منتديات دواوين الثقافية و الأدبية

مسا فر إلى الضياع

يا لها من خائنة مخادعة محتالة .. ؟

يالها من خبيثة استولت على الخبث برمته فلم تبقي لأحد منه شيئا .. ؟

سرقت مني أعز ما يمكن أن يكون بحوزتي .. أحببتها فبادلتني نفس الشعور .. كرهتها فأبت إلا أن تكرهني هي الأخرى .. ضحكت عليها لأخال نفسي يقظ الذهن فوجدتها من أهوك ما يكون .. بفقدانها لم يعد لحياتي معنا .. لأنفاسي صوتا لم يعد لقلبي متسع داخل كياني الداخلي.

كانت حياة في قمة الروعة والجمال، تغمرها السعادة والإطمئنان، الحماية والحنان، الإبداع وحسن الإتقان .. في كنه بطن أفضل إنسان على مر العصور والأزمنة، تحدى الزمان لأعيش أنا ومن مثلي .. في أمن وسلام.

في قوقعة شفافة أنيقة .. بعيدا عن فحش القلب واللسان، وغدر الرهبان، وصراع الأديان، غير مبال بتقلبات الزمان .. دونت مذكرتي تلك .

مذكرة حياتي التي إنقضت بمطلع أول صرخة الى العالم الخارجي" أرض الواقع" واقع مر، وما ينتظرني أمر منه وأعظم، محالفات للخير والشر وللأخير أكثر، إصطدامات ونزاعات على ملك فان .. عمر منقضي .. وسعادة زائفة .. سعادة عارمة بجواري وأنا الوتر الذي لست كذلك، رغباتي الدخيلة كبحت مطلع حاجياتي الضرورية .. الكل يحاول إعطائي ومنحي دون وجود من أهبه شيئا ، الكل يحاول إرضائي ولاموطن لمن أمنحه شيئا يرضاه،

ترعرعت في لحد بيت يتصنع السعادة .. وليس سعيدا، يهرب من الحزن والألم ليقع فيه بلا مبالاة ربما .. أو مع سبق اسرار وترصد .. لكنه يقع فيه بين الفينة والأخرى، وفي كل مرة يزيد تشبثه بأمل ألا يقع ضحية نفس الكمين لكنه يفعل.

كنت مجرد مسجلة بزر أحمر مضغوط .. أدون ما يجول بالمحيط في لب عقلي بغض النظر إن كان ما أدونه صحيحا أو خاطئا .. تأثرت بمحيطي أكثر من اللازم، فلإنسان أبن بيئته .. تعودت على العيش بدون مقابل، دون تحمل أدنى مسؤولية تجعلني أعيد ترتيب أوراق ملفات عقلي المبعثرة هنا وهناك علني أجد الجواب للسؤال الذي نحث على عقلي منذ القدم ... من أنا .. ومن أكون ؟

مرت الأيام والسنون لأجد نفسي على مشارف الدخول إلى الحقل الدراسي، لتتاح لي فرصة التعبير عن خلجاتي .. عما خلفه دهر السنوات السبع من كنائز في عقلي .. سأفرض وجودي هناك على الأقل ولو حتى بنسبة ضئيلة .. اعتقدت نفسي متميزا عن باقي البشر الذين هم في خزانة عمري .. لأجدها طبقا لأصلهم مع إنفرادي ببعض التشوهات ... تخطيت خطوة التعليم الابتدائي بمعية الكثير من التعثرات مردها إلى أصل لا أعرف ... ؟

حل فصل ربيعي السادس عشر دون إدراكي لذلك، نقطة التحول .. بدأ إحساسي بالرجولة يبدأ .. رغبتي القاتمة السواد في الامتلاك .. الأمر والنهي .. أسمى شيء وطلب"ترانيم مراهق" لم أجد من يقف لي بالمرصاد، أو حتى من يضع مخططا لذلك .. لكن هيهات .. ما هدم في ظرف قرن، لن يشيد في غضون نفسه من الزمن .. حبي الزائد للصغر .. تأثري الكبير بالكبر .. جعلاني أعتمد على عقل مكان عقلي ويد يمنى بدل التي بحوزتي .. ليعم الفشل حياتي الممتدة في عمق أربع سنوات .. ليقبل سن الكمال الجسمي والعقلي والشبه الفكري على البزوغ .. سن العشرين وما أدراك ما سنه.

عقدين من الزمن .. عشرون سنة دون تحقيق أي هدف أو محاولة لذلك .. عقدين من الزمن .. لم أحس أن يوما ما أن يوما كان يومي .. فمثلي لايعيش ؟ أتدحرج كصخرة كبيرة من أعلى الجبل المسمى"اللحد العربي الكبير" يسوقني حب التعليم إلى الثانوية .. يجرني عشق الأم إلى البيت .. تحفزني صلابة الأب على العمل .. يدفعني الملل إلى المقهى، ويلقي بي الجوع في أحضان المائدة .. يرغمني الغيض والضجر على التدخين .. ثم يرمي بي التعب إلى الفراش كما ترمى الكرات باتجاه الشباك ... فهل أنا أعيش ؟

عقدين من الزمن بين أناس لا أعرف أصل معدنهم .. صفاء قلوبهم .. مقصد نياتهم أو حتى أدنى شيء يجعلني أتأكد من أنهم من بني البشر ... بدأ صراعي مع الزمان يبدأ .. لكن .. هذه المرة دون وجود عقلي ويدي اليمنى .. سلبا مني حين حاجتي الشديدة لهما .. وما عساي أفعل .؟

في دوامة الذهاب والإياب من وإلى الثانوية من دون وضع السؤال ... ماذا ينتظرني مستقبلا ؟ لا أعرف لماذا .. لكن لشيء ما في نفس يعقوب ... ؟

تجربة من هم أسبق مني في الحياة جعلتني أنظم حياتي عبثا .. وأشيد منزل مستقبلي على شفى حفرة من لاشيء من غير وضع مخطط يحميه من السقوط .. لا لشيء إلا لمعرفتي الأكيدة بسقوطه رغم توفر الشرط المذكور .. ؟ من أنا ؟ ولماذا أنا وليس أي آخر ؟

ظروف قاسية ومجتمع طاغي في ظل قانون الغاب .. تظافرت لتصنع الفشل نعم الفشل .. عقدين من الزمن ولربما أكثر في سبيل تحقيق كلمة لا تتجاوز الثلاثة أحرف .. لا تستغرب .. فاذا كنت في دولة عربية فأنتظر أعظم من هذا .. بكل بساطة لأنك لا تنتمي إلى محبرة أصحاب البطون المنتفخة رغم اضمحلال القاعدة .. ؟

ظروف تظافرت واتحدت لتخلق إنسانا لازمه الفشل من المهد إلى عنفوان الشباب ذنبه الأول والأخير .. أنه هاجر إلى الدنيا بدون تذكرة سفر .. بدون تذكرة إقامة تضمن له أحقية العيش السعيد .. العمر المديد .. الخبز المؤكد الأكيد ... فتمنى لو أن له قدرة العودة إلى بطن أمه من جديد ... إنني أبن زنى.

تمت

القصة من نسج الخيال .. تعيش مع طبقة يقسى عليها الواقع

تقسى عليها الحياة .. يقسى عليها الكل .. إنها فئة تدفع ثمن

الواقع الفاسد.

قصة معبرة اخي سلمت اناملال زمن يقصو علينا ليس بيدنا شئ ما كتب كتب لكن لابد من محاولة تحدي الظروف و تحسين من انفسنا التغيير يا اخي يبدا منا ربما قلمك سيجعلك تغير اشياء كثيرة
القلم سلاح دو حدين بشرط ان نستعمله بمكانه الصحيح و ان تحترمه دمت بقلمكك بالتوفيق

//
//
// ... صقر الجنوب ... //
... مع الشكر الجزيل لكي صديقتي أسماء ...
أصبت الصواب فالقلم سلاح ... قذيفة قادرة على نسف الكل ... لكن ... ومن يابه فوضعه اليوم بين المطرقة والسندان.

تحية المحبة الصادقة والوفاء الخالص
انا لي عجبني هو "ظروف قاسية ومجتمع طاغي في ظل قانون الغاب
مهم ما تحتاج نقولك تبارك الله عليك
زجال الصحراء
تقبل مروري المتواضع

//
//
// ... صقر الجنوب ... //

... تحية خاصة صديقي زجال الصحراء عثمان ....
شكرا على المرور الطيب ... صراحة راقتني العبارة التي راقت لأننا مع كل الأسف ... نعيش ظروف قاسية في مجتمع طاعي في ظل قانون الغاب ... فالغلبة للأسود ... أما الأرانب فالمصير لا يناقش لأنه من البديهيات المعلنة.

جميل ان تبدع وتبوح بما هو رائع
لكن ابداعك في ضياع اذا بقي اسمك على اسم مستعار " صقر الجنوب ".

/
//
// ... صقر الجنوب ... //

... تحية خالدة صديقتي أمينة منيب ...
شكرا على العبور العطر ... بكل بمودة وتقدير ... نصيف ...//

» سفر الى الضياع
» مدن الضياع