منتديات دواوين الثقافية و الفنية منتديات تعنى بالأدب والثقافة والفن.
 

 

 ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل (متجدد)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
saydsalem
عضو فعال
عضو فعال
saydsalem


المدينة : المنوفية - مصر
عدد المساهمات : 862
معدل النشاط : 1028
تاريخ التسجيل : 31/12/2011
الموقع : dawawin.forum.st

ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل (متجدد)   ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) I_icon_minitimeالجمعة 1 يونيو - 4:45

ديوان محمود حسن إسماعيل

ولد بقرية النخيلة في أبو تيج بمحافظة أسيوط في 2/7/1910، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بين مدارس أسيوط و القاهرة.

ثم لحق بكلية دار العلوم جامعة القاهرة وتخرج منها عام 1936 حيث حصل على ليسانس العلوم العليا، وقد اكتسب ثقافة واسعة وأُتيح له من التجارب ما لم يتح لزملائه، فعمل أول ما عمل محرراً بالمجمع اللغوي، ولم يلبث أن انتقل مستشاراً ثقافياً بالإذاعة المصرية وعمل فيها عدة سنوات، سافر بعدها في أواخر السبعينيات إلى الكويت بعد أن أُحِيلَ إلى التقاعد حيث عمل مدة سنتين أو ثلاثاً ومحمود حسن إسماعيل شاعر كبير متميز له لونه الشعري الخاص به، وقد أثار شعره الكثير من الجدل، فأشاد به بعض النقّاد باعتباره شعراً ذا أبعاد عميقة، وهاجمه آخرون باعتباره شعراً غامضاً بعيداً عن أرض الواقع، يجسد أخيلة مغرقة في الرمزية.

وقد تشكّل وجدان محمود حسن إسماعيل بكل صور الطبيعة الجميلة التي شاهدها في قريته النخيلة، وبكل أحزان الفلاحين البسطاء ومعاناتهم، أولئك الذين نشأ بينهم وعاشرهم وتأثّر بهم فتشرّب كل هذه الصور التي عكسها في شعره طوال حياته.


أثرى شاعرنا المكتبة العربية بأربعة عشر ديوانا تحمل عبير حياته وعمق تجربته التى عايش من خلالها تجربة الأمة العربية

الدواوين الشعريةأغاني الكوخ، 1935.
هكذا أغني، 1937.
الملك، 1946.
أين المفر، 1947.
نار وأصفاد، 1959.
قاب قوسين، 1964.
لا بد، 1966.
التائهون، 1967.
صلاة ورفض، 1970.
هدير البرزخ، 1972.
صوت من الله، 1980.
نهر الحقيقة، 1972
موسيقى من السر، 1978.
رياح المغيب، نشرته دار سعاد الصباح لأول مرة عام 1993.

من قصائد الشهيرة المغنّاة تغنى بشعره كبار المطربين، ومن أشهر قصائده:

«النهر الخالد»، التي شدا بها الموسيقار محمد عبد الوهاب]]
«ودعاء الشرق»، التي شدا بها الموسيقار محمد عبد الوهاب]] ،
أنشودة «يد الله» للمطربة نجاح سلام ،
وأغان أخرى مختلفة.

توفي إلى رحمة الله بالكويت في 25 أبريل سنة 1977م، فنقل جثمانه إلى مصر حيث دفن في ثراها، وكانت مصر في وجدانه طوال فترة غربته عنها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
saydsalem
عضو فعال
عضو فعال
saydsalem


المدينة : المنوفية - مصر
عدد المساهمات : 862
معدل النشاط : 1028
تاريخ التسجيل : 31/12/2011
الموقع : dawawin.forum.st

ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: أنت دير الهوى ، وشعري صلاة   ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) I_icon_minitimeالجمعة 1 يونيو - 4:48

أنت دير الهوى ، وشعري صلاة
[إلى غمامتي الشاردة ... أهدي هذه الصّلاة !]

أقْبِلي كالصّلاةِ رَقْرَقها النُّسْـ = ـكُ بمحرابِ عابدٍ مُتَبَتِّلْ
أقبلي آيةً من الله عُلْيا = زَفَّها للفُنون وَحيٌ مُنزَّلْ
أقبلي فالجراحُ ظمأى ! وكأس الْـ = ـحُبِّ ثكلَى ! والشعرُ نايٌ مُعطَّلْ
أنت لحنٌ على فمي عبقريٌّ = وأنا في حدائق الله بلبلْ
أقبلي .. قبل أن تميلَ بنا الرّيـ = ـحُ ! وَيهوِي بنا الفناءُ المعجّلْ
زَوْرقي في الوجودِ حيرانُ شاكٍ = مثقَلٌ بالأسى ، شريدٌ ، مُضلّلْ
أزعجته الرياحُ ، واغتالَهُ الليْـ = ـل بجنحٍ من الدياجير مُسبلْ
فهو في ثورة الخضمِّ غريبٌ = خلط النوحَ بالمنى وتنقّلْ
أقبلي يا غرام روحي ! فالشّطّ = م بعيد! والروحُ باليأس مثقلْ
وغمامُ الحياةِ أعشى سواديّ = م ونور المنى بقلبي ، ترحّلْ
أنا ميتٌ تغافلَ القبرُ عنّي = وهو لو درى شِقوتي ما تمهّلْ
فاسكبي ليَ السنا ، وطوفي بنَعشي = يُنْعشُ الرّوحَ سحرك المتهلّلْ
أنت نبعي ، وأيكتي ، وظلالي = وخميلي ، وجدولي المتسلسلْ
أنت لي واحةٌ أفيءُ إليها = وهجيرُ الأسى بجنبيّ مُشعلْ
أنت ترنيمة الهدوء بشعري = وأنا الشاعر الحزين المبلبلْ
أنت تهويدة الخيال لأحزا = ني بأطياف نورها أتعلّلْ
أنت كأسي وكرمتي ومدامي = والطلا من يديك سكرٌ محلّلْ
أنتِ فجري على الحقُولِ..حياةٌ = وصلاةٌ ، ونشوةٌ ، وتَهَلّلْ
أنتِ تغريدة الخلود بألحا = ني..وشعر الحياةِ لغوٌ مهلهلْ
أنتِ طيفُ الغُيوب رفرفَ بالرّحْمـ = تةِ والطهر والهدى والتبتّلْ
أنتِ لي توبةٌ إذا زلّ عُمري = وصَحا الإثمُ في دَمي وتَملمَلْ
أنتِ لي رحمةٌ براها شعاعٌ = هلّ منْ أعين السما وتنزّلْ
أنتِ لي زهرةٌ على شاطيءِ الأحْـ = ـلامِ تُرْوَى بمُهجتي وتظللْ
أنتِ شعرُ الأنسامِ وسوست الفجْـ = ـر وذابت على حفيفِ السنبلْ
أنت سحر الغروب ، بل موجةُ الإشْـ = ـراق عن سحرها جناني يُسأَلْ
أنت صفو الظلال تسبح في النّهْـ = ـر وتلهو على ضفاف الجدولْ
أنت عيد الأطيار فوق الروابي.. = أقبلي فالربيع للطير أقبلْ..
أنتِ هَولي ، وحيرتي ، وجنوني = يومَ للحسن زهوة وتدلّلْ
أنتِ ديرُ الهوى وشِعْرِي صلاةٌ = لكِ طابتْ ضراعتي والتّذلّلْ
أنتِ نبعٌ من الحنان ، عليهِ = أطرقَ الفنّ ضارعًا يتوسّلْ
أعيُنٌ للخشوع تُغري ، فخلّيـ = ـها على لوعتي تُغَصُّ وتُسبلْ
واترُكيها وسحرَها يتمادى = علّما "بابل" بنجواه تُشَغلْ
هو فنّي و مُلْهِمي..فابْعثيهِ = فهوَ من زهْوه شحيحٌ مُبخّلْ
يتغلفى على الجفون ، فإنْ رُحْـ = ـتُ أناجيهِ لجَّ في الكرَى وتوَغّلْ
وانْتشى من سناكِ وانسابَ في لحـ = ـظِكِ يحسو الضياءَ منهُ وينهلْ
وانبَرَى من جُفُونكِ السود كالأقـ = ـدار يُرْدِي كما يَشاءُ ويقتلْ
ليتَ لي من صِراعِهِ كلَّ يومٍ = غزوَةً في سكون قلبي تُجَلجِلْ
ولكِ الصوتُ ناغمٌ! عادَهُ الشّوْ = قُ فأضحى حنينُهُ يترسّلْ
نَبَراتٌ كأنها شجنُ الأوْ = تارِ في عود عاشقٍ مُترحّلْ
أو حفيفُ الآذانِ في مِسْمع الفَجْـ = ـرِ ندِيُّ الصّدَى ، شذيُّ المنهلْ
أو غناءُ الظّلالِ في خاطر الغُدْ = رَانِ شعرٌ في الصمتِ عانٍ مكبّلْ
أو نشيدٌ أذابهُ الأفقُ النّا = ئي ، وغنّاهُ خاطري المتأمّلْ !
ولكِ البسمةُ الوديعةُ .. طُهرٌ = وصفاءٌ ، وصبوةٌ ، وتغزّلْ
لذّةُ الهمسِ في دَمِي تنقلُ الرُّو = حَ لوادٍ بصفو عمري مظلّلْ
فاسكُبيها علَى جَنَاني ، وخلّي = سحرَها في مشاعري يتهدّلْ!
ولك الهدأةُ التي تغمرُ الحسّ = فَيُرْوَى من السكون ويثْملْ
واحةٌ للجمال ، قلبي فيها = من أسى الدَّهر نَاسكٌ مُتغزّلْ
عَلَّمتني ظلالها كيفَ أَنْسى = صَخَبَ الهمِّ وهو عَصفٌ مُزلزلْ
ولكِ العفّةُ التي عادَ منْها = "مَرْيَميُّ" الستور فوقك مُسْبَلْ
ولكِ الحب ساعدي في وغى الأيا = م والقلبُ وهنانُ أعزلْ
فتعاليْ نغيبُ عن ضجّة الدّنـ = ـيا ، ونمضي عن الوجودِ ونرْحَلْ
وإلى عُشّنا الجميلِ.. ففيهِ = هزجٌ للهوى، وظلٌّ وسلسلْ
وعَصافيرُ للمنى تتغنّى = بالترانيم بين عشبٍ وجدولْ
وغرامٌ مقدّسٌ ، كاد يَضْوي = نورُهُ العذبُ في سمانا ويُشعلْ
ووفاءٌ يكادُ يَسطعُ للدُّنـ = ـيا بشرْعٍ إلى المُحبّين مُرسلْ..
عادَ للعشّ كلّث طيرٍ ، ولم يَبْـ = ـقَ سِوى طائرٍ شريدٍ مخبّلْ
هو قلبي الذي تناسيتِ بلوا = هُ..فأضحى على الجراح يُولوِلْ
أقبلي .. قبل أن تميلَ به الريْـ = ـحُ ، ويهوي به الفناءُ المُعَجّلْ!

شعر: محمود حسن إسماعيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
saydsalem
عضو فعال
عضو فعال
saydsalem


المدينة : المنوفية - مصر
عدد المساهمات : 862
معدل النشاط : 1028
تاريخ التسجيل : 31/12/2011
الموقع : dawawin.forum.st

ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل (متجدد)   ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) I_icon_minitimeالجمعة 2 نوفمبر - 11:14


عارية ستانلي باي

من علم البحر لجاج الهوى = واترع الحب بشطآنِهِ؟
وقال للموجة: خمر الصبا = صَافٍ ، فعُبّي الكأس من حانهِ
وأنشدي في الشط أغنية = أودعها الناي بألحانِهِ!؟
حوريّةٌ صورها ساحرٌ = من روعة السحر وسلطانِهِ
لو شامها قسٌّ بمحرابِهِ = يُذوّب الروح لقربانِهِ
لأحرق القلب بخوراً لها = وأشعل النار بصلبانِهِ
عُريانةٌ قدت مسوح الصبا = من بهجة الفجر وألوانهِ
لم ترضَ بالديباج ستراً لها = مهفهفَ الطرف بقُمصانِهِ
فهلهلتْ أسدالها في الضحى = ورفرفت طيراً ببستانِهِ
أندى على الأرواح من نسمة = فيحاء يذكيها بريحانِهِ
سارت إلى البحر وفي هولها = ما يضرم النار بقيعانِهِ
ظمأى لظمآنَ هفت مثلما = يهفو حشا الطير لغدرانِهِ
يا فتنةً رفت على فتنة = كالعرف إذ رف بعيدانِهِ
سلبت رشد البحر حتى غوى = وأذهل العقل بطغيانِهِ
هذا الذي جردته للسنا = يميس كالزهر بأفنانِهِ
فضيحة الحسن أتيحت لنا = من شطط الغرب وكفرانِهِ
جسم لو ان الروح ألقت له = زمامها فرّ لأكفانِهِ
خزيان مزقت نقاب الحيا = من كل مستورٍ بجثمانِهِ
يرعشه الخزي إذا ما نبرى = في لهوه العاري وتفنانهِ
فيحسب الناظر من فتنةٍ = كهربةً تجري بسيقانِهِ
*** = ***
يا بدعة الشط سلبتِ الهدى = من كل معصوم بايمانِهِ
لولا جلال الفن في بهرةٍ = للحسن أصلتني بنيرانِهِ
ألهبت في شعري سعير اللظى = ورحت أُصليكِ بأوزانِهِ
أو ألهم البحرُ مساسَ الحجا = لأغرق البر بطوفانِهِ
ولم يدعْ في غمرهِ سابحاً = يُصافح الموج بشطآنِهِ!!


[b]شعر: محمود حسن إسماعيل
[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
saydsalem
عضو فعال
عضو فعال
saydsalem


المدينة : المنوفية - مصر
عدد المساهمات : 862
معدل النشاط : 1028
تاريخ التسجيل : 31/12/2011
الموقع : dawawin.forum.st

ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: دمعة في قلب الليل   ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) I_icon_minitimeالجمعة 2 نوفمبر - 11:15


دمعة في قلب الليل

فزعت للظلام روحي كما يقْـ = ـزعُ أعشى لومضةٍ من ضياءِ
فحبست الخيال حتى إذا ما = ضجّ في خاطري من البُرحاءِ
هربت أدمعي إلى ساحة الليْـ = ـلِ تهاوى في الدُّجيْة الظلماءِ
ما لها في السنا ملاذٌ ولا في = فجّة النور خفقةٌ من رجاءِ
ساقها في الظّلام حادٍ من الهمّ = بلا ريثةٍ ولا إبطاءِ
مستحثّ الخطى حدوبٌ على القَـ = ـلْب يُزجّيه في رحاب الفضاءِ
في عُباب الدُّجى يهيمُ بمسرا = هُ فتُضويهِ غيبةُ الميناءِ
ليت ملاحي الضلولَ هدتهُ = بارقاتُ الهدى لشطّ الفناءِ
طال في الليل سبحهُ وهو حيرا = نُ شجته مضاضةُ الإعياءِ
وطحت بالشّراعِ هبّاتُ ريحٍ = عاصفاتٌ من زعزعٍ نكباءِ
إيهِ ياليلُ ! قدّ لي من حواشيـ = ـكَ حجابا وناجي في خفاءِ
لا تُذع شجويَ الكئيبَ ولا تكـ = ـشِفْ دموعي لأعينِ الرقباءِ
ودعِ النسمة العليلةَ تَحسو = من فم الزهر بَلسما للشفاءِ
ودع الكون هاجعاً ودع النا = سَ نشاوى في غمرة النعماءِ
خلِّني للدموع وحدي أناجيـ = ـها وحيدا في العزلة السوداءِ
أنا من كأسها شربتُ صبيّا = خمرةً سلسلت من البأساءِ
عصرت من مطارف الألم الذّا = وِي بقلبي وعُتّقت في دمائي
تخذت جامها المحاجر والسا = قي همًّا يؤجّ في أحشائي
هيَ أشهى إلى عيوني من النّو=ر، وأبهى من لمحة الأنداءِ
هات يا ليل قطرها فهي حيرى = كتمتْ برحها من الكبرياءِ
سبقت مطلع الندى لكَ..دعها = تتهادى للسّحرة الفيحاءِ
ربما أطلعت بظلكِ فجرا = شعشعت منه هالةٌ في السماءِ
ربما روّت الأزاهرَ في المرْ = ج فماست في الربوة الغناءِ
ربما فجّرت لقلبك نبعاً = وردهُ مُنيةُ القلوب الظّماءِ
همسها في الجفون أصداءُ نايٍ = بلعت شدوهُ رياحُ المساءِ
مزهرٌ للعيون أوتارهُ الهدْ = بُ وأنغامه رنين البكاءِ
صامتٌ في الظلام ألهمَ قلبي = من معانيه عبقريّ الغناء
لامني في هواه خالٍ من الهمّ = بليد الفؤاد جمّ الغباء
ردّ عني يا ليل دعواه إنّي = كدتُ من لومه احطّم نائي
لغةُ الدمع في سماءٍ من العصْـ = ـمةِ عزّت مشاعر الأغبياء
حبست وحيها عن العقل إلا = حين تسمو ملاحنُ الشعراء
***
هات يا ليل من أغانيك واملأْ = نغمي بالخواطر الهوجاء
أنا في غارك المغلف بالظلْـ = ـمة أسيان مثقلٌ بالشقاء
حكمةٌ في دجاكَ أنكرها العقْـ = ـل فلاذت بالصمت والإنزواءِ
سمعت أرغن الليالي فهامت = من صداه بنغمة خرساء
هوّمت في الفؤاد تُزجيه للحيْـ = ـرة والسحر والأسى والعناء
واسِ يا ليل جرحه فلقد طا = ل أساه بريقة الأدواء
أنت بحر الحياة ياليل كم فيْـ = ـكَ أهاويل من صروف القضاء
كم غريقٍ بيمّك الأسود الصا = خب آدتهُ صرعة الأنواء
صفعتهُ عنيفةٌ من كفوف الدّم = فانحطّ في مهاوي البلاء
وسبوحٍ على متونكَ مجدو = دٍ تخطّته هيجة الدّاماء
قد ضممتَ الأكوان تحت جناحَـ = ـيكَ سواءً في جنح هذا العماء
هو ذا الكوخ رازحٌ تحت أثقا = لكَ وهنان كالضرير المُساء
حاكَ من سدلك الكحيل غطاءً = وارتمى جاثيا ببطن العراء
عابرٌ في حماك شفّت مطايا = هُ شجون السرى وبرح الحفاءِ
لم يجد راحما يواسيه في البلْـ = ـوى وينسيه مضّةَ الإنضاءِ
فتغافى من الضنى ينشد الرحـ = ـمة والصفو في الخيال النائي
رجفت شمعةٌ بجنبيه تهفو = في دجاه كالمقلة العمشاء
خنق الليل نورها خنقة البؤ = س لأرواح أهلها التعساء
فرنت للقصور غيرى شجاها = أخيل من لواحظ الكهرباء
سادرٌ في البروج كاد من الفتْـ = ـنة يرقى إلى بروج السماء
لقي الليل حتفه حين وافا = هُ طريدا معرسا في الخلاء
فثوى في التخوم كالهمّ ألقى = رحله صوب هالةٍ من صفاء
ودنا الفجرُ في غلائله البيْـ = ـض شفيف الإهاب نضرَ الرواء
يسكب النور في العيون ولكن = أين للروح ومضةٌ من سناء؟
أين فجر الجنان؟ يا فجر هدهد = نغماتي ، ولا تضيّع ندائي

شعر: محمود حسن إسماعيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
saydsalem
عضو فعال
عضو فعال
saydsalem


المدينة : المنوفية - مصر
عدد المساهمات : 862
معدل النشاط : 1028
تاريخ التسجيل : 31/12/2011
الموقع : dawawin.forum.st

ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: أغنية ذابلة   ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) I_icon_minitimeالأحد 13 يناير - 6:00

أغنية ذابلة

غنيت لما شاقني الملتقى = باسمك – في الحرمان – يا زهرتي
فمات لحني في شفاهي وما = حظيت بالسلوان من غنوتي
عبدتها روحا إذا رفرفت = طهرت في أنوارها سجدتي
لا بهجة الدنيا ولا صفوها = يشغل عن تقديسها فكرتي
في كل لمح من سناها هوىً = وفتنةٌ جنت بها فتنتي
وكل نبر من صدى صوتها = دنيا من اللحن بقيثارتي
عبدتها ما بال من أرخصت = روحي لها تمعن في جفوتي
بيضاء كالفل سوى أنها = خالدة الأنفاس في نكهتي
قدسية الألحاظ إما رنت = قبست من أجفانها عفتي
كم سامرت روحي تحت الدجى = في غير ما إثمٍ ولاريبةِ
وألهمتني الشعر هل أسمعتْ = أُذناكَ لحناً من شذا وردةِ

شعر: محمود حسن إسماعيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
saydsalem
عضو فعال
عضو فعال
saydsalem


المدينة : المنوفية - مصر
عدد المساهمات : 862
معدل النشاط : 1028
تاريخ التسجيل : 31/12/2011
الموقع : dawawin.forum.st

ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: الصديق   ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) I_icon_minitimeالأحد 13 يناير - 6:01

الصديق

سألت عنه ..فقال الوهم مرتبكا = رفاتُ أسطورةٍ كانت تسلّيني
دفنتها في خيالي يوم أن عصفت = بيَ الهواجس في أحلام مجنونِ



شعر: محمود حسن إسماعيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
saydsalem
عضو فعال
عضو فعال
saydsalem


المدينة : المنوفية - مصر
عدد المساهمات : 862
معدل النشاط : 1028
تاريخ التسجيل : 31/12/2011
الموقع : dawawin.forum.st

ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: راهب الغرب   ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) I_icon_minitimeالأحد 13 يناير - 6:03

راهب الغرب

"ألقيت في أحد المؤتمرات الوطنية التي عقدها الشباب في مصر احتجاجا على تصريح المستر هور وزير خارجية إنجلترا إبان ثورة سنة 1935 م"

هاجها مزهري وقد خنق القيْـ = ـد أناشيده فضجّ وثارا
وهي حيرى تُطلّ لهفى على النيْـ = ـل وترنو لمتعبين حيارى
منذ خمسين لم تحرك إليهم = قدما ، أو تطق إليهم مزارا
درجت في الستين من عهد خوفو = حرةً ما وعتْ لديها إسارا
عقدت تاجها على الشمس كبرا= أن يحلّى جواهرا ونضارا
وبنت عرشها على مفرق الأهـ = ـرام زهواً بمجدها وافتخارا
وجرى النيل ساجداً بينَ كفّيْـ = ـهَا جلالا وروعةً وصَغَارا
ثمّ دار الزمانُ دورةَ نحسٍ = فإذا حظُّها مع النحسِ دارا
وإذا راهب أتاها مِنَ الغرْ= ب تقيٌّ يَرومُ منها الجوارا
قال: إنجيليَ السّلامُ ! فقالتْ: = مَرحبًا بالسّلام خِلاًّ وجَارا
أنا ريحانةُ الغريب، وكهفٌ = للّذي عزّهُ الحِمى فاسْتَجارا
نيليَ الخمرُ ذُقْ طِلاهُ ، وقلْ لي: = أين خفّ الجنانُ منكِ فطارا
سلسلٌ يُلهمُ الهدى للذي ضلّ = وإن كان فاجرا كفّارا
وجِناني مُنضّراتٌحَوَالٍ = حالماتٌ تُروّعُ الأفكارا
جوسةٌ في خلالها تُرقصُ الرّو= حَ صفاءً ، وتُسكر الأعمارا
كانتْ الطّيرُ سُكتّا فتهادتْ = في سمائي فهاجت الأطيارا
فإذا ما المساءُ عطّلَ فاها = نقرت في الصباحِ دُفّا وطارا
أنا في الشرق هالةٌ لو رآها = فاقد اللمح فجّر الأنوارا
أنطقت بنتئور في صمته الدهْـ = ـر فغنّى وخلّد الأشعارا
أنا دير الجمال يا راهب الغرْ = بِ فهيّج بساحتي المزمارا
جس رحابي وطف حواليّ واخشع = وادعُ ما شئت جهرةً وسرارا
إنّ للضيف في حماي وإن ذلّ = حماهُ معزةً ووقارا
فشجى الراهبَ المقنّعَ ما قا = لتْ وألقى عن جَانبيه العِذارا
وسرى في الديار تصحبهُ الفتْـ = ـكةُ أنّى مشى وأيّان سارا
ساطيًا في الخفاء آنا وآنا = يخْتلُ الناس لا يُبالي جهارا
أطمعتْهُ غضاضةُ القوم حتّى= ظنّهم ضلّةً لديهِ أُسارى
فبدا بينهم هزبرا إذا ما = صاح خلف القطيع ولّى فرارا
كلّما ضجّ منهمُ قلب حرٍّ = أترع الكأس من دماهُ عُقارا
وقّحت طبعهُ القذائف تُلقى = لم يرعُها الردى ولم تخشَ ثَارا
تسفِكُ الرّوحَ باللظى وهي ثملى = راوياتٌ من الدماء سُكارى
علّمته السّفاهَ في منطق الحقِّ = فأخرت حياءه المستعارا
قالها هور كلمةً ساقها البطْـ = ـشُ فجرّت على حِمى النيلِ عارا
كم أست أنفساً وأفنت ضحايا = في صداها وجرّحت أحرارا
أيقظت مصرَ من سُباتٍ لوَ انّ الصّخْـ = ـرَ فيهِ لما أطاق الغِرارا
فرنت نحو ضيفها علّ عُتباً = يَرْعوي منهُ أو يَسوق اعْتذارا
فإذا بالمسوح شعراتُ ذئبٍ = خشيَ السّطوَ جهرةً فتوارى
وإذا الدير فورةٌ من دماءٍ = تتلظّى فتُفزع الأقدارا
وإذا يالّتي شجاها نشيدي = ومَرَى جفْنها الدموع الغرارا
هيَ مصرُ التي أثار شجاها = أن تُطيق القلوبُ عنها اصطبارا
كبّلوها بكلّ قيدٍ أثيمٍ = عاقها أن تجوسَ تِلكَ الديارا
سألتهم : علامَ تُصمّ سمع الليالي = ثورةً تُضرم السماكينِ نارا
ماتَ عهدُ الكلام ! فَلْنجعل الثّو = رةَ والموتَ للجهادِ شِعارا


شعر: محمود حسن إسماعيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
saydsalem
عضو فعال
عضو فعال
saydsalem


المدينة : المنوفية - مصر
عدد المساهمات : 862
معدل النشاط : 1028
تاريخ التسجيل : 31/12/2011
الموقع : dawawin.forum.st

ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: على مذبح الحرية   ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) I_icon_minitimeالخميس 24 يناير - 5:41

على مذبح الحرية

"ألقيت في احتفال الأمة المصرية بذكرى شهيد دار العلوم عبد الحكم الجراحي في ثورة 1935 م وهي استيحاء موكب من مواكب الشهداء شق القاهرة وهي تضطرم كالجذوة في غروب يوم من أيام الثورة السالفة الذكر"

يا واديَ الموتى بشطّكَ راقِدٌ = خفقت لهُ الأرواح بالصلواتِ
ما ضمّهُ جدثٌ هناك وإنما = حضنتهُ دُنيا النور في هالاتِ
سَهِرت عليهِ من السماءِ ملائكٌ = تُضفي عليهِ سوابغَ الرحمات
ألقُ الضحى في ساحهِ متصوفٌ = ورعٌ يَطوف بأقدس الحُرمات
وعوابرُ الأنسام تخطرُ حولهُ = ريّا بنفحِ عُطورهِ عَبقاتِ
تنساب خاشعة وتسربُ عفةً = كمُطيّبٍ يمشي على عرفات
والفجر قبل شروقهِ فوق الربي = يختار منهُ وشعائعا ألقات
أفوافُ من لُمع السنا ، ومطارفٌ = يلقى غلائلها على الربواتِ
ويسوف عطر الخلد من جنباتهِ = ويُذيعهُ من أكؤس الزّهَراتِ
سأل الدّجى أسدافهُ لمّا بدتْ = في ليلهِ الغيّانِ مُلتمِعاتِ
ما بالُ ما أسدلتهِ فوق الورى = وضفوته من حالك الظلماتِ
لمّا نزلتِ بهِ على هذا الحمى = أضحى متوعَ الشمس فوق رباةِ
فأجابت الأسدافُ: إنّ مُضرّجًا = بدمِ الفداء أضاء لي قسماتي
سمّوهُ في الورق الشهيدَ وما اسمهُ = إلا الخلود بصفحة المهجات
ما زال سحر النيل طيَّ حفيرهِ = يرتاعُ منهُ الذرّ في الحصيات
وطلاسم الأهرام فوق جبينهِ = قبسُ الخلود يشعّ للنظراتِ
وشعاعة الإيمان تشرق بينها = كالنجم يسكب رائع اللمحات
وشواظُ هيجتهِ يكادُ على الثرى = يُذكي اللّظى بالأعظُمِ النخرات
ملْ نحو مضجعهِ وأصغِ لجرحهِ = واسمع نشيدَ الدّمِّ في القطرات
ما زالَ يُترع ثورةً من قلبهِ = خرساء مُصفحةً بلا نبراتِ
وكأنّ آخر لفظةٍ هتفت بها = شفتاهُ مزمورٌ مِنَ التّوراةِ
وكأنّ أجراحَ الأسنّةِ رايةٌ = حمراءُ شهرها الدخيلُ العاتِي
لمح الشهيد خيالها فنضا لها = روحاً يثور بأصلب العزمات
وأحالها مزقاً صواغر أصبحت = كفنا يُذيق القيدَ مُرّ شمات
وارتدّ في ريعانهِ مستشهدا = يُزهي بقدس الموت في الحفرات
وكأنهُ لمْ يلقَ من كرب الردى = إلاّ رسيسَ ضنًى وظلَّ صُمات
***
أعوادُ زانٍ كنّ في كنفِ البلى = صفراً نبذنَ بأبشعِ الكسرات
حمّلنهُ فأعادهنّ عرائشاً = تخضلُّ فوق الهام مؤتلقاتِ
وكأنّ بين حنوطهِ ريحانةً = أزليةً هربت من الجنّاتِ
نسمت عبير الخلد طيّ سُتورهِ = وترعرعت في ريق النفحاتِ
وترى الشموع الموقدات لنعشهِ = شُعَلاً من الفردوس مُنبعثاتِ
تهتز والهةً وتغضي رهبةً = كنوادبٍ في الركب مُستحياتِ
والسّابريّ تخالهُ من طيبهِ = بردَ النبيّ معطرَ الصفحات
لفّ الشهيدَ مُطهّراً فحسبته = مَلكاً تهيّأ مهدهُ لسُبات
حارت شفاهُ الهاتفين حيالَهُ = ماذا تنصّ لهُ من الدعواتِ
واهتاجت الغيد العوانس حيرةً = ماذا يفضن لهُ من الشرفاتِ
الزهرَ ما تطيابهُ والعطرَ ما = تسكابهُ لمُعطّر النسماتِ
والحسنَ ما تلماحهُ واللحنَ ما = تصداحهُ لمفجّر النغمات
خُيبَ حين رجونَ أيةَ سلوةٍ = فوجمن من هول الردى جزعات
يتّمن أدمعهن من طول البكا = وظللن في الأبراجِ مكتئباتِ
ودنا الشهيد من القبور فأرعشتْ = طربا بمقدم نعشه فرحات
كحمائم نزحت فضلل سربها = ظل المساء بوحشة الفلوات
جثمت على الكثبان تنتظر السنا = وأتى الصباح فهجن منتعشات
حتى إذا وافى الحفير كأنه = وحي السماء مبلج الآيات
كادت عظام الهالكين تخشعاً = لجلاله تَصطفّ في الطرقاتِ
وتعودها الأرواحُ من فرحٍ بهِ = وتظلّ حتى البعث مُبتهجات
من مثل هذا الحيّ ؟ كرّمَ موتهُ = من سائر الأحياء والأموات
وهناكَ تحت الغاب يعزف شاعرٌ = بقصيدةٍ مكروبة الأبيات
أشجى بها الشهداء بين قبورهم = وأثار شجو الليل في الغابات
وشدا فكاد الغاب يسجد نشوةً = ويرتّل الأشعار في السجدات
لما أذاع شجونها في ليلةٍ = سوداء كالأمواج مصطخباتِ
وثبت له روحٌ تفيضُ حماسةً = ومضت تلّومهُ بكل ثبات
ما بال قلبك لجّ في نغم الأسى = وفواجع الأحلام والصبواتِ
حطّم ربابتكَ التي تشدو بها = وادفن نشيد الهمِّ والحسراتِ
واصدح لنا بقصيدةٍ وطنيةٍ = تدعُ الشهيد مسعر النفثات
أسمعهُ قصتهُ فإن حديثها = سمر الزمان بهذه الخلواتِ
***
فانساب وحي الشعر من أوتارهِ = كجداولٍ في الحقلِ منسكباتِ
وغدا يغنّي في الحمي : يا جنّةً = فجّرتُ بين ظلالها نغماتي
النيل فيها قصةٌ أبديةٌ = والطير قارئها على العذبات
والنخلُ فيها ذاكرٌ مسترسلٌ = هيمانُ مسحورٌ على الورقاتِ
والنخل في صمت الرياح كأنّه = نُسّاكُ فجرٍ آذنوا لصلاةِ
والشاعرون كأنّ مسّةَ جِنّةٍ = خبلتهمُ من روعة الخطراتِ
تلقى أناملهم إذا جاسوا بها = من زحمة الإلهامِ مُرتعشاتِ
كنّا نسير بها ولا حُسنٌ ولا = فِتنٌ سوى الأغلال محتدمات
نُسقى بها البلوى ويشرب غيرنا = من نيلها بالأكؤس الشّبماتِ
والقيدُ يسبقنا إذا رُمنا به = فتكاً فيرهقُ عزّةَ الخُطُوات
وإذا بأرواح الشباب تُطلُّ مِنْ = خلل الأسى والذّلِّ مُنفطراتِ
حتّى أتى يوم الفداء فزُلزلت = غضباً وراحت فيه مُشتعلات
لبست دروع النار ثم تقدمت = لسلاسل الفولاذ مضطرمات
نسفت صفائحها وأفنت ذرّها = وتهافتت في الترب مبتسمات
رشفت رحيقَ الخلد قبل مماتها = وتهيّأت لحماهُ مُنتشيات
فوقفتُ أبعث ذكرها بملاحني = فشدت مُرفرفةً على أبياتي
يا شاعراً غنّى فكاد نشيدهُ = يهتزُّ في الأكفان منهُ رُفاتي
هذا خيالُ الخالدينَ فغنّني = وأعِدْ بشعركَ للشباب حياتي


شعر: محمود حسن إسماعيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
saydsalem
عضو فعال
عضو فعال
saydsalem


المدينة : المنوفية - مصر
عدد المساهمات : 862
معدل النشاط : 1028
تاريخ التسجيل : 31/12/2011
الموقع : dawawin.forum.st

ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: إني سائر للخلود   ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) I_icon_minitimeالخميس 24 يناير - 5:42

إني سائر للخلود
(ألقيت أمام النصب التذكاري لأحد شهداء الوطنية في ثورة 1935 م )

مِنْ دمِكَ الغالي قبست النشيدْ = يا راقداً تحتَ ظلالِ الخلودْ
إنْ لم تكن وحيا لشعري فمن = يُوحى نشيد الليل غير الشهيدْ
لفظٌ إذا ما رنّ في في مسمعٍ = خفّت به الدنيا وطار الوجودْ
يحسبهُ القيدُ إذا ما علا = في شفةِ الهتاف زأرَ الأسودْ
فيُذعرُ الفولاذُ مِنْ هولهِ = ويُحْطَمُ الغُلُّ وتبلى القيودْ
أعزلُ ! لا سيفٌ ، ولا خنجرٌ = لكنّهُ بالروحِ فلّ الحديدْ
حرٌّ رأى الأوطان مغلولةً = تُسقى مِنَ الغاصبِ ذلَّ العبيدْ
والنيلَ رغم الكوثر المشتهَى = من مائه السّلسالِ فوق الصّعيدْ
أضحى لظمآن الحمى علقماً = مُرّاً وللعادي شهيَّ الورودْ
والجنةَ الفيحاءَ في شطّهِ = كادتْ من التّسآلِ حزنا. تبيدْ
تقولُ: يا غارس ! مالي أرى = زهري بكفٍّ لم تهب لي الجهودْ
عطري على أنملها فاتحٌ = والشّوكُ في جنبيك يفري الكبودْ
والظّلّ للعادي مِهادُ الهوى = وأنت لهفانُ بحرّ النّجودْ
قد فزّعوا طيري بأعشاشهِ = فطار في الأدغال مثل الشريدْ
حيرانَ لا عشُّ ولا أيكةٌ = والقوم هانونَ بغضّ المهودْ
وزاحموا النيلَ فشادوا له = من زحمة شرَّ السدودْ
في كلِّ شيءٍ لهمُ مطمحٌ = ولوعةٌ كبرى ووجدٌ شديدْ
لو أشعلوا النارَ ولم يسعفوا = بالحطب الذاوي فنحن الوقودْ
يا من رأى مصر تعاني الضنى = في قبضةِ الغرب العتيّ العنيدْ
ضيفٌ أتاها زائرا في المَسَا = فطنّب الخيماتِ عند الحدودْ
وأسفر الصبح على نحسها = فطاح ميثاقٌ وخِينتْ عهودْ
وأصبحَ الضيفُ بها سيّدا = وسائر الأحياء فيها عبيدْ
وإذْ بروحٍ من بنيها سرى = مطهرّ القلبِ كرُوح الوَليدْ
حرٌّ رأى الأغلال موثوقةً = أحكمها في الطوق ضيفٌ جحودْ
فهبّ كالإعصار في صَرخةٍ = تهزم في الوادي هزيم الرّعودْ
براحةٍ عزلاء لكنّها = تروع بالحقّ جَنَان الحسودِ
ناعمةٌ هاجتْ لقيد الحمى = شديدةَ البأس كصخرٍ صلودْ
وقالَ والموتُ على كفّه: = لا تفزعي يا مصرُ إني شهيدْ
وخرّ في الأرض على وَجههِ = قداسةُ التقوى وطهر السجودْ
شعاعةً للحقّ من جفنهِ = تبقي منارا هاديا للوجودْ
وخفقةٌ ماتت على ثغرهِ = كادت لها شمّ الرواسي تميدْ
أنشودةٌ علويةٌ أصبحتْ = في عالمِ الألحانِ لحناً جديدْ
تناغم الأطيارمن قبرهِ = في ساحة الموتى بلحنٍ بعيدْ
يصيح والدم على جسمهِ = غلالةٌ تزرى بضافي البرودْ
يا مصر لا تبكي على مصرعي = يوما فإني سائر للخلودْ
ما سلوتي في الترب يا أمتي = رخامةٌ تزهي وقبرٌ مشيدْ
لن يستريحَ العظمُ في حفرتي = وتنعم الروح بعيشٍ رغيدْ
إلاّ إذا كنتم ضحايا المنى = وسرتم خلف ركابي وقودْ
إما حياةٌ حرةٌ في الحمى = أو فارحموا الأرماس حولي رُقودْ
روحي عليكم أبدا حائمٌ = يرقب للأوطان بذلَ الجهودْ
لا تخدعوني في حفاواتكم = برونق اللفظ وسحر القصيدْ
فالمجدُ أن تلقوا بأرواحكم = لا ترهبوا في النار هول الوعيدْ
وتحطموا القيد بها إنني = أسمع في الأكفان جرس الحديدْ

شعر: محمود حسن إسماعيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
saydsalem
عضو فعال
عضو فعال
saydsalem


المدينة : المنوفية - مصر
عدد المساهمات : 862
معدل النشاط : 1028
تاريخ التسجيل : 31/12/2011
الموقع : dawawin.forum.st

ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: 19 نوفمبر 1935   ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) I_icon_minitimeالخميس 24 يناير - 5:43

19 نوفمبر 1935
(ألقيت على قبر الجراحي شهيد ثورة 1935 ليلة الاحتفال بدفنه يوم 19 من نوفمبر)

مصر ظمأى وذلك الدم ريّ = لصداها فلا تنوحوا عليهِ
كم سقتنا من سلسل النيل خمرا = لم تُفض كأسها سوى شفتهِ
مالنا نرخص الدموع إذا ما = سفكت قطرة على شاطئيهِ
وهو أحرى بأن نسوقَ الضحايا = حاشداتٍ تزفّ لهفى إليهِ
صرخت مصرُ للظلوم ولكن = غلّف الظلمُ جهرةً أُذُنيهِ
تخذ النار والرصاص جوابا = للذي يشتكي إساراً لديهِ
ولوى جيده عن الثائرِ الحرّ = وشدّ الأغلال في ساعديهِ
وأعار الدماءَ نظرةَ ذئبٍ = يقطرُ اللؤم من سنا عينيهِ
فلنثر ثورة الأبيّ ونُلقي = كل يومٍ ضحيةً في يديهِ
علّ طُهرَ الدماء يُلهمه الطهرَ = ويَمحو الأرجاسَ من جانبيهِ!

شعر: محمود حسن إسماعيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
saydsalem
عضو فعال
عضو فعال
saydsalem


المدينة : المنوفية - مصر
عدد المساهمات : 862
معدل النشاط : 1028
تاريخ التسجيل : 31/12/2011
الموقع : dawawin.forum.st

ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: مرثية غصن الزيتون   ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) I_icon_minitimeالأربعاء 30 يناير - 5:31

مرثية غصن الزيتون
إلى رفات ملك إثيوبيا:
صرخة السلام في الحرب الإيطالية للحبشة:

لا زهرهُ يندى ولا هو ينفخُ = ذاوٍ على طرف الصبا مُتصوّحُ
ريّانُ أميَسُ هدّلت أطرافهُ = هوجاء من نار المطامع تلفحُ
فرعٌ من الزيتون لم يخفق له = فننٌ ولم يسجع عليه صيدحُ
أنداؤهُ من حكمةٍ أبديةٍ = صمتت فما تلغو ولا تتفصّحُ
وغذاؤهُ من رحمةٍ علويّةٍ = يضفو بها طيفٌ هناك مُجنّحُ
تخذ السلام قصيدةً قدسيةً = يشدو بها شادي السلام ويصدحُ
لو رنّ هاتفها بسمع كتيبةٍ = هوجاء في رهج اللظى تترجّحُ
سجدت له الأسيافُ خجلى رهبةً = وتكفّأت فوق الثرى تتطوّحُ
***
يا سرجةً برواق جينيف ارتوت = من جدولٍ بدم الضحايا ينضحُ
نبعٌ من الأرواح سلسل فيضهُ = وجرى على بطحائها يتفوّحُ
ينسابُ من خلل الجماجم صاخبا = أمواجهُ من كل عرقٍ تطفحُ
ماذا دهاكِ فلم يدعْ سوسانةً = من هوله في جانبيك تُفتّحُ
صوتٌ من الطليان أروعُ غاشمٌ = مُتحفّزٌ بين الورى يتبجّحُ
خدعتهُ صامتةُ القنابل حينما = ذهبت تُهدّد بالردى وتُلوّحُ
مجنونةٌ بالموتِ جُنّ حديدها = ومريدُها خطرا يروع ويفدحُ
رعناءُ لو مسّت مطارف شاهقٍ = لانْدَكَّ من عالي الذرا يتطرّحُ
سكرى بخمر الموت تهذي جهرةً = بملاحنٍ من كبرها تتوقّحُ
خرساءُ لو نطقت أصمّ ضجيجها = أُذُن الحياة ، فلا تعي ما تُفصحُ
حُبلى بنسل النار يا ويلاهُ إنْ = ولدتْ فحتفٌ للبريّة يكسحُ
كم أفزعت عزريل حين تبرّجت = تلهو على جثث ِ العبادِ وتمرحُ
***
سلْ أمةَ الأحباش كيف تفزّعتْ = وغدت على قُضب القنا تترنحُ
لم تغنها الأجبال تعصم هاربا = أو شاكيًا تحت المغافر يرزَحُ
خيماتها في الحرب لو أبصرتها = شُعلاً على كنف الهواضب تُلمحُ
هي ألسنٌ للحق ذاع بيانها = ضرمّا عن الوجد المكتّم يُفصحُ!
يا ربّ مسودّ الجبينِ بظلها = قسماته عند الوغى تتوضّحُ
يُصليه إيمانُ العزائمِ باللظى = فيظلّ من قبساته يتروّحُ
يلقى الطغاةَ بعزمةٍ لو صادفتْ = قلبَ الحديدِ لخرّ بالدمِ يرشحُ!
***
يا فارس الرّومِ العنيدَ تحيةً = من شاعرٍ باللّوْم جاءك يصدَحُ
أنغامُهُ في النيلِ ضيّعها الأسى = وهي التي بهوى البلاد تُسبّحُ
عُذرِيّةً تشدو ، فإن هي أقبلتْ = تأسو يراوغها الشمات فيجرحُ
صرخت على حريّةٍ مسلوبةٍ = شعراؤها في كلّ فجٍّ نُوّحُ
ما ضرّ لو امهلتْ طائشةَ الوغى = قومًا تغادوا بالشكاةِ وروّحُوا؟
أوطانهم ! يا رحمتا لمصيرها ! = أملٌ لسُفّاكِ الطغاةِ ومطمحُ
فزعوا من الغارات تخنقُ جوّهم = فيضرع بالموت الأصمّ وينفحُ
الله طهّره هواءً طيّباً = كالروض ضمّخه العبير الأفيحُ
وابنُ التّرابِ أحالَهُ مسمومةً = نكباء ذاريةً تُبيد وتفدحُ

شعر: محمود حسن إسماعيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
saydsalem
عضو فعال
عضو فعال
saydsalem


المدينة : المنوفية - مصر
عدد المساهمات : 862
معدل النشاط : 1028
تاريخ التسجيل : 31/12/2011
الموقع : dawawin.forum.st

ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: في وادي النسيان   ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) I_icon_minitimeالأربعاء 30 يناير - 5:32

في وادي النسيان
(أنشدت في مهرجان ذكرى شاعر النيل حافظ إبراهيم)

جَدَثٌ بمدرجة الرياح مُعفّرُ = البُومُ ضَيفُ تُرابِه والقُبَّرُ
ذَاوِي الرُّسومِ مِنَ الْبلى فكأنَّهُ = أَثُرُ النّمال مشتْ عليه الأعْصُرُ
أو خطّ رملٍ أنشأتهُ بنانةٌ = "لسطيح" من ماضي الدّهور مُسَطّرُ
أو حكمةٌ مرقومةٌ في معبدٍ = مُتهدّم شابتْ عليه الأسطرُ
أو نقشةُ في حانةٍ مَهجورةٍ = ألجامُ صُفّاحٌ بها مُتبعثرُ
عبرتْ عليه الريحُ كاسفةَ الخُطا = موهونةً فوق الثرى تتعثّرُ
والليلُ أطرقَ واجماً فكأنّهُ الزّنجيُّ = في حلكِ الأثير يُفكّرُ
والنجمُ يخفقُ رحمةً فتخالهُ = عيناً من الغيب المسَتّرِ تنظرُ
والنيل حين جرى بجانبهِ سرتْ = في موجهِ البلوى وكادَ يزمجرُ
والعبقريّةُ أعولتْ مشدوهةً = ثكلى تَفجّعُ صوبَهُ وتحسّرُ
قالتْ وقد شهدته منبوذ الحمى = وحفيرُه في البيدِ أشأمُ أغبرُ
والسافياتُ شددنَ من أوصاله = قصبا تزفُّ بجانبيه فيضفرُ
ونشرن من أكفانه رغم البلى = طاراً عليهِ يدُ النسيم تُنقّرُ
وهزجن والبؤس المخلّد مائلٌ = كالأمس في حرم الردى يتبخترُ
وأقمن عرسًا ماج فوق ترابهِ = يلهو به جنُّ الفلاة ويسمرُ
يا قبرُ لي تحت الصفائح شاعرٌ = تاريخه من نحسهِ متفجّرُ
عبر الحياة فما صغت لنشيدهِ = أُذُنٌ ولا واستْه عينٌ تبصرُ
فكأنما ألحانهُ تأويهةٌ = في الليل ردّدها شجٍ متحيّرُ
أو دمعةٌ محنوقة وقفت على = شط الجفون سجينةً لا تعبرُ
أو دعوةٌ محبوسةٌ في مهجةٍ = جلّى هُداها في الدُّجى مستغفرُ
أو همسةٌ في الغاب تائهةُ الصدى = أبلى نُفاثتها الظلامُ المصحرُ
دنيا من النسيان أُلْقِيَ مهدُه = فيها وسوّيَ لحدُهُ المتهجّرُ
ونصيبهُ بعدَ الفناءِ مصفّقٌ = يهذي لراثٍ في المنابرِ يَهترُ
ومهلّلونَ لشاعرٍ مُترنّمٍ = يلغو بأسجاع البيان ويهذِرُ
يا قبرُ هدّ بِناكَ عن جنباتهِ = مَنْ قال نسلُ العبقرية يقبرُ
فا هتزّ مُرتاعًا وغمغم جاثياً = ومضى يهلّلُ نحوها ويكبّرُ
لا تجزعي فهُنا الخلودُ وسرّهُ = خافٍ على كلّ العقول مستّرُ
لا تحسبي قبب الرخام أظلّها = بالسّرو ريّانُ الفروع منضّرُ
نفضت بساحتها العطارُ جيوبُها = فالمسكُ يسطع تحتها والعنبرُ
وأحالها فنُّ المصوّر آيةً = سرتِ الحياةُ بها فكادت تطفرُ
ومضت بها التيجانُ تلمع في الدّجى = كسرى نزيلُ رحابها أو قيصرُ
أزكى ثرًى من حُفرةٍ مطموسةٍ = دفنت بها ميْتاً لديها عبقرُ
تذرى ويذرى العظم في هبواتها = والخلد من ذرّ التراب منوّرُ
هذا ربيبكِ أعظمٌ منسيّةٌ = رجفت لها في الخافقين الأدهرُ
في مهرجان الخالدين حديثه = نغمٌ على شفةِ الخلود معطّرُ
حشدت له الأهرام ذكراً لو عدا = فيها البِلى لصبا إليهِ المحشرُ
في كلّ محرابٍ بها وبنيّةٍ = شادٍ يرتّل لحنه ويكرّرُ
شعرٌ إذا ما القيد صلّ حديده = في ظلّها يُضرى لظاهُ فيصهرُ
هزّ الجنوب بثورةٍ صخابةٍ = يغلي بها صمت القصيد ويسعرُ
تسري فيرهبها الطغاة فتبري = كالموت لا تبطي ولا تتأخرُ
من راح ينكرُ حاسدًا أصداءها = هذا دمُ الشهداء منها يقطرُ
في دنشوايَ لها رنينٌ خالدٌ = زعجَ الزمانُ دويّهُ المتسعّرُ
سجدت لصرخته المشانق رهبةً = وارتاعَ من خفقانها المتجبّرُ
وأناملُ الجلاد ودّت رحمةً = لو كلّ أنملةٍ عليها خنجرُ
ترتدّ في عنق الذي يهوي بها = قدرا يذودُ عن البريءِ ويثأرُ
تخذوا الحمامَ إلى الحمامِ وسيلةً = شنعاءَ واهتاجوا هناك وزمجروا
نصبوا مشانقهم لنا فكأنّنا = قطعانُ شاءٍ في المجازر تُنحرُ
ولو انّها نطقت لصاحت في الورى = كيدٌ لمصر وحويةٌ لا تغفرُ
إن كان بطشهم تكبّر عاتياً = فالله والوطن المفدى أكبرُ
قمْ عاشقَ النيلِ استفقْ فصباحهُ = حيرانُ في الشّطينِ أغينُ أصفرُ
صديانُ ما نقع الندى لغليلهِ = شوقاً ولا روّاهُ موجٌ يزخرُ
لهفانُ ينتظر الذي غنى له = ويصيح في نور الخميل ويزأرُ
أينَ الندى والسلسل المسكوب من = نغمٌ صداُ بلا آثامٍ يُسكرُ
أين البلابل في الضحى مسحورةً = بالشدو أنطقها الربيع المزهرُ
من شاعرٍ نهب الضحى وأذاعهُ = لحناً يغردُ في الربى ويصَفّرُ
ما شدّ أوتارًا له أو أرغناً = بل كان شطّي في يديه المزهرُ
ولهٌ بمصر وهزةٌ في قلبهِ = بغرامها كاللجّ راحت تهدرُ
وهوًى أحال الشرق قلباً ثانياً = في صدرهِ بِأسَى النوازل يشعرُ
سلْ غادة اليابان كيفَ أهاجها = في الروع عن ضافي الثياب تُشمّرُ
تمضي بمشتعلِ السّنان فإن قسا = تأسو جراحات السنان وتجبرُ
واسمع نشيد الأرز في لبنانِهِ = بردى يكاد بسحرهِ يتخدّرُ
والحور منتفض الغدائر راقصٌ = نشوانُ من رجع الغِناء مُطيّرُ
شادٍ بأظلالِ الجزيرةِ ساجلتْ = ألحانَهُ تحت الصنوبر دمّرُ
أسرى إلى الدنيا الجديدة صوتُهُ = فاهتزّ من طربٍ لديها المهجرُ
واسَى النزيل بها فكاد غريبها = يعييهِ للوطن الحبيب تذكّرُ
سل عنه في يوم الإمام خريدةً = وضحُ الهدى من صفحتيها مُسفرُ
فزعت إلى القبر الطهور وقلبها = جزعاً عليه من المحاجرِ يقطرُ
بالأمسِ علّمها التصبّرَ في الأسى = وطحت بها البلوى فكيف تصبّرُ
هتفت به يا موقظ الإسلام قُمْ = فالشرق بعدك واهنٌ متعثّرُ
كادت مآذنهُ تميد قبابها = وأَذانُها يَرثي ويهوي المنبرُ
يا ومضةً من كاملٍ قد أشرقتْ = فيضاً مِنَ النعش الطهور يُحدّرُ
هاجت على أوتار شاعره لظًى = متخشّعاً يخفي اللهيب ويسترُ
تذكو فيرهبها الجلال فتستحي = فتدسّ أنفاس الضرام وتضمرُ
الشعلة الأولى بوادٍ مظلمٍ = هالاتها من أصغريهِ تنوّرُ
قلبٌ كأنّ النيل أرضعهُ الندى = في المهد قدسيُّ الشغاف مطهّرُ
فإذا يجنّ لمصر تحسبه الصبا = في فجرها فوق الخمائل تخطرُ
وإذا يثور لها تخالُ مروجها = غيلاً يهيج على ثراه القسورُ
مجنون بالأوطان تحت لسانهِ = وجنانهِ نبعٌ لها متفجّرُ
إن الجنون بمصر أروعُ حكمةٍ = يوحى بها شرع الوفاء ويأمرُ
قم عاتب الأوطان حافظُ هاتفاً = بهواه إن جنانها متحجّرُ
شعرٌ إذا ينساهُ شعبُكَ جاحداً = فالنيل في يوم الفخار سيذكرُ
خبلَ الحزانى حين رنّ لبُؤسهم = غرباءَ بالعَوْدِ المفاجيء بشّروا
يأسو وأجراحُ الزمان دفينةٌ = كسرائرٍ في قلبه لا تنشرُ
أذكى أسايَ ولم أر الشادي به = لكنّهُ نسبُ الجحود مؤصّرُ

شعر: محمود حسن إسماعيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
saydsalem
عضو فعال
عضو فعال
saydsalem


المدينة : المنوفية - مصر
عدد المساهمات : 862
معدل النشاط : 1028
تاريخ التسجيل : 31/12/2011
الموقع : dawawin.forum.st

ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: ثورة الإسلام في بدر   ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) I_icon_minitimeالأربعاء 30 يناير - 5:33

ثورة الإسلام في بدر
(جهد التذكر استطاع الشاعر أن يثبت ما ضاع من ألحان هذه القصيدة...)
(أنشدت سنة 1937 في مهرجان ذكرى غزوة بدر 17 من رمضان بجمعية الشبان المسلمين)

خفقَ القلبُ بالنشيدِ المطهّرْ = فدع الشعر والأغاني وكبّرْ
وإذا شئت نغمةً فدع الرو = حَ جلالا من شرفة الغيب تنظر
وتهيّأ للوحي يأتيك بالشعْـ = ـر كسيكاب ديمةٍ تتفجّر
وتلفّت لمربع الجنّ في البيْـ = ـد تر الجنّ غيرةً يتقطّر
فاحْكِ للجاحدين يا شاعر الخلْـ = ـدِ أساهُ وصِفْ مناحةَ عبقر
هكذا قال لي صدى مُلْهم الوَحْـ = ـي فأصغيتُ لحظةً كالمخدّر
وانتظرت الإلهام حتى إذا ما = رنّ بي هاتف الخيال المستّر
رجفت في الجنان كالزعزع القصّاف = تغلي بجانبيّ وتزأر
من فجاج الغيوب هاجت صباحاً = ثورةٌ في الرمالِ هبّت تزمجر
قيل بدرٌ فزُلزلت هدأة الناي = وكادَ النشيدُ بالدم يقطرْ
أقبلت كالعجاج في هبوة الحرْ = ب قريشٌ على الحياض تُنقّر
كل ذي سخنةٍ كغاشية الليْـ = ـل وهولٍ يرتاع منه الغضنفر
يتنزّى بسيفهِ من ضلالٍ = هُوَ أعمى لديه والسيفُ مبصر
سلّه من قرابه وهو خزيا = ن لأيٍّ من الرجال يُشهّر
لو مضى يستشيرهُ ساعةَ الرو = عِ لردّاه كالحطام المبعثر
عجبا للحديد يهدى إلى الحقّ = وهاديهِ كالضرير المحيّر
حشدوا موكب المنايا وخفّوا = لضياء الإلهِ غاوينَ فجّر
يتراءون كالصواعق في الرمْـ = ـل ووجهُ الضحى من الروع أغبر
كالشياطين جلجلت في دجى الليْـ = ـل وهاجت في البيد تغوي وتصفر
أرزمت فوقهم سيوفٌ وريعت = من تناديهم أضاة ومعفر
زلزلوا راسي الجبال وراحت = منهمُ البيد تقشعرّ وتذعر
ومضى الشرك بينهم مزعج الهيْـ = ـجة طيشان كاللظى المتسعّر
جمّع الهول كلّه في يديهِ = ومضى بالحمام في الهول يزفر
إن يكن كيره أجنّ البلايا = لنبيّ الإسلام فالله أكبر
سجد اللات مؤمناً وجثا العزّى = يناجي مناة يا صاحِ أبشر
هلّ في ساحنا وميضٌ من النو = ر غريب التلماح خافي التصوّر
ذَرّهُ أرعد الصفا وأحال الصخر = روحاً يكاد في الرمل يخطر
لا من الشمس فيضه فلكم شعّت = علينا فلم ترُع أو تبهر
لا من النجم لمحهُ فلكم لا = ح كئيب الضياء وهنان أصفر
قد نسختا به ومن غابر الدهْـ = ـر نسختا البلى ولم نتغيّر
ألهونا وعفّروا وهمُ الصيد = عُلاهم على ثرانا المعفّر
سر بنا يا مناةُ نخشع جلالاً = لسنا النور علّهُ اليوم يغفر
عجباً خرّت المحاريب والأصْـ = ـنام دكّاً والعبد ما زال يكفر
وعلى التلّ خاشعٌ في عريشٍ = قدسيّ الظلالِ زاكٍ منوّرْ
كاد من طيبهِ الجريدُ المحنّى = من ذبول البِلى يميس ويزهرْ
هالةٌ تسكبُ الجلال وتندى = بوميض الهدى يفيق ويسحرْ
لو رمت كاسف البصيرة أعمى = عاد منها مبلج القلب أحور
قسماً ما أراه إنساً فإنّي = أتحدى بهِ بنانَ المصوّر
باسطٌ كفّهُ إلى الله يدعو = ربّ حمّ القضا لدينكَ فانصرْ
إنّ أجنادي البواسلَ قُلّ = وخميس العدوّ كالموج يزخرْ
خفقةٌ من كرًى تجلّت عليه = مالَ من طهرها الرداءُ المحبّر
وإذا الوحيُ بارقٌ مستهلٌّ = من سماء الغيوب هنّا وبشّر
فانتضى سيفه وهبّ على الغا = رة بالسّرمدِ القويّ مؤزّر
ينفخ القوم بالحصا فتدوّى = أسلات الإسلام في كل منحر
وجنود السماء من كلّ فجٍّ = غيّبٌ للعيان في القلب حضّر
تُشعل النار في قلوب المذاكي = وتؤجّ الرجال ناراً تسعّر
قوّةٌ من جوانب العرش هبّت = ذاب من بأسها الحديد المشهّر
وبلالٌ يلقى أميّةَ غضبا = ن فيشفي الغليل منه ويثأر
أمسِ كم حمّلَ الصخور الذّواكي = من لهيب الرمضاء تَغلي وتسعر
ضجّ من هولها الآذان وكادت = تتهاوى لها أواسي المنبر
وهوَ اليوم قاذفٌ صخرةَ الموْ = ت عليه تهوي فتردِي وتقبُر
وأبو جهل جندلتهُ قناةٌ = فهوى تحت جندل البيدِ يزحرْ
وقف الكفر فوقه يندبُ الكُفْـ = ـر ويهذي على الرفات ويهذر
يا عدوّ الإسلام خذها من الإسْـ = ـلام ردّتكَ كالقنا المتكسّر
طعنةٌ من معاذ أخرس فُوها = فاكَ بعد ما كنت تنهي وتأمر
لكأنّي بعظمكَ الآن يصطكُّ = ويغلي من الأسى والتحسّر
وشظايا اللسان ندمانةً كا = دت لنور الهُدى حنيناً تُكبّر
ثمراتٌ في كفّ أعزلَ جوعا = ن هضيمٍ بين الوغى متَعثّر
عربيٍّ من شيعة الله وانٍ = عن صراع الهيجاء حزناً تأخّر
حينما شاهد النبيّ تلظّت = جمرةُ النصرِ في حشاهُ المفتّر
سلّ من روحهِ حساماً ومن إسْـ = ـلامهِ في مسابح الرّوع خنجرُ
هكذا نَجدَةُ السّماءِ أحالتْ = واهنَ الجسم كالعتّي المدَمّر
فإذا النصرُ صيحةٌ هزّت الدُّنْـ = ـيا وراعت بُروج كِسرى وقيصر
وإذا بدرُ خفقةٌ في لسان الشّ = ـرق يُزهى على صداها ويفخرْ

شعر: محمود حسن إسماعيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
saydsalem
عضو فعال
عضو فعال
saydsalem


المدينة : المنوفية - مصر
عدد المساهمات : 862
معدل النشاط : 1028
تاريخ التسجيل : 31/12/2011
الموقع : dawawin.forum.st

ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: أنا شاعر الوادي وعزاف اللظى   ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) I_icon_minitimeالأربعاء 13 فبراير - 6:05

أنا شاعر الوادي وعزاف اللظى
(ألقيت في ظلال المنصورة يوم احتفالها بمحمد محمود باشا في أثناء رحلته السياسية في 27 من مارس 1937 م )

لمحت ركابكَ يا مُظفّرُ مثلما = لمح الحجيج بظلّ مكة زمزما
فأتتكَ حاشدةً تكاد سماؤها = فوقك فرحةً وتبسمّا
بلد الهوى والسحر هزّ ملاحني = فهفوتُ نحو ظلالهِ مترنما
كادت مباهجها تنسّى خافقي = سحر الصعيد وما أفاض وألهما
قد كنتُ أحسبُها خميلةَ شاعرٍ = شدهَ الربيع خيالَهُ فترنّما
فإذا بها للحقّ ثورةُ ثائرٍ = نسخَ النسيمَ على الضّلالِ جهنّما
بالأمس لاذَ بظلّها متجبّرٌ = ضاقتْ به الدنيا فثارَ ودمدما
صلف الزعامة غرّهُ فمشى بها = يُرغي ويزبدُ فوق شطآن الحمى
زعم المواطن كلَّها أجنادَهُ = ولو استطاع على الورى لتزعّما
معبود قومٍ كلما نادى بهم = سجدوا لديه ضلالةً وتأثّما
آبيسُ والأصنامُ أقدسُ حرمةٍ = منه وأوهنُ في العبادة مأثما
دين الحجارة صامتٌ! لكنهُ = طلبَ الصلاة لنفسه متكلّما
قل للزعامةِ بعدَ ما أودي بها = عضُّ الأنامل حسرةً وتندّما
أين الرفاقُ؟ ألا فنوحي بعدهم = قد صار عرسك يا كئيبةُ مأتما
وعظُوكِ حتى صمّ سمعكِ عنهمُ = تركوك ثاكلة السواعد أيّما
أصبحتِ في التاريخ دمعةَ ظالمٍ = نار العدالة أوسعته تضرّما
تركوكِ حتى صار فرطَ ضلالةٍ = صنمُ القداسةِ في حماك مُهشّما
هذا حِمى المنصورة انصدعت به = آساسُ معقلكِ القديمِ فحُطّما
بلد الفدا والتضحياتِ أبى لها = شرفُ الكرامة أن تُقاد وتُرغما
دارُ ابن لقمان ودارةُ حصنها = ودّت مدارج سجنها لكِ سلّما
نبذيك نبذ الريح ذابلة السفا = ودعت عليلكِ تسخُطاً وتبرُّما
وشبابها ترك الضلالَ وعافَهُ = فغدا مسيرك في ثراهُ محرّما
قد لاذ بالوكن الذي برحابه = الجيلُ والنيل العتيد قد احتمى
زُرت الصعيد فكان ركبُكَ مهجةً = والشعبُ يجري في لفائفها دما
وعطفت بالدلتا فكاد نخيلها = يجثو لديك محيّيا ومُسلما
ومسابح الرياح أصبح موجها = يدعو لركبكَ في الشطوط مُغمغما
والسنبل المفتون يرقصُ فرحةً = والسّرو يبدو في الخشوع متيّما
دنيا من الأفراح يخفق بشرها = أنّى حللت من الديار وأينما
فأم بظلّ الحقّ أرسخَ دولةٍ = في النيل طاب زمانُها وتنعّما
واسمع نشيد الشعر فهو مشاعرٌ = فاض الولاء بها فهاج ورنّما
أَنَا شَاعِرُ الْوَادِيْ ! وَعَزَّافُ اللّظَىْ = إِمَّا شَهَدْتُ جَنَانَهُ مُتَألِّمَا
أهدي العطور لمن يفي لبلادهِ = وأسوق للطّاغي الخؤون جَهنّما
لاموا عليّ الشدوَ قلتُ رُيدكم = من ذا يلومُ العبقريَّ الملْهما
غيري يسُوقُ الشعرَ فضلَ بلاغةٍ = وأنا أُفجّر في منابِعه الدما!!

شعر: محمود حسن إسماعيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
saydsalem
عضو فعال
عضو فعال
saydsalem


المدينة : المنوفية - مصر
عدد المساهمات : 862
معدل النشاط : 1028
تاريخ التسجيل : 31/12/2011
الموقع : dawawin.forum.st

ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: لم يطب للنبوغ فيك مقام   ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) I_icon_minitimeالأربعاء 13 فبراير - 6:06

لم يطب للنبوغ فيك مقام
(لحن حزين هزته ذكرى الأديب الخالد مصطفى صادق الرافعي)

لم يطب للنبوغ فيك مقام = لا عليك الغداة مني سلامُ
المنارات تنطفي بين كفّيْـ = ـكِ ويزهو بشاطئيك الظلام
والصدى من مناقر البوم يحيا = ويموت النشيد والإلهام
قد حبوت النعيم ظلّكِ لكنْ = أين قرت بشطك الأنغام
في هجير الأيام تمضي أغانيـ = ـك حيارى ي}جّ فيها الضرام
عبرت مسبح الجداول والنهْـ = ـر وغابت كأنها أوهام
تسكب السحر من شفاهٍ عليها = مصرع السحر لهفةٌ وأوامُ
تسكب العطرَ والخمائلُ صفرٌ = مات في الأيكِ نورُها البسّام
تسكب البرءَ من جراحٍ عليها = تُرعشُ العمر شكوةٌ وسقامُ
أنتِ يا مصر واصفحي إن تعتّبـ = ـت وأشجاكِ من نشيدي المُلام
قد رعيت الجميل في كلّ شيءٍ = غير ما أحسنت بهِ الأقلام
من روابيك خفّ للخلد روحٌ = قد نعاهُ لعصرك الإسلام
لبست بعده العروبةُ ثوباً = صبغُ أستاره أسىً وقتام
لم تُفق من شجونها فيهِ بغدا = د ولا صابرت أساها الشام
وعلى بلدة المعز دموعٌ = خلّدت ذكرهُ بها الأهرامُ
صاحبُ المعجزات أعيت حجا الدُّنْـ = ـيا وعيّتْ عن كشفها الأفهام
يخبأُ الحكمةَ الخفيّةَ في الوَحْـ = ـي كما تخبّأ الشذا الأنسام
ويزفّ البيانَ كالسّلسل المسْـ = ـكوب تَهفو بشطّه الأحلام
فإذا رقّ خِلتَه قبل الفجْـ = ـر على نارها يلذّ المنام
أو حديثَ النّسيم للزّهرة السّكْـ = ـرَى منَ الطلّ كأسها والمدام
أو حفيف السنابل الخضر رفّت = في رباها قنابرٌ ويمامُ
أو دعاء النّساك أبلتْ صداهم = في حمى الله سكرةٌ وهيام
وإذا ثارَ خلتهُ شُهُبَ اللّيْـ = ـل أطارت لهيبها الأجرام
أو شُواظاً مسطّراً قذفته = من لظى العقل هيجةٌ وعرام
أتعب الجاهدين خلف مراميـ = ـهِ بقصدٍ منالهُ لا يُرام
أصيد الفكر واليراعة والوحْـ = ـي على كبرهِ يُفلّ الحسام
حيّر النقد أن تروغ المعاني = عن مريديهِ أو تندّ السهام
فانزوى الحاسدون إلا فضولا = لا يداريه عائبٌ شتّام
قد سقاهم من سنّهِ مصرعَ الرّو = ح وإن لم تلاقهِ الأجسام
فلتقم بعد موتهِ ثورة الشّا = ني فقد فارق الوغى الصمصام
وله الشأنُ عزةٌ وخلودٌ = ولهم شأنهم صدًى وكلامُ
إيهِ يا ساقيَ المساكين كأساً = لم تسلسل رحيقها الأيام
قد جعلت الآلام وحيك حتى = فجّرت نبعها لك الآلام
ما الذي كان في سحابتك الحمْت = ـراء إلاّ الشجون والأسقام
كنت في عزلةٍ مع الوحي تشكو = ولشكواكَ كاد يبكي الغمام
تمسح الدمع من عيون اليتامى = وببلواك ينشج الأيتام
صنت عهد البيان لم ترخص القوْ = ل ولا شاب سحرك الإعجام
وتفردت بالصياغة حتى = قيل في عالم البيان إمام
ووهبت الفرقان قلبك حتى = فاض من قدسهِ لك الإلهام
فبعثتَ الإعجازَ كالشمس منه = يتهدّى على سَناهُ الأنام
فقم اليوم وانظر الشرق ضاعت = من يديهِ مواثقٌ وذمام
مزّقت قلبهُ الذئاب من الفتْـ = ـك ونام الرعاة والأغنام
في فلسطين لو علمت جراحٌ = مالها في يد الطغاة التئام
وطنُ الوَحي والنبّواتِ والإلْـ = ـهام أودى فعاث فيه الطغام
جذوةٌ في جوانح الشرق تغلي = فيروع السماءَ منها اضطرام
يذبح القوم في المجازر فرط الظلم = فيها كأنّهم أنعام
ويُهان المسيح في موطن القدْ = س ويشقى بأرضهِ الإسلام
وحماةُ البيان خرسٌ كأن الذود = عن كعبة الجدود حرام
إيهِ يا مصطفى وفي القلب شجو = نٌ وفي الصدر حرقةٌ وضرام
ليت لي سمعكَ الذي كرّمَ اللّـ = ـهُ صداهُ فمات فيه الكلام
كنت والوحيَ في سكون نبيٍّ = عادهُ في صلاته إلهام
تتلقّاه خاشع الهمس عفًّا = مثلما رفّ بالغدير حمام
لا ضجيجٌ ولا اصطخابٌ ولكنْ = هدأةُ الرّوح قد جلاها المنامُ
هكذا نعشكَ الطّهورُ تهادى = كالأماني لا ضجّةٌ لا زحام
فاذهب اليوم للخلود كما كُنْـ = ـتَ تُغاديك هدأةٌ وسلام
لم يَمُتْ من طواهُ في قلبهِ الشّر = قُ وغنّى بذكرهِ الإسلام
شعر: محمود حسن إسماعيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
saydsalem
عضو فعال
عضو فعال
saydsalem


المدينة : المنوفية - مصر
عدد المساهمات : 862
معدل النشاط : 1028
تاريخ التسجيل : 31/12/2011
الموقع : dawawin.forum.st

ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: الشعاع المقيد   ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل  (متجدد) I_icon_minitimeالأربعاء 13 فبراير - 6:07

الشعاع المقيد
(إلى هالة الوطنية التي تتفجر أنوارها من تمثال رسول الجهاد الأول مصطفى كامل وهو يرسف في قيوده بين ظلام النسيان والجحود)

خذ أماناً منَ الشعاع المُقيّدْ = فهوَ في القيدِ جمرةٌ تتوقدْ
أو فَذقْ منْ شُواظِهِ الحُرّ = فأنت المقيّدُ المستعبَدْ
ذُق شُواظاً لو مسّه صاهرُ الأغْـ = ــلال أضحى بناره يتعبّدْ
من حواشي الرخام يسطعُ للأحْـ = ـرار ديناً يهدي العباد ويُرشد
هو نورٌ لكنّه في ظلام السجن = نارٌ على القيود تعربد
مِلءُ ذرّاتِهِ أناشيدُ مجدٍ = بصداها مُحرّر النيل أنشد
ذرّةٌ تُرعب الحديد على الصمْـ = ـت وأخرى في الهول تُرغي وتُزبِد
غلّلتهُ بالأمس كفٌّ ضلولٌ = تنصرُ البغيَ بالحسام المجرّد
شدّ طُغيانها عتيٌّ منَ الغرْ = ب على النيل كم طغى وتمرّد
ملّكَتْهُ والملكُ لله دنيا = ظلُّها عاجل الفناء مُبدّد
فمضى في مسابح الشرق كالأقْـ = ـدار يُشقى كما يَشاء ويُسعِد
كم عدا فاتكاً وأحكم أغلا = لاً عليها الرقاب في الشرق تشهد
في فلسطين ظُلمه أقلق الدنْـ = ـيا وما هزّهُ الصراخ المردّد
وعلى مصر كم أذلّ وأردى = وتمطّى على النجوم وهدّد
عبقريٌّ في الختل يُدمي ويرتدّ = على الجرح باكياً يتوجّد
كم سقى النيل من ضرواته الهوْ = نَ وعيشاً من المذّلة أنكد
وتمادى فكنت يا مصطفى الهوْ = ل على هوله تثور وتُرعد
في غباء السنين والنيل مغفٍ = وبنوهُ من سكرة الضيم هُجّد
قمت كالعاصف المجلجل تجتا = ح فلا تنثني ولا تتردّد
تلبس القيد من جنانك قيداً = حزّهُ في الحديد نقشٌ مخلّد
هتفاتٌ بحبّ مصر وموتٌ = في هواها ونشوةٌ وتعبّد
وصلاةٌ بمجدها كنت فيها الْـ = ـعابد الصبّ والشواطيء معبد
وذيادٌ عن حرمة الوطن الشا = كي بعزمٍ كنيلهِ ليس ينفد
ودفاعٌ عن الحمى كنت فيه = ما لغير الحمى تروم وتقصد
فارسٌ في قتامة النيل تمضي = بشهابٍ من السماء مؤيّد
مِشعلٌ في يديك شرّد بالأضْـ = ـواء جُنحاً على الشواطيء أربد
كنت تسري به فتنهض فانيْـ = ـن عليهم شيخوخة اليأس تقعد
بضياءٍ من الهدى أنعش الشر = ق وطرف الزمان في مصر أرمدْ
وبيانٍ كأنه لهب البرْ = كان تختار جمره وتنضّد
كلُّ لفظٍ من الصراحة سهمٌ = في حشا الغاصبين ماضٍ مسدّد
هاتِ لي من صداهُ نبراً لعلّي = أنفثُ النار من صدايَ المغرد
هاته فالجحود واراه في سجْـ = ـنٍ على شاطيء الليالي مشرّد
في زوايا النسيان قبرٌ وذكرٌ = ورخامٌ في الصمت لهفانُ مكمد
كاد ينضو الأستار عنه وينعي = أنا رمز الفخار يا نيل فاشهد
أنا علّمتك الوثوب على القيْـ = ـد وعلّمتني الأسى والتنهد
ما الذي في الضفاف نسّاك روحا = ذاق من أجلك الردى واستشهد
أشيوخٌ على الكراسيّ هاجوا = وهيَ من هزلهم تميد وترْعدْ
أم شبابٌ على ترابك يمشي = حول ساقيْهِ كالأسير المصفّد
خانعٌ في حماك ينتظر البعْـ = -ث ليمضي إلى الأمام وينهد
علّموهُ والرزق في مصرَ رهنٌ = برجاءٍ وذلّةٍ وتودّد
كيف يلقي بعزمه تحت نعليْـ = ـهِ وفي الذلّ يستنيمُ ويرقد
ما الذي في الضفاف نسّاك يا نيلُ = هوى ذلك الشعاع المقيّد
فمنحت التمثال شِبراً عليه = تائهُ الدود في البلى يتمرّدْ
وحرمتَ الجهاد فجراً من النور = يُهدي إلى علاكَ ويُرشِدْ

شعر: محمود حسن إسماعيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ديوان الشاعر الراحل محمود حسن اسماعيل (متجدد)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ديوان الشاعر الراحل صالح الشرنوبي (متجدد)
» سقط القناع .. الراحل محمود درويش
» ديوان عبد الحميد السنوسي (متجدد)
» رحبوا معي بأخي وأستاذي الشاعر اسماعيل الصياح من العراق الحبيبة فمرحبا به بيننا
» رحبوا معي أجمل ترحيب بأخي الفاضل الشاعر اسماعيل الزاوي فمرحبا به بيننا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات دواوين الثقافية و الأدبية :: نفحات شعرية (بإدارة عزيز الخطابي) :: روائع الشعراء الكبار-
انتقل الى:  
أركان منتديات دواوين الثقافية و الأدبية