(1)
سيدي القاضي أسألك
عن سويف المحاربين*
التي صدئت في أغمادها
و لم تستل من عشرات السنين*
أنجعلها عصي نسوق بها أغنام
البلدة ؟؟؟
أم حمير الغافلين؟*
أم نجعل منها عكازا
يتكئ عليه سادتنا العاجزين؟*
أم نصنع منها محرابا للخطيب
يوعظ من فوقه المردين ؟؟*
أم نتركها في أغمادها
و نزين بها عروش الحاكمين ؟؟*
(2)
سيدي القاضي أسألك
عن موسم يندر كل يوم بالجفاف.
هل نصلي صلاة الاستسقاء
أم نسأل الله الألطاف؟
أم نتبرك ببركة الوالي المحنط
أم ننحني راكعين لبخور العراف؟
أم نقدم لكلاب سيد القبيلة
ما تبقى من للحم الخراف؟
أم نموت كما تموت الأشجار
واقفة و أكفاننا على الأكتاف؟
(3)
سيدي القاضي أسألك
عن أصنام كانت...
ولا زالت تعبد هنا*
من بناها لنا؟*
و هل عبدها غيرنا؟*
لم نجعل لها معابد
و خداما و سدنة؟*
لم لا نكسرها ؟
و نجعلها طوبا
نبني بها للمحتاجين سكنا؟*
أم نخشى الأشباح التي تسكنها؟
أم لا تسعفنا سواعدنا؟*
سيدي القاضي
من يخشى الأصنام
لا يقيم دينا ولا يبني وطنا*
(4)
سيدي القاضي أسألك
لما أخوى يوسف
ألقوه في الجب؟*
أهو حقد ليوسف
أم رحمة بالأب؟*
أهو كيد الشيطان؟
أم قدر الرب؟*
سيدي القاضي
ما أساس العدل.
الكره أم الحب؟
سيدي القاضي
تعلمنا من مدرسة يوسف
ليس السجن نهاية الدرب*
(5)
سيدي القاضي أسألك
ما بال أبل شردت
لا زمام لها و لا خطام*
و ما بال حصون ضن أهلها مانعتهم
تحولت إلى حطام*
و ما بال نفس جشعت
ما استطاع صاحبها
لها فطام*
(6)
سيدي القاضي أسألك
عن قصور تحولت إلى أطلال*
تسكنها الغربان
بعدما كانت تحاط بخدم
نساء و رجال*
ما بال الأنهار
التي كانت تجري
من تحتهم.؟
تحولت إلى أوحال*
توقف الزمان عليهم
في برزخ
لا إدبارا و إقبال*
ينتظرون يوما الحساب
حيث يستوي فيه
من كانوا يضنون أنفسهم
هم الأشراف.
و غيرهم بالأنذال*
ذاك اليوم آت
لا محالة*
سيدي القاضي أسألك
هل أنت مع الاثنين؟
أم واحد فمحال*