ليالي القنديل الأدبية والفنية[center]
برنامج تم الإعلان عن فكرة إنشائه في 01 أكتوبر 2008، من طرف الزجال: ميلود التلاتي، الاستاد: الحسن ولد المسكين
وفي 01 نونبر من السنة ذاتها كانت أول حلقة إلقائية
البيان التأسيسي
من غير البحث عن حجة خارج الشعر، نعلن اليوم عن إنشاء " برنامج ..ليالي القنديل الأدبية والفنية ". سنوات ونحن نتأمل افتقاد المكان الذي نلتقي فيه، بصفتنا شعراء، أولا. فترة شبه طويلة مضت علينا ونحن نتخاطب، قليلا أو كثيرا، في هذا الشأن. ثم ها نحن نتجرأ على مفاجأة أنفسنا، كما تفاجئنا القصيدة، بميلاد الفكرة، حرة من أعباء لا شأن لنا بها. إنه الشعر المغربي الحديث الذي يقودنا، بمغامرته في لا نهائية الإبداع، وبمواجهته لأصناف الكبت والموت. ذلك هو النداء الذي اختطفنا، لحظة، من أسرارنا الفردية ليدفعنا، بقوة، نحو فكرة " ليالي القنديل الأدبية والفنية "، التي هي فكرة إنسانية، نعثر عليها مهاجرة بين أقطار عديدة.
ولقد عرف الشعر المغربي الحديث إبدالا نوعيا في الرؤية إلى الشعر وفي إنجازاته النصية كما في حضوره هنا وهناك . أصوات متفردة تتجاذب أو تتقاطع، متآخية في مواصلة النشيد. الشعر همها الأساسي، لأنه إعادة خلق للوجود الفردي والجماعي. لغة مفتونة بالمستحيل وذوات لا تكف عن السكن على حدود خطر القصيدة والعالم معا. لم نتردد يوما في الاعتقاد بأن الشعر ضرورة إنسانية مثلما هو ضرورة عربية ومغربية. إيمان فقط بالشعر وما يستحقه في زمننا.
إن الوضعية الراهنة للشعر المغربي الحديث، فضلا عن مداها الصعب، لم تعثر دائما على ما يهيئ لها فرصة خلق شرائط جديدة، يتفاعل فيها الشعراء، والشعراء مع جمهور الشعر في المغرب، والشعراء مع النقاد. بدلا من ذلك، اتسعت المنافي وأصبح الشعر متهما، بين مطرقتين، الذات وسواها.
ورغم أن الوقت جاء متأخرا، فإن إنشائنا " لبرنامج ليالي القنديل الأدبية والفنية "، هو استجابة لما يتطلبه الشعر المغربي من مباشرة اللقاء حول الشعر والشعراء: إحياء أمسيات شعرية للشعراء المغاربة، قراءة الدواوين والتجارب، اشتغال عن المسألة الشعرية، حفريات الشعر المغربي، محترفات القراءة والترجمة والنشر، تواصل مع شعر وشعراء المغرب العربي، استضافة شعراء من كل الأقطار العربية ومن خارج العالم العربي، الشعر والفنون. تلك هي بعض ملامح ما نقصده من
" ليالي القنديل الأدبية والفنية ".
بهذه الفكرة ننطلق اليوم، من الدار البيضاء، داعين أصدقاءنا المغاربة إلى تأملها، حتى تكون لنا جماعيا، لا شيء يعلو على الشعر فيها، مغربيا، عربيا، حديثا. حدودنا شعرية، نحن الذين نعينها بإرادة منا وباختيار، في زمن أصبح الشعر على حافة الإلغاء.
أصوات إخوتنا الشعراء، الذين ودعناهم إلى قبورهم في السنوات القريبة أو البعيدة، أصواتهم المخنوقة بالغربة والنسيان، نحسها حاضرة بيننا، بحريتها أيضا، وهي تضاعف النداء. أصواتهم وأصواتنا تتآلف. كلنا، بالشعر وفي الشعر.
ليست " ليالي القنديل " احتكارا للشعر ولا اعتقالا له. إنها الصيغة التي نرتضيها، فيما نترك لغيرنا حرية الالتحاق بنا أو اختيار ما يبدو له أكثر ملاءمة لاختياراته. فالشعر يجب أن يعلمنا الحرية، دفاعا عن حرية القلم والكتابة.
ونحن، بهذه المناسبة، نحيي أصدقاءنا الشعراء الذين عملوا، قبلنا، أو يعملون الآن، على ترسيخ الكلمة الشعرية في أفقها العربي والكوني. ونبلغ أصدقاءنا وأصدقاء الشعر أننا نعلن اليوم، عن افتتاح الخطوات العملية.
الدار البيضاء، في :03 مارس 2011.
الإمضاء
الحسن ولد ا لمسكين : رئيس جمعية القنديل للفن والتربية والثقافة
ميلود الثلاثي : المنسق العام لبرنامج ليالي القنديل الأدبية والفنية.
جمال بكوش: مقدم البرنامج
نعيمة فلاح : مقدمة البرنامج
الميثاق
" ليالي القنديل الأدبية والفنية " مكان رمزي لجميع الشعراء والفنانين المغاربة اللذين يدركون بوعي ومسؤولية أن الفعل الشعري هو، بالأساس، فعل حرية.
في هذه الليالي تلتقي أجيال من الشعراء، وتتحاور تجارب ولغات، من اجل أن تتنامى روح الأخوة، وأن تحس الجميع بالطمأنينة والحرية اللتين تتسعان لكل الذوات بما تحمله من وشوم وما تسعى إليه في الكتابة.
إن المهمة الأولى لـ " البرنامج" هي أن يكون مستوعبا في توجيهه لجميع الأصوات الادبية والفنية التي اختارت حرية ممارستها.
وهذا يعني أن برنامجه ونشاطاته تتمركز في إعطاء الفرصة لكل من يجعل من الكتابة..شعر..قصة..خاطرة..نوتة..لوحة, مجاله الحيوي، مهما كان شكلها ، ومهما كانت لغتها.
هكذا، فإن جميع الشعراء والفنانين المغاربة، المتبنين لهذه المبادئ، هم أصحاب "برنامج ليالي القنديل الأدبية والفنية". ولهذا يلتزم جميع الأعضاء بالدفاع عن كرامة الكلمة وروح الوطنية وبوضع إمكانياتهم المادية والمعنوية في سبيل أن تصبح هذه المتراكمة حقا لا يقبل أي تنازل. ومن ثم فإن الانتماء إلى هذا البرنامج يعبر، بالضرورة، عن الانسجام الطبيعي مع مبتدئ التأسيس القائمة في روحها على الوفاء لما يقتضيه العمل الجماعي من اختلاف وتسامح، لكي تكون " ليالينا " محققة لطموح طال انتظاره وتعددت مصاعبه.
هكذا أيضا، وتبعا لحركية الحياة الفردية والجماعية، وحيوية الذات الشخصية، بالإضافة إلى اتساع الحقل الثقافي وخصوصية الإبداع الشعري،والفني: يظل "فضاؤنا" مكانا للقاء والتضامن.
وقد اخترنا كشعار لهذه الليالي
القنديل .. فضاء رحب للتواصل
والتنمية .. تواصل.. ابداع.. ومسؤولية