--------------------------------------------------------------------------------
خـــــــاتمة و مقدمــــــــة
بــــــــــدر العـــــوا مرة استــــــــوى وتمــــــــــــــددا * * * وشمـــــســـــها تعلــــــــــوا السمـــــاء وتسعـــدا
مـــــــات الهـــــــوى مـــع من هـــوى من قلـــــــــبه * * * والقلــــــــــب مـــــال ءالى حبيـــب واهـــــــــــتدى
وتركــت للأمـــــــــوات كــــــل هـــــــواهـــــــــــــــــم * * * وضــربـــت للأحيـــــــاء وعـــــدا مـــوعـــــــــــدا
وعــــــــدا يـــنــــــادي لسعــــــــادة قــــائـــــــــــــــــل * * * هبـــــــــــي ءاليــنــــــــا وجــــعليـنــا أسعــــــــدا
حيــــــــــى كعصــــفوريـــــــن يجمــــعنـــا الهـــــوى * * * نشـــــدوا ونهــــتص الرحيـــــــــق ءادا بـــــــــدا
فـــــــــوق الخــــــدود وعلــــى الشفـــاه كأنــــــــــــه * * * خمــــــــــرا أنــــــــار بثغرنـــــا وتــــــــوقــــــــدا
قـــــــل الغـــــــروب وبــــــــعـده تحـــــت القمـــــر ا * * * وطـــــــــــــائر الشحـــــــرور يشـــــدو مغـــــــردا
والنجــــــم فوقـــنا يــــبدي أشعتــــــــه لنــــــــــــــــا * * * كالفــــــــرقـــــدان ويعتلينـــــــــا الفرقــــــــــــــدا
والــــــزهر ينـــــــــثر حـولنــــــــــــا بجمــــالــــــــه * * * متنـــــــــــــــوعا فالحـــــــــب يعــــرف مولــدا
ونحـــــن نرقـــــص يا حبيتـــــــــبــي فـــي الدجــــى * * * والنـــــــــــــاس غافليــــــــــن عنــــا و رقـــــــدا
ونــــطير فـــــي جـــو الهــــــوى كـوريقتــــــــــــــا * * * ن ويختـــــــلي بنــــا الهــــــتوى متــــوعــــــــــدا
حبـــــــا وحـــــــب وحـــــب حــــــــب بعــــــــــــده * * * فـــــــي كــــل يـــوم وعدنــــــــــــا متجــــــــــــددا
وأنـــــت يا ســــــر ءالهامــــــــي ونـور قصائـــدي * * * يــــا جوهــــــر يـــا بحـــــر لــــيس لـــه مــــــــدى
تتمـــــا يلــــين تمــــايــــل الغصــــــــن الرطيـــــــ * * * ــــب فكـــــــــــلما رآك القلــــــــب تنهـــــــــــــــــدا
أقــــــول يــــا قلبـــــــــــــــي لمـــــــا تتنهــــــــــد * * * فيجيبنــــــــــــــي قلبـــــــــــي بقـــــــــــول أوحــــدا
هـــــو الهــــــوى مــع مـن هـــــوى مــــن قلبـــــه * * * والقــــــــــــــلب مـــــــال ءالى حبيـــــب وا هتـــــدى
هل من مجـــــــــيب يستجيـــــــب لــــه الهـــــــوى * * * أم أن بــــــــدرنـــا سيـــــــــــبق ممــــــــــــــــــــددا
كنت قد احجمت عن تقديم نقد ادبي هنا داخل المنتدى على اعتبار ان نترك للاخوة مجالا للبحث والتقصي وممارسة النقد الذاتي بينهم ، غير ان شجاعتك الادبية التي تثوق الى البحث عن ذرى الكمال والحاح اخي المحمودي سعيد علي بان اتقدم ببعض النصائح لهذا الشاب الشاعر جعلتني اجلس امام حاسوبي لاتقدم لك بهاته الكلمات التي اتمنى ان تكون نبراسا لك ومنارا في مدلهمات الامور وعجلة محورية تسير على خطاها الى الامام ، وتوجيهات مجهرية بالتبصر بها تنفتح عيناك على جمال الاباع الخلاق في عالم الحرف الجميل الشفيف الرهيف.
ولعل اول ما لفث انتباهي هو محاولتك قرض الشعر على الطريقة الفراهيدية اي القصيدة العمودية ، وهذا شيء اعتبره جد ايجابي فلا يطاول بحور الشعر الا من كان له باع في اللغة والعروض وهذا شيء ينبئ انك ستكون شاعرها وفتاها وفارسها ، مادمت ركبت عباب بحورها ، وهي التي لاتنقاد الا لكل فطحل موهوب.
لكن وسط كل هذا كله لابد من هنات ولكل فرس كبوة كما يقال وساكتفي في عجالة اخي الفاضل بالكبوات النحوية واللغوية التي اجتاحت نصك فاحالت جماله الا شيء اخر ، هاته الهفوات اتمنى ان تنتبه لها مستقبلا حتى لايضيع جمال ابداعك في اللحن اللغوي
وسابدا بالبيت الاول حيث انه جاء في اخره وتسعدا والاصل ان الفعل المضارع يكون مرفوعا الا اذا دخلت عليه احدى ادوات النصب ان لن اذن كي او حتى التي تنصبه بعد ان مضمرة فيكون نصبك لهذا الفعل لستستقيم لديك القافية من الضرورات الشعرية القبيحة والتي تفقد الشعر قيمته اللغوية.
وورد في البيت الخامس من قصيدتك اخي الغالي ما نصه كانه خمرا والصحيح كانه خمر لان كأن من اخوات ان وهي ناسخ حرفي تنصب المبتا ويسمى اسمها وترفع الخبر ويسمى خبرها وبهذا يكون خمر خبرا لكأن ويلزم في حقه الرفع.
اما في البيت السابع فقد جاء تحت القمرا والصحيح تحت القمر لانه مضاف اليه والمضاف اليه يجر اخي الحبيب هنا لانه جاء بعد كلمة تحت والتي تعرب مفعولا فيه وهي ظرف اخي الحبيب وهي مضافة وما بعدها يعرب بالمضاف اليه ويلزم فيه الجر مما يفرض عليك كسر اخر كلمة القمر لافتحها .
اما في البيت الثامن فقد جاء كالفرقدان والصحيح كالفرقدين لان كاف التشبيه تجر الاسم الذي ياتي بعدها والمثنى يجر وينصب بالياء كما يرفع بالالف ، وهو هنا في حالة جر اخي لذلك وجب جره بالياء.
وفي نفس البيت الثامن ورد في اخره ويعتلينا الفرقدا والصحيح ويعتلينا الفرقد لان الفاعل هنا هو الفرقد وان جاء متاخرا عن المفعول به الذي جاء ضميرا متصلا والفاعل ياتي مرفوعا اخي الكريم مما يلزم رفع كلمة الفرقد بالضمة الظاهرة في اخرها وهنا ايضا وقعت في ضرورة شعرية قبيحة يستهجنها النقاد والشعراء واللغويون .
وفي البيت العاشر ورد والناس غافلين والصحيح الناس غافلون لان غافلون خبر للناس والخبر ياتي مرفوعا سيدي الفاضل مما يلزمك برفع الكلمة بالواو لانها جمع مذكر سالم.
وفي نفس البيت ورد ورقدا والصحيح هو ورقد لانها جاءت بعد واو العطف ، فهي هنا معطوفة على |غافلون| والعطف من التوابع اخي الفاضل مما يفرض ان تكون الكلمة مرفوعة وهذا من الضرورات الشعرية القبيحة.
وفي البيت الحادي عشر ورد كوريقتان والصحيح كوريقتين لانها مجرورة بكاف التشبيه والمثنى يجر بالياء كما سلف.
في البيت الثاني عشر جاء وعد متجددا والصحيح وعدنا متجدد لانه تلزم الرفع فهي تابعة للوعد والوعد مرفوع.
هناك بعض الاخطاء الاملائية في القصيدة عزوتها الى السرعة في رقن الكلما واكتفي بهاته الاشارات السيطة على اساس ان نلتقي في قصيدة اخرى لنمارس النقد البناء على خباياها وتعابيرها وصورها الشعرية وبلاغتها وعروضها
دمت متالقا اخي وبوركت .