المغرب .. وحالة الاستثناء
حسيني عثمان
ــ من الاكيد ان المتتبع لما يعيشه العالم العربي والمغاربي بشكل خاص من تحول في الاونة الاخير قد يندفع ، وبحرارة، للثناء على على فعلة تلك الشعوب التي قالت لا في وجه الظلم والاستبداد فخاضت المعركة ثم انتصرت، وأطاحت بالجمهلكيات" الورقية في مزبلة التاريخ المتعفنة برائحة الذل النتنة ؟
لكن الاجمل في الامر هو ان الشباب هم من يقودنا المعركة ويوجونها في درب الحرية والانعتاق من اسر شيخوخة الماضي. والكل يتذكر قولة الرجل لتونسي الذي بارك ثورة الشباب في تونس حين قال " لقد هرنا هرمنا .. حيث اشعلت قولته تلك حماسة الشباب في العالم العربي .
دعونا من ذاك، ولو نحاول ان نقدم مقاربة "لاستثناء" في المغرب في هذا الان؟
في البداية لا بد منان نتوقف عند الخطاب الرسمي للدولة الذي أكد وبإجماع علي ان قضية التحول الديمقراطي التي يعرفها العالم لا ترتبط بالمغرب لا من قريب ولا من بعيد، هذا قبل خطاب التاسع من مارس المنصرم، كل آل بيت الدولة اكد ان المغرب يشكل الاستثناء وأنه غير معني بالذي يحدث لان فيه هوامش من الحرية والديمقراطية . لكن السؤال هل فعلا المغرب يشكل الاستثناء ؟؟؟
لا بد وأن المقصود، حسب الخطاب الرسمي دائما، بالاستثناء أن المغرب يوفر كل تلك المطالب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والانسانية !!!؟... التي من اجلها أحرقت اعتى الانظمة الديكتاتورية في العالم العربي ، هنا سأرجع الى الباحث السوسيولوجي "عبد الرحيم العطري لأقتبس منه الاتي : "مند زمن السيبة والمخزن،ومرورا بالتمردات والانتفاضات الكبرى وانتهاءا بجو الاحتقان الاجتماعي وتنوع اشكال التصريف الاحتجاجي، من خلال ذاك كله تبدو ثقافة الاحتجاج حاضرة في اعماق المجتمع المغربي، ومؤشرة في دينامياته وارتكاناته،" وهو ما يمكن ان ناخده كبعد تاريخي مراكم للسلوك الاحتجاجي " الرفضي"، وهو كذلك تفسير لموجات الاحتجاج التي تناسلت بكثرة في الاوينة الاخيرة تزامنا مع الحراك الشبابي الشعبي الذي ضخ في النفوس أمل الحرية، وبالمقابل كسّر أحلام المستبدين والديكتاتوريين بكوابس مزعجة ، وبالتالي تفند الاستثناء .