الكاتب الإفريقي والتحديات الجديدة
الهوية واللغة والرقابة
القاهرة :وليد السليماني
طرح عشرات من الكتاب الأفارقة ، من دول مختلفة ، مجموعة من القضايا التي تهم الكاتب والكتابة بإفريقيا من خلال تجاربهم الشخصية وتجارب غيرهم أو واقع نوادي القلم التي يُمثلونها .. وذلك في الملتقى الدولي الذي دعا إليه المجلس الأعلى للثقافة بمصر ونادي القلم المصري في الفترة ما بين 1-3 ديسمبر 2010 حول موضوع (الكاتب الإفريقي وتحديات العصر )وبحضور جون سول رئيس نادي القلم الدولي .
في افتتاح هذا الملتقى تطرق عز الدين شكري إلى أن الكتابة هي جزء من مكافحة مشروعات الهيمنة ؛ أما فرانسيس نيامنجوه الكاميروني فقد اختار الحديث عن الحراك والانتماء حيث تُعيد النظر في الجدل حول أوجه التوتر والانسجام بين القصص الخيالي والإتنوغرافيا بهدف إثراء الإتنوغرافيا الإفريقية من خلال إعادة تفسير منظمة للقصص الخيالي الإفريقي . أما كارين روديت الكندية فألحت في ورقتها (تمثيلات الهوية في الأدب الإفريقي وصراعاتها) على الهوية في أعمال الكتاب الأفارقة ، خصوصا الأعمال الكلاسيكية .وتدخل شعيب حليفي المغربي حول أدوار الكاتب الإفريقي والتحديات في اللغة والنشر وواقع القراءة والتوزيع .كما ساق الحديث عن شخصيتين إفريقيتين من القرن السادس عشر رسما صورة جديدة للإفريقي مُعدلين من التمثيلات المتضاربة السائدة في أوربا آنذاك .وتكلمت السيراليونية خديجة جورج حول ما يُتوقع عادة من الكتاب الأفارقة ، داخل القارة وفي الشتات ، أن يكتبوا في موضوعات معينة ولا يتوقع منهم الكتابة في موضوعات أخرى ، أو على الأقل لا يلقون تشجيعا عليها ، وإن فعلوا يقال إن تلك الكتابة ليست إفريقية .
أما سولومون هيلامريام الاثيوبي فتوقف عند إشكالية اللغة من خلال وجود كثرة مختلفة ممثلا لها بحالة إثيوبيا التي بها 83 لغة تنقسم إلى أربع مجموعات لغوية رئيسية بالإضافة إلى 200 لهجة مختلفة متداولة وسط 80 مليون من عدد سكان إثيوبيا .الروائي المصري شريف حتاتة لا مس موضوع اللغة وقضية الفصحى و"الشوائب" المتسربة إليها كما طرح مسألة لغة الكتابة في الأوساط المهتمة بالثقافة والإبداع الأدبي في مصر .وبدوره ناقش عبد الله راسين سنغور السينغالي إشكاليات اللغات الوطنية في الأدب السينغالي.فيما عاد محمد حافظ دياب إلى سؤال مستقبل الفرانكفونية في إفريقيا والهيمنة من خلال ضرورة استبصار مشهدها في إفريقيا باعتبارها حلقة في سلسة ممارسات الميتروبول الثقافي .وبجرأة عبَّر الكندي دان رودت أن انتشار استخدام الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية لغات للأدب في إفريقيا يؤدي في العادة – وبخلاف حال اللغة العربية – إلى ترويج نخبوية تمنع أسواق الكتابة المحلية من أن تتطور بشكل كامل ؛ويكمن التناقض هنا في أن معظم ما يُنشر ويُقرأ للكتاب الأفارقة إنما يكون في العواصم الأوربية .
وحول الرقابة والإبداع الإفريقي تعرض الشاعر المصري حلمي سالم لأنواع الرقابة ، السياسية والدينية والاجتماعية ؛ وأيضا العوامل التي جعلت قانون الحسبة يتسيد وتفشي التطرف..كما قدم تصورا للخروج من هذا النفق المظلم .أما الحاج عبد الرحمن هارونا من غانا فقد شرح الوضعية في بلده مركزا على الرقابة السياسية التي دفعت الناس إلى الصمت مستشهدا بعدد من الأمثلة .كما أن الأديبة هالة البدري أكدت على رقابة الصمت من خلال تجربتها في الكتابة الروائية والقصصية .
باقي الأوراق انصبت على نفس المحاور وكذلك الموائد المستديرة التي ضخّت أسئلة جديدة حول أدوار الجمعيات المدنية في خلق شبكة إفريقية للمزيد من النقاش حول فهم وتجاوز التحديات المطروحة على الكاتب الإفريقي .