عزف على الرصيف
اه يا وطني الحزين
حولتني بلحظة
من شاعر الحب
و الحنين
لشاعر يكتب بالسكين"1"
لشاعر ينفخ في الكلمة
من روح الأنين
اه يا وطن
سأقول وداعا
و لن أواري الكفن
سأقول و داعا فقط
لأنهم أحرقوا جواز سفري
و جعلوني رفيق العدم
إغتالوا زهرة الأمل ليلا
لكي لا تبقى للإبتسامة معنى
و أضيع بين خطى الحيرة
حائرا
سائرا على رصيف الألم
اه يا و طني
حبي لك لم يفتر يوما
لكن جنود الحزن و الألم
يستعمرون الجسد
من أعلى الرأس
لأخمص القدمين
و لا حول لي و لا قوة
سوى هذه الكلمات
و عزف ما تيبقى من سمفونية الآهات
اه
اه يا وطن
فبين ليلة و ضحاها
و جرة قلم و ما تلاها
حولك لبؤرة عفن
و بإسم الحداثة و التقدم
باعوك بأبخس ثمن
دراهيم معدودات
و كانوا فيك من الزاهدين
و يقولون لنا
تعلمو حب الوطن
عن وطن يتحدثون
عن مدن الشمال التي ضاعت
أو عن مدن الجنوب التي بيعت
لنزوات من لنا يحتقرون
اه يا وطن
فلا قوة لنا
و لا مال و لا بنون
و ما تبقى لنا سوى مكان
على الرصيف
و لحظة جنون
فإفعلوا ما تشاؤون
إضحكوا كما تشاؤون
فنحن ها هنا على الرصيف قاعدون
نجتر صمتنا الملعون
في إنتظار الذي سيأتي و لن يأتي
في إنتظار غودو كما يقولون
في إنتظار اليوم المعلوم
فحتى و إت كنا الصمت راضون
فالله شهيد على ما تفعلون
من أول جرة قلم
حتى خيانة الشعب المصون
اه يا وطن
لم يبقى فيك سوى الرصيف
و شاعر يكتب
بلغة الحفيف
يكتب الألم
و صرخة متمرد لم تكتمل
يكتب عن ثورة الخبز
و عن إغتيال الأخلاق
بلغة الأمير
يكتب أخر كلماته
آهات بلا نهاية
ناطقا بإسم كل القلوب الحائرة
اه يا وطني الحزين
حولتني بلحظة
من شاعر الحب
و الحنين
لشاعر يكتب بالسكين
اه يا وطن
كيف لا يكبر فيك سوى الكفن"2"
"1" من شعر نزار قباني
"2" من شعر أدونيس
[b]