تجرعتُ يوماً من ألفِ كأسٍ
فقد عشتُ اهوى كؤوس النساء
واجلب إليهن في الصبحِ شمسٌ
وفي الليلِ اغزل نجوم السماء
وأجمع لهن فراش الربيع
واسكب عليهن ماء الشتاء
وحين إلتقيتُ بعينيكِ صبحاً
رأيتكِ غير جميع النساء
رأيتكِ زهراً ندي الرحيق
وطيراً حنوناً رقيق الغناء
رأيتكِ طفلاً بريئ النوايا
وقلباً طهوراً شديد النقاء
فكسرت كل كؤوسي القديمة
وأبقيت كأسكِ كأس الوفاء
وأدركتُ يوماً ياويح عمري
فقط أنكن جميع سواء
تردن الحياة حدائق وملهى
بها ألف نادِ من الاغبياء
واليوم أجلس في الليل وحدي
وكل الذي صار حولي فناء
فلا تسأليني على ما بكائي
ولا تفزعي حين أبكي دماء !
تلذذتُ بالحزن عمراً طويلاً
فقد كنتُ جُرحاً وكان الدواء
وتلك الدموع التي مزقتني
وفاضت على الوجه مثل الشقاء
ليست بكائاً وحزناً عليكِ
ولكن في بعض الدموع الشفاء
دعيني كما الليل انساب وحدي
واهرب من كل قلبٍ اساء
.......
لأن الذي بيننا كان طفلاً
تربى مع الحزن عمراً ومات
عدنا ونحملُ دمعاً كئيباً
وحُلماً على الدربِ أضحى رُفات
واهربُ كاللصِ من كل شيءٍ
من كل ماضٍ كئيبٍ وآت
وليس هنالك ما يشفي قلبي
سوى أن ارتلَ بعض الآيات
تعلمتُ درساً حين إلتقينا
تعلمتُ حين إفترقنا مئآت
تعلمتُ اصرخُ كالطفل ليلاً
تعلمتُ احيا بلا أمنيات
فحبكِ مثل السنين توارت
وما عاد منها سوى ذكريات
0
ماعاد منها سوى ذكريات
....
..
.
[center]