لا تُفاحَ بحلقي.
السَّلفعُ التي تظهَرُ و تَخْتفي
حَوَّلَتْني
مِنْ باغ ٍ
إلى نبيْ
كَشَّرَتْ عَنْ ساقيْها
وعن نَهْدها المُتْعَبِ
:و قالتْ
هيتَ لك يا شَقِيّ ْ
مَهْلوعا سَجدْتُ
وحينَ رفعْتُ جبهتي
وَجدْتُني و يا لَلْعجبِ
في لُجَّةٍ
من لهبِ
فيا نارُ
كُوني بردا و سلاماً
على هيكلي
و على جِلْدِيَ الْمُحْتَشِمِ
و قَبْلَ ارْتِدادِ الطَّرْفِ
ارتدَّيْتُ بصيراً من بعدِ عُمْيي
رأيتُ ما لمْ يُدْركْهُ مِنْ قبلُ
تَخَيُّلي
رأيتُ نوراً
رأيت حوراً
و قاصراتٍ ليستْ لي
رأيتُ الشَّمْسَ جَهْرَةً
قريبةً مِنّي
ساجِدةً لي
رأيتُ نُوريْنِ مُشِّعيَّْنِ
ْ كوجهِ اللهِ الحَيّ
صِِحْتُ يا بُشْرايَ
هذان أبَوَيْ
يَتَعاشَقانِ في الْجَنَّةِ
قَريبانِ مِنَ السِّدْرَةِ
يَأُكُلانِ بِنَهَمِِ
مِنَ الْوَرَقِ الْمُحَرَّمِ عَلَيْ
..و أنا
ها أنا في معبدي
أفترشُ يابستي
أَتَفَحَّمُ على صَهْدِها الْجَهَنَّمي
لا ظِلَّ يَسْتظلُّ تَحْتهُ ظِلِّي
و لا تُفَّاحَ بِحلْقي
بِحَلْقي مَرارة
و بِفُؤادي شَرارة
و لا خاتم بيدي
فهل أنا نبيْ؟
السَّلْفَعُ الَّتي أَهْوى
ضربت بي الصَّخْرَ
شقَّتْ بي الْبَحْرَ
شَقَّتْهُ، و كسَّرَتْني
رَكِبَتْهُ، و رَمَتْني
في غَيّابَةِ مَنْفى
حِكْمَتي:
أَلاَّ أُكلِّمَ الأحْجارَ
و أَلاَّ أَرى الأشْجارَ
و أَلاَّ أَقْطِفَ فاكِهة ً
ما حَيِيتْ