في إطار سياسة القراءة التي تنهجها وزارة الثقافة بالمغرب والهادفة إلى خلق مجتمع قارئ، وفي إطار سلسلة حفلات التوقيع التي تحرص على تنظيمها لفائدة إصدارات الكتاب المغاربة على مختلف الأجناس الأدبية التي يبدعون فيها، تنظم المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة الدار البيضاء الكبرى حفل توقيع المجموعتين القصصيتين: ( السوق اليومي ) في طبعتها الثانية و ( سيلان... ) الصادرتين حديثا للقاص والكاتب المسرحي المغربي هشام حراك وذلك بمشاركة الناقد المغربي المرموق نجيب العوفي والقاصة والشاعرة المغربية سعاد ميلي. تجدر الإشارة إلى أن المحتفى به، هشام حراك، قاص وكاتب مسرحي مغربي، والرئيس المؤسس الفعلي لنادي القصة بالمغرب إلى جانب الرئيس الشرفي الفعلي المؤسس القاص والروائي المغربي الكبير الراحل محمد زفزاف، وهو عضو باتحاد كتاب المغرب وباتحاد كتاب الانترنيت العرب كما حاز على جائزة اتحاد كتاب المغرب للمسرحية سنة 2002 عن مسرحيته ( الانتظار ) وعلى الجائزة المغاربية الثالثة للمسرحية عن نصه: ( المستنقع ).. له مجموعة من المساهمات المنشورة على امتداد عقدين من الزمان بمجموعة من كبريات الصحف والمجلات المغربية والعربية كما ترجمت مجموعة من قصصه إلى لغات أجنبية ونشرت في إطار انطولوجيات بالفرنسية والتشيكية والانجليزية كانت آخرها قصة ( حب على الشاطئ ) التي ترجمت إلى الانجليزية وصدرت بالولايات المتحدة الأمريكية عن جامعة شيكاغو في إطار انطولوجيا بعنوان ( انطولوجيا القصة الإفريقية المعاصرة)، هذا فضلا عن كون مجموعته القصصية ( السوق اليومي ) تعد للترجمة إلى اللغتين الأمازيغية بحرف تيفيناغ والفرنسية، الخ... ينظم الحفل بالمركب الثقافي سيدي بليوط يوم السبت 16 أبريل 2011 ابتداء من الساعة الرابعة مساء.
سعيد محمودي المدير العام
المدينة : الدار البيضاءعدد المساهمات : 7236معدل النشاط : 12091تاريخ التسجيل : 08/12/2009الموقع : www.da-wawin.com
موضوع: رد: حفل توقيع مجموعتين قصصيتين لهشام حـــراك*سيلان* و * السوق اليومي* الدعوة عامة الخميس 14 أبريل - 17:49
شكرا لك أبنتي الغالية الشاعرة والزجالة والناقدة سعاد ميلي على هذا الخبر التقافي المهم أعدك اننا سنكون انشاء الله في الموعد وتحيتي للقاص والكاتب المسرحي المبدع هشام حراك لكم كل التقدير والاحترام
حرية عبد السلام عضو نشيط
المدينة : سلاعدد المساهمات : 39معدل النشاط : 47تاريخ التسجيل : 14/04/2011الموقع : dawawin.forum.st
موضوع: رد: حفل توقيع مجموعتين قصصيتين لهشام حـــراك*سيلان* و * السوق اليومي* الدعوة عامة الخميس 14 أبريل - 18:26
صدفة عزيزة غاليتي سعاد أن أقرأ لك هذا الخبر المفرح وأن أسمع عنك ما هو خير بالتوفيق والإستمرارية إن شاء الله للجميع
تحياتي القلبية
حرية عبد السلام
امينة منيب
المدينة : *******عدد المساهمات : 858معدل النشاط : 1144تاريخ التسجيل : 29/06/2010الموقع : dawawin.forum.st
موضوع: رد: حفل توقيع مجموعتين قصصيتين لهشام حـــراك*سيلان* و * السوق اليومي* الدعوة عامة الجمعة 15 أبريل - 13:50
هنيئا للجميع بالتوفيق ان شاء الله تحية شكر وتقدير العزيزة سعاد ميلي
سعاد ميلي عضو متميز
عدد المساهمات : 92معدل النشاط : 115تاريخ التسجيل : 12/04/2010الموقع : souadmili-milodi.maktoobblog.com
موضوع: رد: حفل توقيع مجموعتين قصصيتين لهشام حـــراك*سيلان* و * السوق اليومي* الدعوة عامة الأحد 17 أبريل - 23:50
سعيد محمودي كتب:
شكرا لك أبنتي الغالية الشاعرة والزجالة والناقدة سعاد ميلي على هذا الخبر التقافي المهم أعدك اننا سنكون انشاء الله في الموعد وتحيتي للقاص والكاتب المسرحي المبدع هشام حراك لكم كل التقدير والاحترام
عدد المساهمات : 92معدل النشاط : 115تاريخ التسجيل : 12/04/2010الموقع : souadmili-milodi.maktoobblog.com
موضوع: رد: حفل توقيع مجموعتين قصصيتين لهشام حـــراك*سيلان* و * السوق اليومي* الدعوة عامة الإثنين 18 أبريل - 0:01
حرية عبد السلام كتب:
صدفة عزيزة غاليتي سعاد أن أقرأ لك هذا الخبر المفرح وأن أسمع عنك ما هو خير بالتوفيق والإستمرارية إن شاء الله للجميع
تحياتي القلبية
حرية عبد السلام
الله حبيبة قلبي ام روحي حرية يا لا سعادتي بك توحشتك بزاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااف حبية ديالي انا غادي نرجع ننشط هنا كوني بالقرب دائما احبك يا حبيبة قلبي
سعاد ميلي عضو متميز
عدد المساهمات : 92معدل النشاط : 115تاريخ التسجيل : 12/04/2010الموقع : souadmili-milodi.maktoobblog.com
موضوع: رد: حفل توقيع مجموعتين قصصيتين لهشام حـــراك*سيلان* و * السوق اليومي* الدعوة عامة الثلاثاء 19 أبريل - 3:59
امينة منيب كتب:
هنيئا للجميع بالتوفيق ان شاء الله تحية شكر وتقدير العزيزة سعاد ميلي
حمد لله على سلامتك اختي .. جميل تطمنت عليك
بوركتي اختي الحبيبة
سعاد ميلي عضو متميز
عدد المساهمات : 92معدل النشاط : 115تاريخ التسجيل : 12/04/2010الموقع : souadmili-milodi.maktoobblog.com
موضوع: رد: حفل توقيع مجموعتين قصصيتين لهشام حـــراك*سيلان* و * السوق اليومي* الدعوة عامة الثلاثاء 19 أبريل - 5:03
رحلة في ضجيج الروح اليومية سعاد ميلي قراءة وجدانية خاصة في المجموعة القصصية: *السوق اليومي* للقاص المبدع هشام حراك
1- افتتاحيـــة.. عبر نافذة اشتعلت رُوحــُـهــَـا في قلب المؤلف أدبيا و إنسانيا.. واندلعت شرارتها نزفا ساخطا.. منه إلى وجه واقع اقرب إلى التعفن.. كذبابة حطت بلعنتها على وجه صبي تائه.. ولا مانع إذن من إلقاء نظرة على عالمه خارج حدود النص الإبداعي.. ربما نفهمه أكثر:
القصة القصيرة بالمغرب في رأيي، تعد جنسا أدبيا مميزا بتنظيمه العقلاني إبداعا ونقدا.. ومع جيل النضال والتحدي الستيني و مرورا بالجيل التسعيني الى الآن.. وجدتُ أن لها إلى جانب الرواية.. أرضا صلبة تقف عليها بثبات كجبال الأطلس الشامخــــة..
و هذه إشارة مني إلى المزيد من تضافـــر الجهــــود للإحاطـــة أكثر بهذا الجنـــس الأدبـــي المميــــز -القصة القصيرة- و التي بالمناسبة تحاول التمرد عليها-القصة القصيرة جدا- بسبب رهانات الواقع السريع وكأني بها الإبنة العاقة المبدعة.. التي أحب أن أصفها برصاصة الرحمة التي تصيب المتلقي بمقتل وبمسدس لا صوت له غير الدهشة.. إن هذه القراءة الوجدانية الخاصة لــهــَــا أنْ تكونَ طرقــًا على باب الوجدان الواقعي.. رغم أن العنوان الرئيسي لمجموعتنا المختارة* السوق اليومي* يرتكز على الواقعية، وما أدراك ما الواقعية؟ .. و أذكر من بين أهم الروائيين والقاصين المبدعين الذين تركوا بصمة عميقة في تاريخ الأدب الواقعي.. الروائي و القاص العظيم بإنسانيته وإبداعه.. الروسي دستويفسكي.. من مدينة موسكو.. الذي تميزت أعماله بكونها صرخة ناقدة للواقع الاجتماعي بكل أشكاله الإجرامية.. فكان يصور الحياة كما يراها هو ولا أحد غيره.. و مقولته العميقة التي تخترقنا بكل قوة بقولها:
"إنني مقتنع بأن الإنسان لن يتخلى أبداً عن العذاب الحقيقي، أي عن التخريب والفوضى. فالعذاب هو العلة الوحيدة للوجدان".
و لا أنسى الروائي و القاص المبدع الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز ابن مدينة اراكاتاكا.. أمير الواقعية السحرية بنفسها الأسطوري.... ومن مصر وتحديدا مدينة القاهرة العتيقة أذكر الروائي العربي الكبير و العالمي المبدع نجيب محفوظ الذي تميزت أعماله بالواقعية الأدبية ودخلت غمار الفن السابع.. و أيضا عبد الرحمان منيف من منطقة القصيم - السعودية .. الذي ركز على الواقع الاجتماعي والسياسي العربي عموما والخليجي خاصة.. والقائمة طويلة.. و أما من المغرب أذكر اسما لايقل ابداعا عنهم الروائي والقاص المغربي والعربي الكبير و العالمي محمد زفزاف رحمه الله / الرئيس الشرفي لنادي القصة القصيرة بالمغرب/ .. حيث قدم هذا المبدع الكبير الدعم الكثير لعدة مبدعين و خاصة الشباب منهم، حيث شجعهم على حمل المشعل القصصي بعـده بكل حب.. و ها نحن الآن من خلال مجموعـــة * السوق اليومي* نجد أن هناك مبدعا كبيرا ينتهج نفس المسار لهذا العظيم الراحل و يتشرف بحمل المشعل منه مع قاصين و روائيين مبدعين مغاربة آخرين، القاص والمسرحي المبدع من قصاصي جيل التسعينات.. رئيس نادي القصة القصيرة بالمغرب الفعلي، هشام حراك.. ابن مدينة تيفلت التي تعج بمبدعين شعراء وزجالين وقاصين.. لهم وزنهم في الساحة الثقافية الأدبية المغربية.. حقيقة لقد استطاع القاص المبدع هشام حراك بمجهوده الكبير في سبيل خدمة قضايا القصة القصيرة وهمومها.. إلى التركيز على مبدعي الهامش.. و صقل موهبة الناشئة وإبراز إبداع المبدعين الكبار المهمشين عبر تسليط الضوء عليهم من طرف نادي القصة القصيرة بالمغرب، التي جـُـنـِّـدت مع رئيسها وأعضاء مكتبها لتطوير القصة القصيرة بالمغرب، وجعلها تنافس باقي الأجناس الأدبية.. حاملة على كاهلها بصبر وبكل شجاعة الهم الأدبي، فكانت بحق رائدة في مجال التنقيب على المهمشين المبدعين في المغرب.. وقد واكب النادي هذا الجهد بالنشــر و بتنضيم أمسيات قصصية و أيضا حفلات تكريم لأدباء كبار و مسابقات تحفيزية للناشئة كجائزة محمد زفزاف السنوية.. و كل هذه الأنشطة وغيرها.. تواكبها تغطيات صحفية وإعلامية.. تساهم بدورها بشكل فعال في تشجيع محبي هذا الجنس الأدبي في الدخول إلى غمار هواجسه وانفعالاته وتمرده الواقعي.. فالإبداع هو اللؤلؤ و الناقد هو مكتشفه والمتلقي هو المهندس التلقائي الذي يخطط قصورا في رمال الحيرة.. عبر موجة السؤال الأكبر ليكملوا خط الدائــرة.
2- الدخول إلى ضجيج الروح عبر أبواب المجموعة :
...عندما تتوافق الصورة مع العنوان فانها تعلن بداية سيل من الرغبة في التأمل وسبر أغوار المضمون في نفس الوقت " السوق اليومي " هو عنوان مقرب من نبض الشارع الثائـر.. ورغم عدم شاعريته إلا أنه يطلق صفارة الترقب في عين المتلقي المتربص لقضايا الواقع باختلافها.. وبالتالي يفتح نفسه المتهالكة للدخول في غمار هذا السوق الإبداعي.. عسى يجد قصة تشبه قصصه الواقعية اليومية، فالذات المبدعة و المتلقي يتحدان ليلتقيـا وسط هذا الصراع الوجودي عبر التجربة الحياتية لكل واحد منهما.. الذات المبدعة المنسلخة من واقع عايشته أو عاينته.. و المتلقي المتأثر بالنص الإبداعي الذي مس الوتر الواقعي داخل ثنايا قلبه.. المليء بالسؤال.. والباحث عن أجوبة قد تشبع ربما عطشه المتزايد لإدراك الجواب الكامن في بحر النص الإبداعي.. بحكم أنه في موقف العاجز عن التعبير كتابة.. في حين الذات المبدعة في النص هي الناطق بكلمات ليس كالكلمات تنسلخ منها إليه.. ومنـهُ إليها.. .. بعد طرقـِـنـَـا لباب العنوان فــُـتـِـحـت لنا نافذة الإهداء القصيرة جدا، ببساطتها العميقة جدا أمام وجع السؤال.. ..بعدها أتى بوح التقديم للمؤلف ليعلن لنا في رأيي أن قطرة مطر أعمق من شعلة نار .. و أستطيع القول أن الغضب الدفين لدى الذات المبدعة للقاص هشام حراك تكاد تنفجر صراخا من أول وهلة .. وهذا يتجلى في إهداءه مجموعته للمهمشين والمنبوذين في الأرض.. و تقديمه العميق الذي يجعلنا نطرح السؤال الكبير عن مدى اتساع إحساسه الذي يتفتح ألما ويتقاطر بكلمات لها طعم الواقع المر المغلف بالسخرية المريرة.. وكأني بها وردةٌ تفتحت بين أحضان الصخر.. أقصد صخر الواقع في قصصه التي تمس نبض الشارع دون أن تمس جودة كتاباته القصصية الجادة والمميزة كواقع أدبي ونقدي..
النافذة الأولى* السوق اليومي*:
رشيقةٌ كالرُّوحْ دخلتْ حيرتـِـي من باب المجموعة القصصية * السوق اليومي* فوجدت سِــتَّ عشرة نافــِـذة داخل ضجيج الروح اليومية .. توقفت عند أول نافذة فوجدت لافتة تنزف ضجيجــــا ومعاناة يومية مكتــوب عليهــــــا * السوق اليومي * وأسفلها عبارة معنونة كالتالي:
( إلى صاحب: "أطفال بلد الخير"... إلى الأب محمد زفزاف ) .. هنا جعلني لسان الحال أستفسر عن سبب اختياره بالتحديد للنص الابداعي " أطفال بلد الخير " فأجدني أقترب من الجواب وهو الأقرب الى المنطق بما انه أهدى مجموعته لكل المنبوذين والمهمشين في الأرض فمن البديهي أن يكون هذا النص المبدع لصاحبه الروائي والقاص الكبير محمد زفزاف قد أثر عليه وبالتالي بدأ أول همساته كطفل كبير ثائر يناجي أباه الروحي صاحب النص القصصي المبـــدع.." أطفال بلد الخير " أستطيع القول أن القصة الأولى *السوق اليومي* هي نافذة اتجاه القصة القصيرة ذات النزف المرير الذي يبرز ظاهرة التعفن بكل أشكاله .. وهي بحق تستحق أكثر من وقفة تأملية.. وما رحلتي الوجدانية هذه في عمق الذات المبدعة إلا مجرد محاولة عميقة لإبراز هذا الأدب الواقعي المر حد اللذة ( الحفر في قلب المبدع المتعطش لناقد وجداني يحس بمعاناته أكثر و يوضح الصورة أمامه..) ذي الإشكالية العلائقية المتوثرة.. حقيقة كما يقال " التضاد يرسخ المعنى " وقد لامست الذات المبدعة حقا الواقع عبر اشكال عدة من التناقضات ومن خلال ظواهر شاذة احيانا وطريفة أحيانا أخرى ومؤلمة في عمقها في نفس الوقت.. كل هذه الأحداث المتسارعة جعلت المتلقي في حالة ترقب واندهاش خاصة من الوصف التصويري الدقيق الذي ميز * السوق اليومي * .. ..الخالة حليمة بائعة "الباكور" تسعى جاهدة لبيعه.. وهذا الأخير في رأيي هو الحلم المنكسر في ثنايا روح الذات المبدعة .. فالخالة هنا تساوم زبائنها لبيع هذا الحلم وذاك ولو نصفـِـه.. والكل يريد أن ينعم بلحظة حلم لذيذة.. هي تغش في ميزان الحلم تضرب كل من سوَّلـَـت له نفسه أخذ حلمها دون مقابل.. لتقتل بضربتها في النهاية الحلم المترنح " مصطفى" .. ليفرح الذباب وينتصر الحلم المنبوذ " الشمكــار" الذي لم يكن يحلم بهذا الحلم المجاني.. وهنا يصح القول "مصائب قوم عند قوم فوائد" أقصد أحلاما مجانية..
تقول الذات المبدعة: ( ويأتي الشمكار الذي هوت، من قبل، خالتي حليمة بعصاها على قفاه... يتبعه أطفال صغار... يشرعون في التسابق على ما بالكومة من باكور... ويقول "الشمكار" فرحا بالنعمة التي نزلت عليه مجانا من السماء: - ها الخير... ها الكرم... ها الباكور... (ص7) .. وهنا نرى أن النافذة الأولى * السوق اليومي * هي بحق القصة الدائرة التي تجمع في عمقها المباشر علاقات تفاعلية متداخلة فيما بينها .. البداية نداء الخالة أمينة ( ها الخير.. ها الكرم.. ها الباكور.. ) ص 4 .. والنهاية التي اختارت لها الذات المبدعة نفس النداء وهذه المرة من " الشمكار" لتكون الدائرة عبارة عن حصر وتحديد المشكل بعينه ونقده وتصويره بشكل مستفز تحذيرا من الذات المبدعة للمتلقي قصد الإصلاح/المسؤول بعينه/.
النافذة الثانية * جاكلين وفطومة *:
تبرز لنا الذات المبدعة في هذه النافذة ظاهرة غريبة على المجتمع المغربي وهي اجتياح المسلسلات المكسيكية وغيرها السوق الإعلامية هذه المرة.. مما تدق معه الذات المبدعة ناقوس الخطر .. حول تأثير هذه الأفلام وتمريراتها الدخيلة على تقاليدنا وعاداتنا في المجتمع المغربي.. فصلاح الأم في رأي الذات المبدعة هو صلاح الأسرة..ومعها صلاح المجتمع.. فتقاليد وقيم المجتمع المغربي لا نستطيع التغافل عنها بقدر ما نحاول تطويرها إلى الأفضل.. بحيث أننا نحتفظ بقيمنا وتقاليدنا ولكن في نفس الوقت ننسجم مع العولمة في الإطار المعقول.. ولكن هذا عليه أن يكون عبر الوعي الناضج وليس كما تراه الذات المبدعة من خلال تصرفات فطومة الغير الناضجة.. وهنا صورت لنا المشكل تقريبا عن طريق المقارنة بين المراة المغربية ونظيرتها الاوربية.. فقامت بنقد الاولى ومدح الثانية.. وهذا من باب أن الأولى تنتهج باب التقليد الأعمى.. وهنا.. حاولت معه الذات المبدعة اظهار عيبها بانتقادها.. وكأني بها الواقعية النقدية التي صاغها الناقد الهنغاري الكبير غيورغ في دراسته التي ركز فيها على الأدب الواقعي الفرنسي في القرن 19.. اقصد هنا روايات المبدعين بلزاك و زولا.. هذا الواقع النقدي الذي أعنيه هو الذي يحلل المجتمع تحليلا عميقا مما يبرز تناقضاته ويبين إمكانية تطوره والبحث مع المتلقي عن الحلول الممكنة.. فكان أن انتقدت الذات المبدعة فطومة حتى تستطيع تدارك الأمر في النهاية... الا أن حلقات مسلسل التقليد لم تنتـهِ بعدُ عندها..
تقول الذات المبدعة:
(تألمت فطومة، كثيرا، لموقف عباس من الطلب، وتساءلت ماذا كان سيكون موقف جون لو أن جاكلين طلبت منه ذلك ؟؟؟ ... لكن... ماذا يفيد السؤال يا فطومة وقد انتهت حلقات سلسلة: "الفاتنة جاكلين" ؟؟؟ !!! ص 9 .)
فيا ترى هل ستنضج المرأة المغربية وتعي دورها الحقيقي ومعها المجتمع المغربي ككل؟ بحيث نستطيع أن نميز بين ما يصلح لنا من عند الغرب وما لا يصلح ؟ وهذا سؤال استفزتني به الذات المبدعة وتشكر عليه..
النافذة الثالثة * كان بالإمكان أن يكون *:
تقول الذات المبدعة في هذا النص العميق عمق حلم محكوم عليه بالإعدام، دون أن يرتكب حلما:
كان بإمكانه أن يكون السي احميدة لو أنه خرج( أو تخرج ) من بطن منتفخة – بفعل مرور تسعة أشهر – لامرأة متزوجة من رجل ذي بطن منتفخة... على أية حال، كتب لاحميدة أن يكون، هكذا، حافيا، بدون "دكتور" ولا "السي"، ولا هما معا: "السي الدكتور"... ص 10. .. في الحقيقة نحن الآن في سوق الأحلام .. كلنا نحلم بالحلم الذي يستطيع ركوب جناح الخيال المجنح ليرتفع بعيدا نحو الأفق.. ولكن..............؟
تقول الذات المبدعة: (يسقط احميدة على الأرض متألما ومتأثرا لقوة وهمجية الضربات...) ص 11
وهنا نرى في النافذة الثالثة أن الذات المبدعة أنسنت الحلم.. لتكسره أمام سلطة الواقع وسطوته.. كمن يرمي بكوب الماء غضبا دون أن يدرك أن هذا الماء هو آخر ما تبقى لعطشه القاتل.. الذات المبدعة في هذا النص شكلت في ذهنها الحلم الإنسان " احميدة" و قامت بتكسيره لانه حلم محكوم عليه بالفشل في نظر الذات المتسلطة/ قسوة الواقع.. تقول الذات المبدعة:
( يقول بصوته المخمور، المتقطع، المدندن، والمتثاقل: - أنا العالم والعالم كله أنا... أنا لست أنا، ولست أنا هو أنا... من أحبني، فهو أخي، ومن كرهني، فهو ( منتظرا إجابة ) حبيبي... في رأيكم، من أكون أنا ؟ ) ص 11. تتابع الذات المبدعة في إعطاء الحلم الإنسان صفة المخمور المنتظر للحظة الانكسار أو أن يباع في سوق الأحلام بحلم بخس.. ولكنها الذات الغائبة للقاص في هذا النص الإبداعي تقاوم في رحلة نحو إبصار الطريق الى الذات الحاضرة في النص ولكن ارى انه سراب أمل و بدون جدوى بسبب سلاطة لسانه / الحلم الغير المروض كنمر خارج قفص... فالحلم الانسان يبدأ بطرح السؤال الوجودي.. " من أكون أنا ؟" .. وهنا نجد أن البعد الوجودي في لغة ( الأنا) يغلب عليه التصدع حد الانكسار.. اذ ان النص الإبداعي يركز بواقعيته على موت الحلم قبل أن يحلم؟ ترى هل للحلم أحلام؟ تقول الذات المبدعة: (يبدو أن اصطدام السحب، في السماء، نعمة كبيرة من الرب على مخلوقاته في الأرض... ضربة رعد واحدة، في الأرض، كفيلة بأن تجز رؤوس كل البشر والبهائم، وخطفة برق واحدة، قبلها، في الأرض، كفيلة بأن تعمي أبصارهم جميعا، وإلى الأبد... ( ترى أينك الآن، وفي ظل جو هذا اليوم، يا احميدة ؟ )... ص 12. الذات الغائبة تستفز الذات المبدعة.. عبر الفراغات وهي ربما حالة من الغليان تجتاح الذات الغائبة التي تبتغي الرجوع الى الأمل ولو عبر معجزة صاعقة كالرعد .. ولم لا البحث عن الحلم البديل.. ترى هل ستتحقق المعجزة؟ ولكن هيهات يقتل الحلم نفسه/ احميدة../ في نهاية النص القصصي.. ........ وعموما إن البناء التركيبي الواقعي للنص القصصي أعلاه كان محلًّى بلمسة الحلم الندية حد المرارة... هو النص القصصي التأملي الوجودي و الواقعي النقدي في آن واحــــــد " كان بالإمكان أن يكون" الذي لم يعتريه اي خلل إبداعي.. لحدود هذه الأسطر.. حقا ... إن القصص الثلاث * السوق اليومي* جاكلين وفطومة* و * كان بالإمكان أن يكون* هي حلقة من حلقات مسلسل السوق اليومي.. وبالتالي هذا النص الأخير هو الرابط الخفي بين كل قصة على حدى.. وهذا ما نحاول اكتشافه أكثر مع بقية القصص ولو بشكل عام كوننا طرقنا باب هذه المجموعة الشيقة بواقعيتها البركانية الهادئة ونتمنى الرجوع اليها في الحلم الواقعي الموالي.. النافذة الرابعة * بلح البحر * : تظل الذات المبدعة في هذا النص في نفس حلقات مسلسل السوق اليومي ولكن هذه المرة تدخل سوق تجارة الجسد .. و " بوزروك " الذي انتشر في السوق كانتشار السم في بدن الواقع.. وانتفاخ الحلم في البطن.. هيمن على الوضع في النهاية..
النافذة الخامسة * حب على الشاطئ * : .. هو الحلم مجددا يُــقتــل بطريقة غير شرعية، الحلم البريء، اذ تتحكم فيه الرغبة بالمحبة ومن ثَـمَّ الأنانية لتنتصر لغة الجسد في النهاية ... ويباع الحلم البريء في سوق الأحلام الزهيدة .. وما بين ال هنا و ال هناك / الضفة الأخرى من البحر.. يكون الجزاء استرداد الحق الحلمي.. ومن قتل حلما بدون حق مصيرُ حلمه الموت المحقق..
النافذة السادسة * مولود عجيب * :ان هستيريا الضحك عند الذات المبدعة في هذا النص العجيب كزمنه الواقعي تماما.. هي في الواقع رد فعل نفسي اصاب الذات المبدعة إثر حالة من الانكسار الوجداني واليأس القاتل الذي سيطر عليها منذ أول نزف حلمي واقعي قصصي.. مما لم تجد معه بدًّا من الضحك ولو على نفسها.. هو سوق الضحك طبعا.. ترى من يضحك على من ؟.. في هذا المجتمع الذي يباع فيه كل شيء حتى الضحك؟.
النافذة السابعة * فوز ساحق * : عندما ندخل سوق الانتخابات تتداخل الخيوط ونجد أنفسـَـنا في بحر عميق، كبشري أخذ نفسا عميقا من سم المخدِّرات.. فوجد نفسه في حلم الواقع الذي تحقق له بفوز ساحق ضدا عن الحلم الوليد.. إنها لعبة الحياة و الموت.. الحياة للفاسدين والموت للعاطلين.. هي في رأيي دائرة قد تخنقك وقد تحميك.. ......... وتتوالى النوافذ من " روتين" الذكرى التي حطت رحالها على معاناة أيام الدراسة داخل سوق المواصلات المكتضة كضجيج الرأس القلقة أو لهات الحلم الذي يصرخ حد السؤال الاستفزازي " من أين لك بالحمار؟" الذي يوقظ حسا ساخرا في نبض الذات المبدعة حد المرارة.. وهي ترى نفسها بدون حتى هذا الحمار في سوق الكلية والعمل؟ إنها ورقة ملفوفة حد الاحتراق كشهادة اللاشيء غير الانكسار.. إنه " موكب " اليأس الذي تقابله نظرات الشفقة / مساكيـــــن.. / لتهرب منه الذات المبدعة " في رحلة عبر القطار" نحو ذاتها الغائبة المتعبة من الشيء واللاشيء.. من الحلم ومن الواقع .. كلاهما في خانة واحدة بلا طعم ولا لون.. كأني بهما " جناحا مالك الحزين " الوعد المنتحر و الملقى في قـُـمــَـامـَـة الانتخابات .. و المدفون في ثقب متسع في جيوب المقاطعات.... هي حكاية " ثلاثة أيام لرجل واحد " الذي تنتهي أحداثها الثلاث بمقتل الحلم مرة أخرى على عتبة الجبل وأمام حرم العــِـلـْـم.. لا مفر الآن.. على الســّــارد أن يستقل " الطيارة " عسى يجد حلمه الضائع هو بنفسه ؟ أو حتى يضع حدا لجنـــونه المتعاظم.. هنا أصيب فجأة بدوار لكثرة الانكسارات المتتالية.. ليستنفذ الحلم أرواحه الســِّـــتَ عـشـَـر.. وكان أن حصل ما لا ينبغي أن يحصل وهو: " القيء" الذي انتشر في البلد كالطاعون.. ترى ما الحل ؟ حسنا ربما يـَـلفـُظ الحلم أنفاسه أخيرا .. أو تحصل المعجزة ويتطهــَّــر؟ طبعا هي مـُـجرّدُ " فكرة" ميتة. ....................................................................................................................... و في النهاية نجدُ أن المجموعة القصصية * السوق اليومي* عبر طرحها لقضايا واقعنا المعاش.. جاءت كناقوس خطر يتجلى معه العفن المجتمعي واضحا، والذي بحق يحتاج إلى حلول جذرية سريعا.. حيث أرى أن أي ظاهرة ما.. لايمكننا عزلها عن السياق الواقعي بكل أشكاله القمعية المتعفنة.. فأهمية الذات الغائبة الإنسانية التي تنتقد من أجل الاصلاح، جد كبيرة في هذه المجموعة، اذ تدير مع الذات المبدعة مسار البناء الحكائي اينما حلت وارتحلت .. لتكسبنا القدرة على المعرفة الشاملة للواقع المغربي انطلاقا من المجموعة القصصية * السوق اليومي* ونتبصر جيدا احياءه الشعبية الفقيرة وبواديه المهمشة وكلياته المتعفنة.. وأطفاله المتسخين كعقول الكبار اصحاب البطون .. وقاتلي الأحلام.. و كل هذا جاء على المستوى الانساني و الاجتماعي و الثقافي و السياسي الخ.. عبر لغة سلسة لا تخلو من الجمالية الأدبية وتـَـعـْـبـُـرُ بطريقتها الواقعية النقدية و الأدبية إلى أعماق خوالج الذات القلقة المتلقي .. ولتفصحَ عن هواجسها النازعة للسقوط بسبب صلابة الواقع وجموده.. إنه تصوير دقيق للمعاناة اليومية التي تعيشها الفئة المهمشة و المنبوذة في المجتمع.. لتصرخ الذات الغائبة و الذات المبدعة معا بمرارة.. لقد قتل الحلم.. وهكذا.. بعد انتهاء رحلتي الوجدانية في ضجيج الروح اليومية.. أجد أنها بحق مجموعة قصصية ريشتها الذات ولوحتها الواقع اليومي المندفع عبر تيارات الحياة السريعة بتناقضاتها الصارخة وانكسارتها القاتلة حد التيه..
نجلاء نصير عضو نشيط
المدينة : مصرعدد المساهمات : 21معدل النشاط : 38تاريخ التسجيل : 31/03/2011الموقع : dawawin.forum.st
موضوع: رد: حفل توقيع مجموعتين قصصيتين لهشام حـــراك*سيلان* و * السوق اليومي* الدعوة عامة الثلاثاء 19 أبريل - 5:43
الشاعرة الراقية:سعاد ميلي سعدت بوجودي في هذا المنتدى الراقي ومما زادني سعادة وجودك الراقي ايتها الالقة بالتوفيق دائما
الحسن ولدالمسكين مراقب
المدينة : الدار اللبيضاء عدد المساهمات : 1506معدل النشاط : 2781تاريخ التسجيل : 25/02/2011العمر : 52الموقع : www.da-wawin.com
موضوع: رد: حفل توقيع مجموعتين قصصيتين لهشام حـــراك*سيلان* و * السوق اليومي* الدعوة عامة الثلاثاء 19 أبريل - 15:57
شكرا لك اختي الشاعرة والناقدة سعاد ميلي على المتابعة وتحيتي للقاص والكاتب المسرحي المبدع هشام حراك لكم كل التقدير والاحترام اخوكم الحسن ولدالمسكين
عادل لطفي عضو جديد
المدينة : الرباطعدد المساهمات : 13معدل النشاط : 17تاريخ التسجيل : 17/04/2011الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=545642962#!/latefi
موضوع: رد: حفل توقيع مجموعتين قصصيتين لهشام حـــراك*سيلان* و * السوق اليومي* الدعوة عامة الثلاثاء 19 أبريل - 16:17
كان حفلا موفقا في نظري، استقبل فيه القاص هشام حراك استقبالا حارا، و كلمة الناقدين كانت في المستوى سعدت بالحضور بينكم تحياتي
سعيد محمودي المدير العام
المدينة : الدار البيضاءعدد المساهمات : 7236معدل النشاط : 12091تاريخ التسجيل : 08/12/2009الموقع : www.da-wawin.com
موضوع: رد: حفل توقيع مجموعتين قصصيتين لهشام حـــراك*سيلان* و * السوق اليومي* الدعوة عامة الثلاثاء 19 أبريل - 19:46
صور الحفل بعدسة كل من الأستاذ حسن داودي و الأستاذة فتيحة رشاد على صفحة دواوين