منتديات دواوين الثقافية و الأدبية

الغرفة

تطلع التنهيدة من عمق مضطرب، يمرر يده على جبينه يمينا ويسارا،يستنهض نفسه ببطء، يتحرك جهة الباب الخارجي للغرفة ،تاركا كل أغراضه على مائدته الدائرية.. ..علبة سجائر..المشعلة....المنفضة المليئة بأعقاب ما دخن مند أن استيقظ.. .
تقريبا اثنا عشر عقبا في خلال نصف ساعة فقط. لم ينتبه إلى جمرة استغفلته .
وسقطت على المخدة التي كان يتوسدها،لقد أحدثت ثقبا ..وتركت رائحة لم تبرح
المكان ..لأن النافذتين مغلقتان ..رغم اهترائهما فلا تستطيعان ادخال الهواء ،..حتى الصورة المعلقة بينهما اختفت ملامحها في غبار السنين التي مرت عليها.
لم تعد تشبهه الصورة رغم تنظيفها،..الصورة وسيمة ببسمة الشباب المرسومة على محياها ..وأناقة معطفها وربطة العنق ..لم يعد يلتفت إليها مند زمن بعيد..لأن وجهه تآكل وغادرته البشاشة،
كل شيء بالنسبة إليه يسير وفق مخطط يعاكس أمنياته
في وقت ما كان نظيفا ..هو ما زال كذالك داخليا ..أعني قلبه..رغم أن معطفه البني
أصبح داكنا كفراشه الذي لا يهتم به أحد.
هو غير نادم على عزلته الاختيارية واغترابه الإجباري..، بوضوح تام..كل أحلامه
تبخرت ..لم يعد يهتم بالأيام ..وتخامره فقط بعض أسئلة استفزازية..لماذا هو كائن ؟؟؟
وما دور كينونته في الحياة؟؟.
انحنى ليفتح قفل الباب ، ..فوقعت من جيب معطفه محفظة وثائقه الصغيرة .
ليس فيها شيئ مهم..فقط .. بطاقة تعريف وطنية استوفت أجلها مند خمس عشرة سنة
مرقون عليها ..
الإسم العائلي.. بشوش
الإسم الشخصي .. سعيد
المهنة.. أستاذ
تاريخ الازدياد1..6..1958 .قد يكون ليس صحيحا ..وضعه له أبوه بالتقدير لما تأقلم مع الحياة الجديدة في المدينة وسجل نفسه في الحالة المدنية.
العنوان ..شقة 6..العمارة باء..شارع الورد الدار البيضاء.
كل هذا ولا يحتفظ إلا بذكرى واحدة ،..متمثلة في صورة رومانسية أمام برج إيفل بباريس.
استجمع محفظته ..وأعادها إلى جيبه ..وتردد في الخروج..ربما تذكر أنه نسي شيئا ..
استدار ..وعاد إلى الغرفة يبحث تحت المخدة ..لم يجد ما يبحث عنه ..كمش على الغطاء بكلتا يديه.ونفضه نفضا ..فسقطت ورقة نقدية من فئة 20 درهما..ضغطها في جيب سرواله، وجلس على أريكة باهتة ..بل أسقط مؤخرته عليها حتى سمع أزيز خشبها المتهالك..وطار غبار الأعوام المتناثرة كأوراق الخريف ..
استعمل سيجارة أخرى ..ودخن بعنف ..،
كان يسف الدخان بملء رئتيه .. ثم ينفثه كتلة سحاب تغطي السقف القصديري الصدئ..تقريبا في خمس مصات أحرق السيجارة عن آخرها.
صوت ما هذه المرة يتوغل بين أذنيه..الصوت ليس غريبا ..يبدو مألوفا ..ولكن ليس الآن..
هذا الصوت غاب عنه مند عشرين سنة تقريبا..الصوت قادم من الخارج رفقة معية مجهولة..
أطفأ العقب في المنفضة .. قام مسرعا مندهشا رمى الخطوة الأولى فانكفأت المائدة الدائرية وتناثرت الأعقاب على أرض الغرفة ..وتكسرت المنفضة وتناثر رماد السجائر المحروقة هنا وهناك..فخر على ركبتيه يحاول جمع أغراضه..وكلما تحرك تحركت المائدة إلى جانبه ..أدرك أن مسمارا طائشا التصق بمعطفه..فتخلص منه ..وقام يتصبب عرقا ..أعاد المائدة إلى وضعها ..والصوت ما زال يكبر ..يقترب..
فاهتزت فرائصه وتسارعت دقات قلبه مع دقات الباب .
هرول جهة الصوت..انحنى..فتح القفل ..سحب الباب وراء ..
لم يكن هناك صوت
ولا يد تدق..

27..11..2008

أخي وأستاذي الفاضل محمد اللغافي يسعدوني أن أكون أول من يرد على قصتك الجميلة والمعبرة
لقد أستمتعت بها وبجمال حبكتها مرحبا بك أخي مرة تانية بيننا
لك مني أفضل التحيات ومزيد من العطاء

المبدع المقتدر محمد اللغافي

الله ينورك ، نورت هدا الصباح الجميل
قصة جميلة ، تحمل بين طياتها الكثير من المتعة
والاكثر من هدا هو انني اعرف جارا لنا وكانك تعنيه هو
تبارك الله عليك اخي
ودمت بارعا كعادتك
مودتي

اخي الكريم
والاستاذ الفاضل
محمد اللغافي
فعلا تصورك
وحبكة كلماتك
جعلتنا نعيش مع القصة
اقول لك ابدعت
ومنتدى دواوين انرت
فهاتي المزيد
الى مساهماتك يشدنا الحنين
تحياتي الخالصة

أخي العزيز محمد اللغافي

لأول مرة أعرف أنك تكتب القص، "واكل فينا الحرام يا اخي"

استمتعت بقصك مثلما استمتع بشعرك

دام لك وهج الحروف

الاخ محمد اللغافي
قصة رائعة الاسلوب فيها مشوق والعين لا تفارق
الاحداث خوف المفاجاة حقا انها لغرفة نادرة الوجود
السرد فيها ممتع ومخيف
اعذر كلامي فقد شعرت بالخوف
من هلوسة الادباء
والى تفاؤل يعيد جمال غرفتك
غادة زيادة

سعيد محمودي كتب:: أخي وأستاذي الفاضل محمد اللغافي يسعدني أن أكون أول من يرد على قصتك الجميلة والمعبرة
لقد أستمتعت بها وبجمال حبكتها مرحبا بك أخي مرة تانية بيننا
لك مني أفضل التحيات ومزيد من العطاء

صديقي سعيد محمودي
كان لي الشرف أن ألتقيك في أمسية جامعة المبدعين المغاربة
وسيكون لي شرف اللقاء بك في أمسيات منتدى دواوين
شكرا لردك البهي
ودمت نبيلا

السعيد بن العيدود كتب:: المبدع المقتدر محمد اللغافي

الله ينورك ، نورت هدا الصباح الجميل
قصة جميلة ، تحمل بين طياتها الكثير من المتعة
والاكثر من هدا هو انني اعرف جارا لنا وكانك تعنيه هو
تبارك الله عليك اخي
ودمت بارعا كعادتك
مودتي

شكرا لك على نبلك
أنا سعيد بردك

فتيحة رشاد كتب:: اخي الكريم
والاستاذ الفاضل
محمد اللغافي
فعلا تصورك
وحبكة كلماتك
جعلتنا نعيش مع القصة
اقول لك ابدعت
ومنتدى دواوين انرت
فهاتي المزيد
الى مساهماتك يشدنا الحنين
تحياتي الخالصة

شكرا لك
هذا نبل منك ولطف
تحياتي

المبدع الجميل محمد اللغافي
قصة مشوقة ورائعة ،ممزوجة بعطر الإبداع الراقي ..
هنيئا لك على أناقة حرفك و نفس مخيلتك
دمت متألقا

زائر

قصة كلها تشويق قبضت على قلبي من بدايتها حتى نهايتها وصف رائع لاحداث هناك تتابع في الحركات
انها روعة تحيتي الخالصة للكاتب

الشاعر المبدع محمد اللغافي..
عهدتك شاعرا رقيقا وها أنت تحفر في السرد عميقا..
نص مغرق في الجمال أعجبني كثيرا
دمت مبدعا دافئا
تحية لك من هنا وإلى أعضاء الجامعة

» إعلان إفتتاح الغرفة الصوتية لمنتديات دواوين الثقافية و الادبية
» تهنئة بمناسبة الاشراف على الغرفة الصوتية للأخ العزيز العمراني السريتي
» تهنئة للاخت الفاضلة المير فتيحة بمنا سبة تعيينها مشرفة على الغرفة الصوتية