شــكـــوى غـــريــب
لمـا رحـلــت عـــن الــديـار وأهلهـا صـاح الفــؤاد مـن الجـوى ويــــلاه
أأعيـش فــــي بـلــد بـــدون أحبـــة هــــذا لعمـــر الله مـــا أخــشـــــــاه
كتــب الــزمان على فـؤادي غـربة فـــي إثـــرهـــا فقــد الفــؤاد ضيـاه
فــأنــى لـبـعـــد أحبتــي فـي ظلمـة كالـبـــدر غـــاب عـن الوجود سناه
والـحــزن مـــد علـى الفؤاد جناحه حتـــى استعــار الليــل منـه دجـــاه
فـأخـذت مـن دمعـي مداد قصيدتـي وكتبــت عــن قلبــي الحزين شجاه
قـف يــا زمــانـي واستمـع لنـدائــه إن الفـــؤاد عـظـيمــة شــكـــــــواه
******************
مـا زلــت أذكــر يــوم حـل فـراقنـا والـقـلــب بيــن جـــوانحــــي أواه
أمــي تنـادينــي وصــوت أنينهــــا مـا زال فــي أذنـــي يــرن صــداه
تبكـــي وتمســح دمعـــي بيمينهــــا والــدمــع فــوق خــدودهـا مجـراه
وأبـــي يــواري حـــزنــه بـتـبـسـم فـالحــــزن خـلــف تبســم أخـفــاه
قـــد هــزه الــوجــد فقـام وضمني فـعـلـمـت أن الحـزن قــد أضنـاه
طــــال العنـــاق بنــا وقبـل تفـــرق أهـــدت جبينــي قبـلــة شـفـتـــاه
فيــا لهــا مــن لحظــة قــد عشتها فـعــرفـت حـب الأب مــا معنــاه
وأخــي وأختــي يـرقبــان تحيتـــي كــل يـريــد اليــوم ضــم أخــــاه
وتقــول أختــي أيــن منــك ودادنــا فـــأجيبهــا فــي القـلــب يـا أختاه
فـي القلـب أهـلـي والـرفـاق أحبتي فــودادكــم فــي القلــب لـن أنساه
سـأظـل أذكــركــم وأذكــر بـلـــدتي مهمــا يطيــل بـي الفــراق مــداه
فـلـطـالـمـا عـاش الـفــؤاد مـنعـمـا فــي قــربكـم والقــرب مــا أحلاه
*******************
حتـى أتـى ذاك الفــراق مهـــــرولا كـالـمــوت يفتــح للبـــرية فـــــاه
فشكــوت للجبــل الأصـم مصيبتـي فــــرنـا إلــي وقـــد بكــت عينـاه
فســألتــه عــن حـــالــه فــأجـابنـي مثلـــي ومثلــك فـي الجوى أشباه
فـانظـر- وقـاك الله- بـعـد الملتقــى واســأل فــؤادي مــا الـذي أبكــاه
فسيجيبـك الصخـر الشجـي بدمعـه صـــب الــزمـان علـيّ مـن بلواه
فعلمـت أن الطـود مثلـي صــابـــــه سهــم الفــراق فصــار مــن قتلاه
*****************
فــرجعــت مـحــزون الفؤاد مرددا هـــذا الــذي زمنــي علـيّ جنــاه
قـــد كنـت أرجــوه كئـوس سعــادة فسقتنــي مـن كـأس الشقـاء يـداه
ورجعـت محـزون الفـؤاد لوحدتي والليــل آذن أن يــزول دجـــــاه
فـعـلمــت أن الصبــح آتٍ بـعـــــده بشــرى فــؤادي قـد أتـت بشراه
فـلأرجعــنّ إليــك يـا أرض اللقــــا حتــى يعــود إلـى الفــؤاد ضيـاه
ولأجعـلــنّ الـوصل سيفـا في يـدي ولأقـتـلـنّ الـهـجــر حـيـــن أراه
ولأضـربـنّ علــى الفـراق بمعولي حتــى يكــف عـــن الأنـــام أذاه
فـأقــول للــدنيــا هـلـمـي واشهـدي فـالقـلـب نــال مــن الحيــاة مناه
يـا رب تلـك شكـايتــي سطـرتهــــا وخـتمـتـهـــا رحـمـاك يـــــا الله
للشاعر / علي حسين الأمير