رسالة شعرية إلى الأمة العربية

هنا منبر العرب

سيداتي وساداتي، إليكم الخبر السار: اجتمع زعماء القبائل العربية، لدراسة الوضع الراهن للأمة،
وبعد ما أكلوا وشربوا ما طاب وألد من طيب الطعام والشراب، اتفقوا بالإجماع على أن لا يتفقوا أبدا.
وعن هذا الإنجاز العظيم الذي لا نظير له عند الأمم الأخرى، يقول: الشاعر المغربي محمد جناني
فرسالته بعوان "حلم عربي "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حلم عربيٍّ

حُلميُ أن تكونَ لأمّي مِظلّةًٌ
تَقيها أشِعَةَ الشَّمْسِ الغَرْبِيِّة
وعَوَاصِفِ الرِّياحِ لمصفحة بالواقيات الفِيتُوِّية
مِظَلَّة ٌ تَحْمِلُ شُرُوقَ العَرَبْ،
كما لِعَجُوزِ الغَربْ..
***
حْلُمي أنْ أرى أمي تَشْرَئِبُّ لِشُعَاعِ الصُّبْحْ
وتَمْسَحُ من على وَجْنـَتيْهَا دُمُوعَ الفَرَحْ
***
أمِّي التي بِحَلِيبِهَا اَلْعَالَمِ يَنْبُضْ
نَزَعوا منها مِفْتَاحَ المَعْبَدْ
افْتَرِسُ الكِلابُ أوْلادَها وَلَداً وَلَدْ
وعُظَمَاءُ أبْنائِها خَلْفَ الزُّجَاجِ يُتًابعُونَ المَشْهَدْ
بَلْ طَلَبَوا مِنَ الصَّمْتِ أنْ يَرْقُدْ
لأنَّ وَرَاءَ الكِلابِ أسَدْ
سَقُونَهُ حَلِيباً أسْوَدْ
وَقَدْ أهْدوهُ عَرُوسَ الأرْضْ
كَيْ يَحْمِيَهُمْ مِنَ الثَّورِِ الأبْيَضْ
***
أيا عُظَمَاءَ الأمَّة
ألا تَسْتَطِيعُونَ حَذْفَ شِبْهِ جُْملَة؟
لِيَبْقى اَلْفِعْلُ والفَاعِلُ على اللِّسَانِ قُبْلَة
***
نَزَعوا من أمِّي مِفْتَاحَ المَعْبَدْ
اسْتوْلوا على ثَدْيَها الدَّافِقِ حَلِيباً أسْوَدْ
وحتَّى لا تَكُونَ ذَاتَ جَسَدٍ مُوحّدْ
نَخَرُوهُ بِسَيْفٍ أَبْيَضْ
لزَرَعوا في خَلايَاهُ أنْوَاعَ المَرَضْ
ثم َخَيَّرُوهَا بين الخُنُوعِ لِكَلْبٍ مُعَرْبدْ
أو مُوَاجَهَةِ الأسْدْ
وعُظَمَاءُ أبْنائِهَا اللَّذِينَ يَمْسِكُونَ المِقْوَدْ
تَرَكُوهَا على الشُّوكِ غَضَباً تَنْبُضْ
وانْزَوَوا إلى خَلْواتِهمْ يَتضَرَّعُونَ لِلْضَرِيحِ الأبْيضْ
***
آه يا أمِّي لُو تُحْذَفُ (على) و (أنْ) و (لا)
وما جَاءَ في مَحَلِّ المَصْدَرْ
لصَارَ كَأسُ حَلِيبكِ يُسَاوي كُنُوزَ البَحْرْ
ونُقْطُة ُ دِمَاءِ أبْنَاءِكِ لا تُفْدِي بكُوْكبٍ أخْضَرْ
لَكِنَّ المُشْكِلَة َ في مَا سَلفَ الذِّكَرْ
***
سَـيدَةُ المُدُنِ العَرَبية
تَخْدِشُ مَلامِحَهَا الأدَاةُ الصَّهْيُونِية
وعلى الجُرْحِ تُوْضَعُ المَسَاحِيقِ الغَرْبية
وَعِِوَضَ أنْ نَسْتَخْدِمَ ضِِدَّهَا مَادَةً طِبِّية
أوْ آلة ًحَِديْدِية
نَتَضَرَّعُ للرِّيَاحِ الأمََمِيّة
أنْ تَعْصِفَ بالمَسَاحِيقِ الاصْطِنَاعِيّة
و تَأتِي الرِّيَاحُ مَصْحُوبَة ً بِنَسَمَاتٍ غْرْبية
فَتَمُرُّ على الأمُورِ مُرُورَ يَدِ الضَّيْفِ
على قِطَّةِ المُضِيفِ القَابِعَةِ فَوْقَ مَائِدَةِ عَشَاءٍ شِبْهِ عَائِلِية
وبَعْدَ أنْ تُلاطِفَ شَعْرَ الصَّهْيُونِيَّة
تَلْتَفِتُ غَضَباً لِتُدِينَ خِمَارَ العَرَبِيَّة
بِدَعْوى أنَّهُ يُشَكِّلُ خَطَراً على البَشَرِيَّة
وَقَدْ تَبِيضُُ تَحْتَهُ القُنْبُلُة ُ النَّوَوِيَّة
لأنَّ الخِمَارَ هو ابْنُ الخَيْمَةِ القَدِيمَة
وتَحْتَ الخَيْمَةِ القَدِيمَة
ولِدَتِ الحَضَارَة ُ و وضِعَتْ أسُسُ الشَّرِيعَة
و ولِدَتِ الحُرِّيـَّة و نُبذَتِ الجَرِيمَة
وحُرِّمَ العُهْرُ و وحُرِّمَتِ الشَتِيْمَة
و من هنا خَرَجَ الحُرُّ لِيُعَلّمَ العَالمَ
كَيفَ يَسْتخْلِصُ الكَلِمَة
وتَحْتَ الخَيْمَةِ القَدِيْمَة
عَظُمَتْ عَظَمَة ُالقَبِيْلَة
التي أطَاحَتْ بالإمْبْرَاطُورِيَّاتِ العَظِيْمَة
ومَادَامَتِ الحَضَارَة ُهُنا نَائِمَة
فَسَتَظَلُّ الرِّيَّاح ُعَكْسَنا قَائِمَة
ويَظَلُّ الجُبَنَاءُ يُلاحِقُونَ الخِمَارَ
خَشْيَة َ أنْ تسْتَيْقظ َ أمُّ الحَضَارَة
***
أيَا عَرَبْ.. أيَا أبْنَاءَ السَّادَة
أمَا مِنْ أحَدٍ يُتْقِنُ العَزْفَ على القِيْثارَة؟
لِتَسْتَيْقظَ على نَغمَاتِهِ أمُّ الحَضَارَة
أمَا مِنْ أحَدٍ يَمْتَلِكُ المَهَارَة؟
لِيُبْعِدَ زَنَادِيقَ الدَّعَارَة
عَنْ وَجْهِ سَيِّدَةِ العَذارَى
أمَا مِنْ أحَدٍ يَحْمِلُ الطَّهَارَة؟
لِيَغْسِلَ وَجْهَ الحَضَارَة
***
أيَا عُظَمَاءَ خَيْرَ أمَّة
ألا تَسْتَطِيْعُونَ إعَادَةَ فَتْلِ الرُّمَّة؟
***
مَا تسَرَّبَ السَّرَطَانُ مِنْ مَسَماتِ الجِلدْ
لَكنَّهُ اسْتَغَلَّ انْسِحَابَ اليَدِ مِنَ اليَدْ
و ما دَامَتِ الحُقْنَة ُلَمْ تُعَدْ
فخُوْفِي على بَاقِي الجَسََدْ
***
شَرِيْفاتُ الأرْضْ،
يَسْتَـبِيحْوهُنَّ وحُوْشُ الغَرْبْ
خِرَافُ أبْنَاءِ عُمَرْ
يَفْتـَرِسُهُمْ كِلابُ رُعَاةِ الَبقَرْ
و صَاحِبُ الكِلابِ حَدَّادٌ
في كَتَاكِيتِ الانْتِفَاضَة
يُجَرِّبُ أنْوَاعَ الحِدَادَة
***
فُرْسَانُنُا يُسْجَنُونَ و يُقْتَلُُونَ بالجُمْلَة
فُحُوْلُنا يَرْكُبُونَ المَوْتَ
بَحْثاً عَنْ سَيِّدَةِ العُمْلَة
وحَلِيبُنا يَزِيدُ الخَصْمَ سَمْنَة
والمُشْكِلَة ُ شِبْهُ جُمْلَة
***
أيَا عُظُمَاءَ خَيْرَ أمَّة
هَلْ ستَعْلو البَسْمَة ُ مَكَانَ الدَّمعْ؟
أمْ سَتَظَلُ هِي اَلْفَرَاشُ وهو الشَّمعْ؟
***
أبَعْدَ مَا كَانَتِ الأسُودُ تَخْلوا لنا الطَّرِيقْ
صَارَتِ الثَعَالِبُ تَأخُذُ أمَامَنا نَفَساً عَمِيقْ
وخِطَابُنا صَارَ يُحْسَبُ نَوعَاً مِنَ النَّهيقْ
نَفيرُنا يُعَدُّ نَفيرَ المِنْفَاخِ بَيْنَ المِجْمَرِ والإبْرِيقْ
لأنَّ أرْحِيّتنا مَا عَادَتْ تَطْحَنُ سوى الدَّقِيقْ
***
انْغَمَسْنَا في حَلاوَةِ العَسَلْ
وتَنَاسِيْنا إطْعَامَ النَّحَلْ
حتى وقَعْنا في قَبْضَةِ الفَشَلْ
وعِوَضَ أنْ نُكَسِّرَ الكُبَلْ
أطْلَعْنَاهُ على مُعَسْكَرَاتِ الكَسَلْ
لِيَظَلَّ بِيْنَنا مُطْمَئِنْ
***
هَلْ سَنَظَلُ خَيْرَ أمَّةٍ أخْرِجَتْ لِلْنَاسْ؟
وانحِطَاطُنا صَارَ بمقْيَاسِ الطَّقسِ يُقاسْ !
هَلْ سَنظلُّ خَيْرَ أمَّةٍ أخْرِجَتْ لِلناسْ؟
و أول القِبْلَتَيْنِ بأقْدَامِ الخَنَازِيرِ يُدَاسْ
مَا أنْعَمَتْ عَلِيْنا السَّمَاءُ بحُقولِ المَاسْ
إلا لِنظلَّ خَيْرَ أمَّةٍ أخْرِجَتْ لِلْناسْ
لَكِنَّنا صِرْنا نَبيعُهُ لِنشْترِيَ أثْقلَ النُّعَاسْ
***
أكْترُ منْ نِصْفِ قَرْنٍ وأمِّي تَشْتَكِيَ وَجْعَ الرَّأسْ
لأنَّ أطِبَّائَنا فَشِلُوا في إزَالةِ السُّوسِ مِنَ الضَّرْسْ
والسُّؤَالُ يَا أطِبَّائِنا: لمَاذا لمْ يُجْبَرِ الهُرْسْ ؟
وَهَلْ سَيَأتِي يَومٌ نَشْرَبُ مَعاً نَخْبَ العُرْسْ؟
أمْ سَنرْحَلُ وفي ضَيْعَتِنا قِرَدَة ٌ تَقْصِفُ غُصُونَ الغَرْسْ ؟
كُلَّ مَا نَسْمَعُ صَهيلَ حِصَانٍ نَحْسِبُ أنَّ المُحَارِبَ يَحْكُمُ التُّرْسْ
لَكِنْ سُرْعَانَ مَا نجِدُهُ في سَاحَةِ الفُكَاهَةِ يُدَرَّبُ على الرَّقصْ
***
أمِّي الثَّـَدْياءُ حَليباً تَتَدَفَّقْ
ولِيَظَلَّ الحَلابُ مُتَوفِّقْ
لِزَاماً على الَسَدِ أنْ يَكُونَ مُمَزّقْ
حتى لا يُصْبحَ يَوماً مَا المَنْبَعُ مُغْلَقْ
وإذ قَولَ المَثَلُ: يَدٌ وَاحدَة لا تُصَفِّقْ
فَلِمَاذا الكُثْرَة ُلا تَتَّفِقْ؟
***
يَشْتَرُونَ حَِليبَنا بظَلام ِ العُقُولْ
لِيَبيعُوا لَنَا زَبَدَهُ بنُورِ العُيونْ
لأنَّ مُخْتَبَرَنا خُلِقَ بلا بَابْ
وقدْ صَارَ سَكناً لأشْبَاحِ الخَرَابْ
وَفُقَهَائُنا الذينَ يَسْتَطِيعُونَ اعْتِقَالَ السَّرَابْ
رَحلُوا إلى بِلادِ الضَّبَابْ
حَيْثُ الكَتَاكِيتُ تَسْتَنْسِرُ دُونَ خَوفِ العُقَابْ
حَيثُ الخِرَافُ تَرْعَى دُونَ خَوفِ الذِّئَابْ
***
كان بإمْكانِنا أنْ نَقْسِمَ الشَّمْسَ إلى نِصْفَينْ
ونكتَريَ القمَرَ لِلمبدعينْ
ونجْعَلُ أكْواخَ النُّجُومِ سَكَناً لِلْمُتَقَاعدِينْ
لكنَّنا بَعْنَا السَّيْفَ الطَّويلْ
لِنَشْتَرِيَ مِنْ سُوقِ الخُرْدَةِ سَكِّين
***
كُنّا على وَشْكِ التَّصَاهُرِ مع القَمَرْ
لَكِنَّ العَرُوسَ التي ظَلَّتْ قُرُوناً تَتَجَمّلْ
مَزَّقَ فُسْتَانَها رَاعي بَقَرْ
ولَعِقَتْ كِلابُهُ إنَاءَ العطْرْ
وأكَلَتْ بَهَائِمُهُ مَحْصُولَ العُمْرْ
والوَجْهُ الذي جَلَبَ اهْتِمَامَ القَمَرْ
وشِمَتْ عَلِيهِ عَلامَة ُ قَبْرْ
وأدَوَاتُ التَّجْمِيلِ التي لا تُقَدَّرُ بِثَمَنْ
في السُّوْقِ بِيعَتْ بَيْعَ التِّبْنْ

***
اللَّيْلُ يَا أمِّي طَالْ
والمِصْبَاحُ مِنْ على مِنَصَّةِ التَّتْوِيجِ زَالْ
وشِرَاعُ السَّفِينَةِ غِرْبَالاً صَارْ
والمِجْدَافُ ضَاعَ في عِزِّ النَّهَارْ
***
لا تَنْتَظِرِي يَا أمِّي طُلُوعَ الفَجَرْ
لأنَّ مِنْ يَقُودُونَنَا نَحْوَ الشَّمْسِ
بُعْضُهُمْ يَحْمِلُونَ بَقَايا الفِكَرْ
لا تَنْتَظِري طُلُوعَ الفَجَرْ
سَنَسْتَبْدِلُ النُّورَ صَبْرْ
سَنَسْتَبْدِلُ النُّورَ صَبْرْ
سَنَسْتَبْدِلُ النُّورَ صَبْرْ
صبر
صبر

**

محمد جناني
الشتاء الموافق لجرح غزة 2009

شكرا أخي العزيز محمد جناني على هذه الرسالة الشعرية القوية للأمة العربية أتمنى ان نسمعها هنا بصوتك وصوت المبدعة المتألقة مريم بن بخثة
مصحوبة بالصور المعبرة في القريب إنشاء الله
كل التقدم أتمناه لك أخي

الاخ الشاعر القدير محمد جناني
الف تحية والف ما شاء الله وماذا اقول ايضا؟؟
ابداععععععععععععععع روعة
دمت مبدعا وقواك الله
غادة زيادة

صديقي العزيزي إنني أستطيع أن أجزم أننا تفوقنا على العرب شعرا وشعراء
والله لشرف لنا نحن المغاربة بك

تحية للشاعر الفذ وأنت آخذ مجهرك تحوم به في أركان العرب المهملة وجدتنا فعلا دون كيان خاصة حين قلت:
كان بإمكاننا أن نقسم الشمس إلى نصفين
و نكتري القمر للمبدعين
و نجعل أكواخ النجوم سكنا للمتقاعدين
لكننا بعنا السيف الطويل
لنشتري من سوق الخردة سكين...
صورة بديعة في نقل تفاهة انشغالاتنا اليومية. في الوقت الذي يحاربنا الغرب العربيد بكل وسائله بدء من بقايا الخردة إلى سموم الشكولاطا إلى نكهة المحرمات وصولا بنا إلى القهر علانية, ولا من يحرك ساكنا,يبقى المتيقظ ينكوي بنار يقظته كما أجدك في هذه الرائعة,دمت متألقا وحفظك الله من كل شر.حفيظة نسيم

ومن سيبتر النهد الدي يسقي حليبا أبيض ؟؟
لأن الكثرة لا تتفق واليد الواحدة لا تصفق
هدا شعارنا والحمد لله
تحفة هي وليست قصيدة
أتمنى أن نغير ما بضمائرنا
احترامي أيها القدير