3) أنواع الاعاقة
من بين العوائق الابستمولوجية التي يصطدم بها الباحث في مجال سيكولوجية الاعاقة، بالإضافة الى تلك المرتبطة بالمفهوم نجد اخرى متعلقة بتحديد أنواع الاعاقة خاصة كما سبق الاشارة الى ذلك ان التطور التاريخي ساهم بشكل كبير في بلورة هذه الانواع لكنه يضل عاملا جزئيا اذا عدنا الى التعريف الاجرائي لمفهوم الاعاقة " عدم قدرة الفرد على القيام بوظيفة أو وظائف تؤهله للتعامل مع الحياة اليومية بشكل طبيعي نتيجة خلل نفسي او اضطراب عقلي أو مرض عضوي " .
بذلك يمكن تحديد انواع الاعاقة حسب الوظيفة التي تعاني النقص الادائي، كالتالي :
أ) الاعاقة العقلية والذهنية :
هي انخفاض الاداء الوظيفي عن متوسط الذكاء، يصاحبه خلل في السلوك التوافقي، وهي بذلك ناتجة عن خلل على مستوى الوظائف العقلية من ذاكرة وادراك وانتباه وتركيز ومعالجة ... الذي يصاحبها نقص على مستوى السلوك التكيّفي اي عدم قدرة الفرد على الحفاض على التوازن بين قدراته الذاتية ومتطلبات الحياة اليومية .
وتنقسم هذه الاعاقة حسب الشدة أو الدرجة في الاعاقة، وكذلك حسب مستوى الذكاء فهناك الاعاقة الحادة التي لا يتجاوز مستوى الذكاء فيها 50 درجة، الاعاقة الذهنية المتوسطة التي يكون مستوى الذكاء ما بين 50 و 70 درجة، الاعاقة الخفيفة أو المتغيرة. وعلى العموم فان الاعاقة الذهنية تختلف في نوعها وفي درجتها ونستنتج من ذلك ان هناك مضاعفات تكون مصاحبة لأي نوع من الاعاقة، وان هذه الانواع تكون ذات قابلية لتأثر .
ب) الاعاقة الحركية :
هي الخلل أو التشوه الذي قد يصيب الاجهزة الحركية عند الفرد لتجعله غير قادر أو يعاني صعوبة في التحرك الطبيعي، غالبا ما تعود أسبابه الى الاصابة في المخ بشكل مباشر او الاصابة في الحبل الشوكي مما ينتج عنها خلل على مستوى وضيفة عضو او مجموعة اعضاء حركية . كما يمكن لهذا النوع من الاعاقة أن يكون نتيجة حادث يصيب العضو الحركي بشكل مباشر كالإصابة في الارجل التي تجعل الفرد غير قادرة على ممارسة الحركة بشكل طبيعي .
ج) الاعاقة الحسية :
تشير في الغالب الى عدم تمكن الفرد من التّشغيل الطبيعي لاحد اجهزته الحسية بشكل بشكل ذاتي، وتكون تأثيرات الاعاقة حسب الجهاز المصاب خاصة إذا كانت ذات اهمية اساسية في التكيف والاندماج كالجهاز السمعي مثلا الذي هو موضوع هذا البحث حيث سنرى أن هذا النوع من الاعاقة يؤثر بشكل كبير على تطوّر الينية المعرفية واللغوية والجانب التفاعلي التواصلي عند الفرد .
نميّز في أنواع الاعاقة بين ما هو عقلي/دهني وما هو حسي وما هو حركي حسب خصوصيات وتجليت كل نوع، ذلك من اجل تطوير اساليب التعامل مع المعاق والعمل على اعادة ارساء دعاماته النفسية، من هنا وبعد نهاية هذا المحور الاول يمكن الاعتراف مرة أخرى ان سيكولوجية الاعاقة هي من اهم التخصصات التطبيقية في داخل الحقل السيكولوجي، التي استندت عليها العديد من المرجعيات النظرية في ارساء دعائمها الاساسية ــ المقاربة المعرفية والتحليلية والسلوكية... بل اكثر من ذلك فان التحديد العلمي الدقيق لمفهوم الاعاقة احالنا على ضرورة الدراسة الشمولية التي تتطلب مقاربة المرجعية الطبية، الاجتماعية، الفيسيولوجية، السيكولوجية ... من اجل التأسيس القوي لهذا التخصص وجعله مجالا سيكولوجيا يساهم في بلورة الاهداف العامة لعلم النفس داخل المجتمع البشري السائر نحو تعقيدات اكثروالتي لها تاثير على البنية النفسية والعلاقات الاجتماعية للأشخاص العادين فما بالك بالشخص المعاق .