ناجي فرحات مشرف الشعر
المدينة : سوريا - دمشق عدد المساهمات : 370 معدل النشاط : 442 تاريخ التسجيل : 21/09/2010 العمر : 59 الموقع : emmigrant.modawanati.com
| موضوع: نظرية المؤامرة بين الحقيقة والوهم السبت 2 أكتوبر - 11:52 | |
| إن لنظرية المؤامرة إغراءات استطاعت هذه النظرية من خلالها أم تسيطر على عقول الناس على مختلف مواقعهم، الفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، لأنها من جهة تدغدغ بعض المشاعر فيهم، ومن جهة أخرى تمنحهم الفرصة للتخلص من عبء التحليل والاستنباط. وتطبيق هذه النظرية المفرط على الأحداث، جعل هناك شرخا كبيرا بين العقل المتحرر منها، والعقل المستلب لها. علينا الاعتراف أن المؤامرة كنشاط عرفته البشرية، هو موجود وليس وهما أو خرافة، ولكن علينا التفريق بين المؤامرة كنشاط بشري موجود، و نظرية المؤامرة التي يرمي أصحابها من ورائها طريقة لإعفائهم من أي مسؤولية تترتب عن قيامهم بالأخطاء من خلال جعل هذه الأخطاء منسوبة للآخر. كثيرا ما نرى في إعلامنا العربي، كيف تنطلق الأبواق مع كل مصيبة تحل بنا، على أنها من فعل الإمبريالية والصهيونية، حتى بتنا نطلق هذه الاتهامات عند أصغر مشكلة تواجهنا، فتخلفنا سببه المؤامرة، وانقسامنا سببه المؤامرة، وتقاعسنا عن أداء واجباتنا وأعمالنا سببه المؤامرة، حتى انقطاع التيار الكهربائي بسبب عطل في إحدى المحطات هو نتيجة المؤامرة!!!!. نعم صرنا نستخدم نظرية المؤامرة لإعفاء أنفسنا من أي مسؤولية قد تترتب علينا. لماذا لا نسأل أنفسنا: لماذا نحن من دون الأمم كلها- تتمكن منا – من عقولنا ونفوسنا - نظرية المؤامرة العالمية علينا؟. لماذا نجد لها رواجا وانتشارا وأنصارا، كتابا ومفكرين وجماهير؟ ما هي الأسباب والعوامل الكامنة في النفسية والعقلية العربية التي تجعلها قابلة لاعتناق النظرية وتبريرها في كل حين؟. لماذا تحتل هذه النظرية تلك المساحة الهائلة من ثقافتنا وتاريخنا ومناهجنا وإعلامنا وطرحنا السياسي والديني؟. لماذا ينجح الآخرون في مؤامراتهم ضدنا؟. لماذا تتوالى المصائب علينا؟. لماذا لا ننجح في إفشال أي مؤامرة مادمنا نعرف المتآمرين أصلا؟. هنا أريد أن أضرب مثالا: اشتهرت اليابان بصناعاتها الإلكترونية التي حازت ثقة المستهلكين في كل أنحاء العالم، حتى في الأسواق الأمريكية، وكانت ومازالت المنافس الأقوى للصناعة الإلكترونية الأمريكية، والحرب السياسية والاقتصادية قائمة على أشدها بين الدولتين، السؤال الذي يطرح نفسه هنا، لماذا لم تستطع نظرية المؤامرة النيل من المنتجات اليابانية وإنزال الخسائر في الصناعة اليابانية؟؟؟؟ ألا يتطلب هذا منا الوقوف طويلا والتفكير مليا حينما نعلق على نظرية المؤامرة كل خسائرنا وانكساراتنا وجمودنا؟؟؟؟. ألا نستطيع القول في حال افتراضنا وجود المؤامرة في هذا المثال أن اليابانيين استطاعوا مواجهة هذه المؤامرة والتصدي لها، وفي المقابل لماذا لا ينظر الأمريكي على أن الصناعة اليابانية تحيك مؤامرة ضده، وضد تقدمه الصناعي؟؟. أم أننا انشغلنا عن مواجهة المؤامرات المفترضة ضدنا بالاستسلام لها؟، وبتأليف الكتب عنها وعمن يقف ورائها، وأسهبنا في الأقاويل بينما غيرنا يسهب في الأفعال؟؟؟. كثيرا ما نقرا ونسمع عن صراع الحضارات، والحرب على الإسلام، والمؤامرة على الإسلام، وكثيرا ما يسهب كتابنا ومفكرونا في الحديث عن هذه المؤامرة. ( 24 شوال 1431 هجرية)، هذا ما يدل عليه التاريخ الهجري لهذا اليوم، إذا، خمسة عشر قرنا تقريبا استطاعت فيها الدعوة الإسلامية، والعقيدة الإسلامية، الصمود أمام كل التحديات التي صادفتها، لم نسمع في عصرنا الحديث عن مرتدين عن الدين الإسلامي، ولكننا نسمع كل يوم عن أشخاص وجماعات من الديانات الأخرى الذين يعتنقون الإسلام، نستطيع القول جازمين أن الدين الإسلامي قادر على الدفاع عن نفسه، من خلال عقيدته الصحيحة والراسخة، ومن خلال إرثه الثقافي العظيم، ولن تستطيع المؤامرات النيل منه ولا تغييره!!!!. أيعقل أن يستطيع أي كان أمريكيا أم صهيونيا النيل من هذه العقيدة خلال سنوات لا يكاد عددها يتجاوز أصابع اليدين؟؟؟؟. هناك حربا سياسية اقتصادية تعم العالم كله، وفي هذا العالم المتشابك نجد أنفسنا الحلقة الأضعف التي يستطاع التسلل إليها والعبث بها، إن التردي الثقافي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري الذي نعاني منه، والذي نحن مسؤولون عنه مسؤولية مباشرة ولا يشاركنا طرف خارجي في المسؤولية عنه، هذا وحده الذي يجعل الآخرين طامعين فينا، ويحاولون السيطرة علينا بأي وسيلة يرونها مناسبة. الحرب والمؤامرة ليست على الإسلام، بل على ما تملكه الشعوب الإسلامية في أراضيها من الخيرات وأهمها النفط، وإلا لماذا ليس هناك مؤامرة على الهندوسية أو البوذية؟؟. لو كانت شعوب المنطقة العربية الإسلامية تعيش في الصحارى الأفريقية القاحلة، وتعاني ما تعانيه الشعوب الأفريقية من الجوع والفقر، هل تظنون انه كانت ستكون هناك مؤامرة على الإسلام؟؟؟. أورد هنا على لسان (( مايكل ليدين )) وهو من المحافظين الجدد، في الولايات المتحدة الأمريكية: يرى ليدين، أن لا قيمة لأي قائد لا يحارب، الحرب في رأيه، قاعدة السياسة الخارجية، لأنها تنقذ الولايات المتحدة من " خطر السلام "، السلام " حلم بشع " لأنه يخفف الانضباط، ويسبب الاسترخاء، ويشجع الغرائز المنحطة، ويقود إلى إضعاف الدولة. ولا بأس من اللجوء إلى الكذب تمهيدا للحرب، إن خديعة الأعداء شرط مركزي لبقاء الأمة الأمريكية، وإنجاز مشاريعها الكبرى، والتعبئة الدينية هي الأنجع والأقدر على الحشد، فالجيوش المتشكلة من الغوغاء يجب إلهامها وتحميسها وأدلجتها، والدين هو وحده القادر على ذلك لأنه يوحي بوجود ثمن راق بديل التضحية بالحياة. ولعل خير ما يمثل تفكير ليدين، العبارة الواردة في كتاب له عن الحرب على الإرهاب، حيث يقول: " يجب عليهم مهاجمتنا كي يستمروا على قيد الحياة، كما يجب علينا تدميرهم لنصرة رسالتنا التاريخية". إن اعتداءات موضعية على الولايات المتحدة الأمريكية هي مطلب من جانب الغلاة الأمريكيين، لأن ذلك يجعل " خصما " معينا جزءا من لعبة تتجاوزه كثيرا!!!. ناجي فرحات
| |
|
المختار بن دغة عضو فعال
المدينة : دواوين الإبداع عدد المساهمات : 442 معدل النشاط : 683 تاريخ التسجيل : 16/03/2010 العمر : 48 الموقع : dawawin.forum.st
| موضوع: رد: نظرية المؤامرة بين الحقيقة والوهم السبت 2 أكتوبر - 19:12 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأستاذ العزيز والغالي علينا الأديب ناجي فرحات الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين بسم الله الرحمن الرحيم
أسأل الدائم بلا أمد القوي بلا عدد القائم بلا عمد العزيز بلا سند الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوآ أحد أن ينير وجهك وييسر أمرك ويبارك في رزقك ويشرح صدرك ويرفع قدرك ويزيد أجرك ويغفر ذنبك ويعفو عنك ويحفظك ويرعاك ويبارك لك في صحتك موضوع جميل ، يستحق المتابعة ،دمت صالحا للثقافة عامة وشكرااا تحياتي المختار بن دغة. | |
|
ناجي فرحات مشرف الشعر
المدينة : سوريا - دمشق عدد المساهمات : 370 معدل النشاط : 442 تاريخ التسجيل : 21/09/2010 العمر : 59 الموقع : emmigrant.modawanati.com
| موضوع: رد: نظرية المؤامرة بين الحقيقة والوهم السبت 2 أكتوبر - 21:12 | |
| الاستاذ العزيز المختار بن دغة: أسعدني مرورك الكريم لك كل الود | |
|