُ العبورْ !
لو غمَّستْ أحلامها بأصابعي .. تصحو النذورْ !
لو أمسكت بزنادها .. تهوي صقورْ
الله يا أمي معي .. لا تفزعي !
فلها غدٌ .. وليَ الغدُ
ولنا هنالك موعدُ
إنَّا هنا .. شرعُ الدماءْ
قدرٌ أمرُّ منَ الفناءْ
الله يا أمِّي معي ..
يا أمَّتي كوني معي
أمَّاه قد تُهدى إليك رفاتنا
غنِّي لها
أماه .. لا تبكي عليَّ
بل زغردي
فالأرضُ تسقي نسغها من مقلتيَّ
قولي لهم :
( ولدي غدٌ .. ونبوءةٌ ترمي الشررْ
ولدي هنالك بقعةٌ للنور ينقشها القمرْ
ولدي هنالك كعبةٌ للملتقى
تنمو عليها كرنفالات الحجرْ !
ولدي هنالك سدرةٌ للمنتهى
والله يجدل غصنها بدم الدررْ
ولدي هناك جهنمٌ من نارها تصلى سقرْ
ولدي أبابيل السما بأكفِّها جمر القدرْ
ولدي همى من غيمة الأمل الوريقْ
بجذوره تمتدُّ غابات الحنينِ
منسوجةٌ من غزةٍ بعوالمٍ من ياسمينِ
يا غزة
ها أنتِ ذي أهزوجةٌ ..
تشدو وتشعل عرسنا نوراً ونارْ
وتزيّنين سفوحنا بمواسم ٍمن جلنارْ
أماه قوليها لهم :
(( ولدي هنا حيٌّ شهيدُ .. !! ))
ثمّ انحتيني جملةً في صخرة الأحياءِ يسكبها الوريدُ
....للشاعرة هزار طباخ

شكرا جزيلا، باسمي وباسم كل اعضاء المنتدى
هديتك وصلت ..

المبدع المتألق الاستاذ عبد العزيز الراشدي أحييك أخي على هذه الهدية المعبرة رسالة الى غزة
بارك الله فيك أخي
ولك كل التقدير والاحترام

الاخ الكريم عبد العزيز الراشدى احييك و اقول لك مرحبا بك في منتداك دواوين الثقا فية و الادبية
اما عن قصيدتك الرائعة رسالة الى غزة اشكرك على ا دراجها ضمن القصائد الوطنية في منتدى دواوين كما اشكرك شعورك النبيل نحو غزة و حصارها الجائر الفرج قريب ان شاء الله

محمد منار