غزلٌ مائج
لا تمتْ...
إن في عينيك نهرًا للخلودْ...
إن في عينيك برقاً
وصراعاً وحدودْ
وحياةً، ومماتاً
وكفاحاً ووجودْ
إنَّ في عينيك بعثاً
بعدما تُبنى اللحودْ
وجناناً وعذاباً
وصلاةً وسجودْ
وربيعاً للحياةْ
وشتاءً سيعودْ
قد بدا الحتفُ جميلاً
مثل فيءٍ، في جنانْ...
لا تَمُتْ...
يا حبيبي قد أتى
قلبٌ رضيعْ
واستزاد الحبَّ يوماً
فتولاه الربيعْ
وأراد البدر خلاً
وأراد الشمس ظلاً
فأبينا أنْ نطيعْ...
أنت مضنىً وفقير
قد أصاب الجوع دهراً فتولاه الربيعْ
وتوارى عن عيون الكَرم طهراً
ليت عين الكرم بانت
مثلما ضلَّ الجميعْ...
ليت عين الكرم تدري
لأحبَّتْ، واستظلَّتْ
وأَفاضت، واسْتفاضتْ
بعضَ نورٍ يستنيرْ...
إن للكرم دموعاً
قد بكاها
وطوتها عين قرصانٍ أثيمْ،،،
تمزج السُّمَّ حنيناً
وتعرِّي الصبح حيناً
من تغاريد النسيمْ...
إنه موجٌ تلاطمْ
فوق بحر الناسكينْ...
لا تَمُتْ...
يا حبيبي ثم تأتي
من صدوع الموت تقتات الفُتاتْ،،،
إنَّ موت الحُر أضحى
كسفينٍ للسباتْ
ليس دهراً من أنادي
في بقاياه قنوطْ
أو نديماً قد ينادمْ
فوق قومي قوم لوطْ
ليس طيفاً
أو خيالاً
أو حفيداً للسقوطْ...
لا تَهُنْ .. إن الليالي خالداتٌ
حيث صمتُ القلب
قد يأبى الخلودْ
حيث آفاقي تنادي
وعيوني غارقاتٌ
في سرابٍ للقيودْ...
والهوى منك حبيبي
ليس طيفاً
أو جواداً
في فناء الأرض يعدو،
والهوى منك حبيبي
ليس فرضاً
أو صلاةً
قد نؤدِّيها بقيعان الجحودْ ...