تقاليد العرس بقبيلة بايت عبدا لله
سأقوم بسرد لأهم التقاليد وعادات العرس التي تتميز بها منطقة ايت عبد الله من خلال معاينتي بشكل مباشر لهذه العرس.
الخطوبة
بعدما يعجب الفتى بفتاة ويختارها كشريكة حياته قد تكون من نفس الدوار أو خارجه وغالبا قد تكون رؤية الفتاة إما في مناسبات أو في أو مواسيم أو جنب البئر أو أن احد من أقاربه دله عليها يقنع أهله بخطبة الفتاة , وعندها يبعث والدي الفتى رسولا يخبر أهل الفتاة بزيارتهم ويحدد يوم الخطبة وتكون الخطبة بالسكر وبعدها يتم الاتفاق على الزواج بقراءة الفاتحة وتحديد يوم العرس .
العرس
أيام العرس سبعة أيام وكلها عادات وتقاليد وأحواش قد تبهر كل زائر
ففي اليوم الأول
خاص بكتابة عقد زواج بين الطرفيين في بيت العروسة بحضور رجال الدوار كما تستدعي أم العروس كل بنات ورفيقات العروسة كي حيت يشاركنها فرحتها .
قبل كتابة العقد يتم الاتفاق على الصداق كما يكتب في العقد ما يسمى بالقيمت وهو عبارة عن كل أنواع الملابس والمجوهرات من فضة او الذهب والوازم التجميل( تاولكت) و الافرشة التي ستحملها العروس الى بيتها الزوجية كل شي تحدد تمنه في العقد. أما العريس فيأتي بالحنة ( المعروف حاليا بالدفوع) وهو عبارة عن عجل او ما شابه ذلك والسكر والزيت والدقيق والثمر والحلوى وملابس العروسة وخاتم من فضة .
اليوم التاني
تستدعي أم العريس نساء وبنات الدوار حيت يقمن بتنقية الشعير حيت يوضع كهرم وسط البيت وتضع وسطه تانبلت من فضة تسعى كل واحدة للحصول عليها و يتم كل هذا في جو من الزغاريت اي تزرارين والغناء وبعد تنقية حبوب الشعير يتم طحنه وغربلته حتى يصبح صالحا لصناعة خبز العرس ويتم كذلك طحن املو .ونفس الشيء بالنسبة لبيت العروسة.
وبعدها يتم إخبار الأهل والأحباب وسكان الدوار بالعرس.
في اليوم الثالث
باكرا تدبج الذبائح من بقر وعجل والرجال هم الدين يتكفلون بالطبخ وغسل الأواني وتقديم الأكل أما النساء يتكفلن بطهي الخبز في تافرنوت ويخدمن بعضهن أثناء الأكل
الضيوف البعيدة تأتي مند الصباح أما أهل الدوار فيأتون بعد الزوال سواء بالنسبة لضيوف العريس أو العروسة
فكل الرجال والنساء في حلة تقليدية أنيقة
فعند الأكل تلتحق كل الضيوف على الموائد تقدم أولا تمكلين وهي أواني مملوءة السمن وأملو والعسل مع الثمر والخبز وبعد ذلك اللحم بالبصل والفواكه الجافة وبعدها الفواكه الطرية .سواء بالنسبة لبيت العريس او العروسة
إلا انه في بيت العريس بعد الأكل و كؤوس لشاي يجتمع الرجال والنساء في بهو البيت لجمع اكريس استعدادا للذهاب إلى بيت العروسة واكريس هو عبارة عن رزمة من ثوب ابيض يوضع داخلها هدايا للعروس وأهلها تشمل افداح وهو ثوب ابيض من الصوف واعبروق غطاء احمر مطروز بالوان زاهية و تكنبوشت وحداء للعروسة وأخر لأبوي العروسة وأخواتها ثم ألحنا والسواك والتمر واللوز والحلوى وخلخال او تنبالت التي وضعت وسط الشعير عند تنقيته و لحباق يجمع النساء الرزمة او اكريس بزغاريت و تاسوغنت خاصة بهده المناسبة ثم يطلبون من سيحمله بشرط أن يكون والديه على قيد الحياة وفي هذا الوقت يذهب العريس ليختبأ في غرففة
يحمل الشاب المختار اؤكريس ويركب حصانا مسرج ويتبعه الرجال والنساء إلا والدي العريس وهذا يكون بعد اذان صلاة المغرب لا يصح نهارا ولا تخرج العروسة الى بيت عريسها الا ليلا
عند الوصول إلى بيت العروسة يخرج أهلها و ضيوفها وينشدون تاسوغانت يرحبون فيها بالموكب وتسمع من هنا وهنا كلمة الترحيب " بركايت بركايت " وبعد الدخول يجتمع الكل وتبدأ مفاوضات بين أهل العروسة وحامل اؤكريس الذي يطلب مقابلا لكي يعطيهم إياه أحيانا يطلب الفضة وأحيانا الأكل أو الشرب أو العطر أحيانا النقود وغيرها وبعد التراضي ينتزعن منه اؤكريس ويطلبن منه الانحناء ويضربنه ثلاث مرات ويرشونه بالعطور تأخذ النساء اؤكريس الى غرفة العروسة حيت تتواجد مع صديقاتها مخبئة و تنحني العروس ليضربنها على ظهرها ثلاث مرات ثم يوضع كل ما يوجد داخل أؤكريس خاصة اللوز والثمر والحلوى في صحن يسمى " تسكيت " تأكل منه العروس ثم يوزع على كل الحضور خارج الغرفة
بعد دلك يلتحق الجميع بموائد الأكل وبعدها يقمن النساء بإلباس العروسة اللباس الموجود في اؤكريس مرددين تاسوغانت وهو غناء ذو لحن وكلمات حزينة يبكي العروسة وأهلها وصديقاتها حتى النساء يلبسن إزار وهو لحاف ابيض مطرز وحلي ومجوهرات من فضة والرجال جلباب ابيض وادوكان
وبصعوبة كبيرة تخرج العروسة من بيت أهلها ببكاء ونواح واستعطاف لأهلها وأحبابها منظر مؤثر أكثر
وتركب الحصان مع طفل صغير سواء كان اخوها او غيره وبعد وصول العروس و موكبها أمام باب بيت العريس تجد باب البيت موصد في وجهها وفي وجه موكبها لتبدأ المفاوضات بتاسوغانت تحمل التمجيد بالعريس والعروسة واشير الى ان والدي العروسة لا يرافقان ابنتهما .
خلالها يرمي العريس من سطح البيت اللوز و التمر ليلتقطه الأطفال والشباب فرحين بذلك ثم ينزل لابسا جلبابه و سلهاما يغطي وجهه بقبه يرافقه أصدقاءه. يفتح باب البيت و وراءه أهله ، يأخد سطل ماء و يخرج من حقيبته " ءاقراب" الدملج تانبالت الذي وجدته المرأة في الشعير و يقوم الشاب الذي حمل اؤكريس بغسل رجل العروس اليمنى ثلاث مرات على عتبة الدار، و تتناول بيدها اليمنى السمن و تلطخ به فوق الباب و يقوم الطفل الذي ركب معها الحصان بنزعه بالخنجر وتعاد هذه العملية ثلاث مرات.ثم يلبسها الشاب الذي حمل اؤكريس حداء الحرير فتدخل العروس وموكبها في جو من الترحيب ويتم استقبالهم بالعطور
تجلس العروس في الركن الاخير من البهو و يجلس معها كل أهلها
بعد ذلك يطلب اهل العروس في تاسوغانت عشاء العروسة فتاتي اخت العروسة او عمته او خالته بقصعة بها عصيدة من دقيق الشعير وتتوسطها تانوت أي حفرة مليئة بالسمن وتنادي النساء كل الشباب الموجودين كل واحد باسمه ياكل من يد العروس العصيدة لكن عندما ينتهي تضربه النساء على ظهره حتى يخرج من المكان
وبعد ذلك وجبة العشاء وبعدها الشاي ليأتي احواش النساء والرجال على التناوب حتى الصباح
اليوم الرابع
تحظر وجبة الفطور وهي معجنات (الشعرية) والقهوة بالحليب وبعد إفطار الجميع تقوم النساء بتزين العروس والباسها ازار ابيض واسرسل واعبروق او سبينية التي تغطي بها وجهها لكي يصاحبونها إلى اقرب بئر لكي تسقي المغروس وتجلب الماء والعشب كما تفعل نساء الدوار وكل هذا يتم في جو بهيج تتخلله تاسوغانت وتنظامت اما العريس فيبقى في البيت
وعند الرجوع يلتحق الجميع بموائد الإفطار ثانية مكون من تمكلين و الطجين وفواكه طرية وبعدها يأتي دور الشاي حيت يجتمع كل النساء والرجال والعروسة جالسة في أخر ركن في المكان يدخل العريس و معه وزيره و يرحب بالحاضرين ويرشهم بالعطور ويجلس بالقرب من العروسة وهي مغطاة بأعبروق ويقوم العريس ووزيره بطهي الشاي وتوزيعه على الحضور مع الحلويات والفواكه الجافة في جو من الزغاريت وتزرارين وتنطامت وهده المرحلة تأخذ وقتا طويلا حيت يتم فيه التلاحم بين أهل العروسة والعريس وفي المساء يغادر موكب العروسة إلا أن لحظات الوداع تكون جد مؤلمة حيت لا نسمع إلا بكاء العروسة و أهلها وصديقاتها وبعد صول الموكب الدوار يتجهون نحو بيت أهل العروسة لطمأنتهم على ابنتهم ويتناولون وجبة أكاز أو واوزويت أي كاسكروط وهو عبارة عن تمكلين والطاجين والفواكه والشاي.
أما العروسة فتبقى مرتديتا اللباس الأبيض و أعبروق ولا ترى زوجها إلا في الغد
اليوم الخامس
يتكلف العريس بإزالة أعبروق على وجه العروسة وتقوم بعد ذلك بتغير ملابسها وفي هذا اليوم تكون ليلة الدخلة
اليوم السادس:
في الصباح تتجمل و تتزين العروسة بالكحل و السواك وترتدي تاكنبوشت دليلا على أنها أصبحت امرأة وتقوم أم العريس بارسال رسولا الى اهل العروسة تخبرهم بقدومهم كما تستدعي بنات وشباب الدوار الذين سيرافقون العروسة والعريس وأهله لزيارة أهل العروسة مرتدين لباسا ابيضا وتحمل العروسة الفواكه الجافة والحلويات حيت توزعهم عل كل من تصادفه في طريقها إلى حين وصولها إلى أهلها حيت تجد كل أهل دوار صغارا وكبارا في استقبالهم بالزغاريت والترحيب وهذا غالبا يكون في المساء وهذه العملية تسمى أسكودر
وعند تناول العشاء يقومون باحواش الى الفجر
اليوم السابع
بعد تناول وجبة الفطور يجتمع الكل على الدعاء الصالح للزوجين وبعد ذلك تركب العروس الحصان وراء زوجها لترجع إلى بيتها و هي تبكي على فراق أهلها ورفيقات دربها لتتأقلم بعد دلك العروس مع حياتها الجديد .
انه اسبوع من عادات وتقاليد و أفراح و أحواش وتلاحم بين الأهل والأحباب والأصدقاء ينسى معه المرء عبئ حياة البادية .