انتـظار
إلى أخٍ ذهب.. ولم يعد:
مَتى تَعُودْ؟
لِتَستعِيدَ أُمِّيْ نَضرَةَ الشَّبابْ
وَترسُمَ ابتِسامَةَ السَّحابْ
وَتغتَدِي
- كَما قَالَ أبِي ذَاتَ مَسَاءْ -
كَالزَّهرَةِ المَفتُوحَةِ البَيضاءْ
مَتَى تَعُودْ؟
فأُمِّي رُوحُهَا اصْطِبارْ
وَقَلبُها
لَمْ يَبقَ مِنهُ غَيرُ عَبرَةِ انتِظارْ
وَغَزْلُها
تَنفُشُهُ.. وَتُنشِدُهْ
نَشِيدَ الاحْتِضارْ
مَتَى تَعُودْ؟
لِكَي لا أَقُولَ:
أُعَانقُ أمِّي فَأَلقَى بَقَايا عِنَاقِكْ
فَلا يَكْتَمِلْ
عِنَاقِي
وَلا تَسْتَطِيعُ أُمِّي اكتِمَالَ عِناقِكْ
مَتَى تَعُودْ؟
فأُمُّنَا سَجِينَةُ القَلَقْ
تَعِيشُ بِالحَنِينْ
وَتَشرَبُ الأَرَقْ
تُطَالِعُ ابتِسَامَتِي إذَا رَجَعتُ في المَسَاءْ
تَسأَلُنِي عُيُونُها أَلْفَ سُؤَالْ
وَتَنزَوِي فِي صَمْتِها
ارتِعَاشَةُ البُكَاءْ
مَتى تَعُودْ؟
مَتى يَعُودُ سِندِبَادُ لِلعِراقْ
لِيُطفِئَ ابتِسَامُهُ لَهِيبَ الاشْتِياقْ
وَلَوعَةَ الفِراقْ
ويُحرِقَ السَّفِينَ.. بِالعِنَاقْ؟