0ربع قرنٍ من الزمان بقلم غادة زيادة
ربع قرنٍ من الزمان
أأبكي فراق سنينه وقد كانت أروع حِقْبَةٍ عشتها
أجمل أيامٍ قضيتُها
سنين عمري كنتِها
فلم أعرف سواها
وما شعرتُ بجمالٍ يفوقُ جمالها
ولا روعةٍ تغلبُ روعتها
ربع قرنٍ كنت فيه الحبيبة والرفيقة والصديقة ونبع الحنان
ملأتِ الدنيا أملاً وربيعاً ساحراً فتان
علمتنا المثُلَ
علمتنا الصبر
علمتنا كيف يكون الإنسان
وكنت وما زلت نعم الصبرُ
والعملُ الدءوب والبلاغةُ والبيان
وكنت وشماً في تاريخ هذا الصرحِ دوَّنه الزمان
وما زلت متربِّعةً على عروش قلوبنا
ودمائنا ويشهد القلبُ واللسان
وكنت العصر الذهبي ملأ بريقُه الدنيا
وتغنَّت لجماله وسحره الأكوان
أميرةٌ بل أكثر، مليكةٌ بل أكثر
للصدق والعدلِ عنوان
أمٌّ رءومٌ حضنَتنا بحِضنٍ أحسسنا بدفئِهِ والأمان
وكنت أُسطورةً فنحيا على ذكراها حتى يحينَ الأوان
لا، لن تكوني أبداً زاويةً من زوايا النسيان
ربعُ قرنٍ بأيامه ولياليه بصيفه وشتائه وخريفه وربيعه
يا كل نعيمٍ ومحبة سرت نعيماً للأبدان
لكِ التحايا لك الودُّ لك حبٌّ لا ينتهي
لك حبٌّ يروي الظمآن
لا أملك إلا شكري إلا عرفاني
بأنك امرأةٌ ليست ككل النساء
ملاكٌ من ملائكةِ الرحمن
وبأنَّني مهما قلتُ ومهما جاد اليراعُ نزفَ دماءٍ
لن ننساكِ ولن تكوني ذكرى أبداً
وهل الذكرى تنبع إلا من غياهبِ النسيان
لن تكوني إلا شعاعاً
شلاَّل سحرٍ للعطاء
للحب للخير
لبهاء الحضور للحب ولحنه الرنَّان
كنتِ وما زلتِ ولا تزالين منارةً
فناراً ترشدين السفن التائهةَ
في غياهب الظلمات
مرفأً لمن تاه في بحار الدنيا
وتلمَّس في حنانيك الشطآن
لن نقول اذكرينا فأنت علمتنا كيف نحبك
وكيف لن ننسى أياماً تاريخاً
دوَّنته بأروع بنان
إلا وهو قلب كلٍّ منا
خفق أحيا وأحال الصحارى والقفار إلى ينبوع حبٍّ وبستان
ستشهد الرحلات والأماكن التي لمست فرحنا وشهدت ضحكات قلوبنا
وكم غنينا وبحنا وبكينا وتناجينا وكم فرحت قلوبنا وعيوننا
والآن أهي النهاية إذ لكل بداية لا بد لها من نهاية
فأنا أقول بأنك ونعم البداية ولا للنهاية
فستبقين بداية للأبد لن تنتهي
كنت فيها الإنسان ونعم الإنسان
أروع قلب وأروع لسان وأروع كيان
أما الآن فماذا أهديك أأقول بأننا على أبواب العيد
فأهديك العيد وجماله وفرحته تملأ العالم بهجةً وسرورا
وابتهالات الحجيج ترتفعُ للخالقِ تذيع في النفس الحبورا
الله مولاتي أنت العيد أنت العيد
الذي لم يمحُ من تاريخه تاريخك
أرأيت كيف هي هدية السماء إليك
كفانا ذلك، فنلوذ للصمت لهديَّةٍ ازدانت لقدسيتها الأكوان
فلك العيد وبهجته
ولتكن أيامك كلها أعياداً
ودمت أيتها الحبيبة الغاليةُ إلى الأبد