منتديات دواوين الثقافية و الفنية منتديات تعنى بالأدب والثقافة والفن.
 

 

 دراسة ( الفكر الاسلامى ) وقابلية النماء والتطور - الباحث / طارق فايز العجاوى

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
طارق فايز العجاوى
عضو جديد
عضو جديد
طارق فايز العجاوى


المدينة : عمان
عدد المساهمات : 8
معدل النشاط : 41
تاريخ التسجيل : 11/11/2012
الموقع : دراسة ( اثر الخطابين الدينى والسياسى ) فى التاريخ الاسلامى بقلم / طارق فايز العجاوى جاء الاسلام بجملة من القيم النبيلة التى هدفها دون ادنى شك اسعاد بنى البشر وهى كثيرة وجليلة منها الاخاء والمساواة والمحبة والسلام والحرية بقيمها الثابتة والعدالة باشكالها وبالمجمل جميع قيم الاسلام هى مطلب لكافة امم الارض كيف لا وهى الرسالة التى جاءت للبشر كافة وجاءت وسطية فلا هى مادية بحتة ولا هى روحية بحتة فكانت النبراس للبشرية بقضها وقضيضها الطريق وكانت الرسالة الكاملة الشاملة التى تخلو من المثالب والعيوب - باعتبار المصدر - وهذا واضح لكل منعم للنظر سالكا لدرب الحق والحقيقة وهى قطعا الرسالة التى توافق الجبلة الانسانية السليمة والفطرة التى لم يطالها التلوث وهذه الحقائق اذعن امامها الاخر والدلائل كثيرة والشواهد ماثلة امامنا فالاسلام العقيدة والشريعة طال بالتنظيم كافة جوانب الحياة ولم يهمل حتى ادق التفاصيل بينما نجد الوضعى من الايدلوجيات تغص بالمثالب والعيوب وكان سقوطها حتمى لانها لا توافق الفطر السليمة فى النفس الانسانية بينما الاسلام بكل قيمه ومبادئه يوافق الفطر السليمة بكل ما حوت وبادق التفاصيل باعتبار المصدر وهو الخالق الذى يعلم ادق تفاصيل هذه النفس الانسانية ويعلم مكنوناتها وخفاياها لهذا كانت الموافقة تماما لتلك الجبلة والفطرة البشرية ودونه تنعدم القدرات فكثر اؤلئك المارقين الذين حاولوا تشويه تلك الحقائق الاسلامية ولكن دون جدوى فالعجز حليفهم والعيب رفيقهم والنقص شاهدهم وذهبت طروحاتهم ادراج الرياح وكانت فى مزبلة التاريخ شاهدا على عجزهم فما ينفع هو الماكث فانعم بالاسلام وبرسالته الانسانية بكل ما فيها الرسالة التى تكفل الخالق بحفظها وهذا بحد ذاته صيغة اعجازية فلم يطلها التحريف ولا التشويه رغم كل العاديات وذلك مصداقا لقوله تعالى ( نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) نعم ايها السادة تكفل الله بدستور هذه الامة - القران الكريم - وبالفعا كان الشاهد على ذلك على اعتبار ان التحريف والتشويه لم يطاله فبقى دستورنا المنزل من الله وهذا هو الاعجاز بعينه فعلا للاسلام سحر تلك الطاقة الخلاقة التى طالت الانسانية جمعاء وكان للحضارة الاسلامية ذلك الوهج التاريخى من قيم اصيلة ومتاءصلة ومن ممارسات نبيلة اذهلت البشرية جمعاء ولقد تاءصلت الاسرار الحقيقية لحضارة الاسلام فى تلك القيم الجليلة من محبة واخاء وسلام ومساواة واستطاعت هذه القيم ان تجد من يتمرس بها ومن يحققها ويجسدها بصورة واقعية فى التطبيق لا تقبل الجدل ولا الشك وفى الخلفاء الراشدين لنا اسوة حسنة بالفعل جسدوا قيم الاسلام ومبادىء الحق ولقد ادهشوا امم الارض قاطبة بقدرتهم الهائلة على تمثل قيم الاسلام وتجسيد نظريته على ارض الواقع وبصورة حقيقية فعمت وانتشرت قيم التسامح والحرية والعدل والحق فى ارجاء الارض كافة فكان الاسلام بكل ما حوى من قيم ومثل ومبادىء هو الانموذج الذى تسعى اليه الشعوب وتطالب فيه الامم وتناضل فى اثره طلبا للحرية وللمساواة والعدالة الاجتماعية فالحضارة الاسلامية قد ازدهرت مقاماتها ونمت على اساس هذه الخلفية التاريخية للمارسة الاسلامية الصادقة ولكن عندما انحسرت الممارسة الحقيقية لقيم الاسلام وبداءت فى الانحسار - بمعنى التطبيق - بداءت مرحلة التراجع الحضارى وهى حكما عندما خباء وهج الممارسة الحقيقية لقيم الاسلام ولمبادىء تشريعه العظيم الثر سرعان ما بداءت مرحلة الانحسار التاريخى للوهج الحضارى الاسلامىوبنحسار هذا الوهج انتشرت وعمت المظالم الاجتماعية وغابت الشورى بقيمها النبيلة الثرة فى الممارسة السياسية وطفى على السطح الاستبداد والقمع السياسى وغربت قيم الاجتهاد والعقل حتى بالفعل تشتت طاقات امة الاسلام وبداءت شمس الحضارة العربية الاسلامية بالغروب ولسان حالها يقول يسعون فى خفضى واطلب رفعهم شتان بين مرادهم ومرادى وانا اقول ايها السادة واطلق على هذه المرحلة - مرحلة الظلام - التى يؤرخ لها فى النصف الاول من القرن الثانى عشر الميلادى حيث عم الظلم وساد القهر وتراجعت قيم السلام والمودة والالفة التى نادى بها الاسلاموعلى اثر ذلك ظهر ان التراجع الحضارى والانحسار التاريخى للمد الثقافى الانسانى الاسلامى قد ترافق وتلازم بانحسار الحضور الحقيقى لحقوق الانسان التى كما اشرنا انفا تجسدت فى القيم الاسلامية وفى مبادىء الدين الحنيف حيث عمت قيم الظلم والاستغلال والتعصب والاستبداد فغابت الحضارة لغياب تلك الروح القيمية التى دعى اليها الاسلام وعمل من اجلها رسول الله عليه الصلاة والسلام وقادة المسلمين وافذاذهم الغر الميامين الواقع ان حركة التراجع الحضارى لمعت منذ اللحظة التاريخية التى ثار فيها نفر من المسلمين على ولاية عثمان بن عفان رضى الله عنه واشتعلت نار الفتنة بمقتله فدارت رحى الحروب والفتن وبداء التاريخ الاسلامى يسجل الماساة تلو الماساة وكثرت وعمت الفواجع على اثر ذلك ورغم هذه المحطات الماساوية فى تاريخنا الاسلامى نهض رجال عظماء حاولوا ان يعيدوا للرسالة الاسلامية القها ووهجها وان يعيدوا للمسلمين مفاخر وامجاد العطاء الاسلامى والروح الاسلامية الخلاقة امثال الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز وهارون الرشيد والمعتصم والامين والمامون والقائمة تطول الذين حاولوا جاهدين ان يعطوا دفعة حيوية للممارسات الاسلامية الحقيقية الصادقة وفى خضم الصراع على السلطة ظهرت الى الوجود فرق سياسية ودينية متنازعة فانتقل المسلمون من حالة التجانس المطلق فى الفكر والعقيدة والمذهب الى حالة التنوع والتعدد والاختلاف ومن حالة التوافق التام الى حالة من الضياع والاصطراع فى مختلف وشتى المجالات الدينية والمذهبية والسياسية حيث سالت الدماء وازهقت الارواح ظلما وعدوانا وقهرا وبداءت تتلبد الغيوم الحالكة السواد لتخيم بظلالها القاتمة على عالم المسلمين حاجبة ذلك الاشعاع الحضارى للاسلام مغيبة بذلك قيم ومعانى الحرية والاخاء والانسانية السامية فعاشت الامة الاسلامية ولا سيما فى العصر العباسى الثانى عصر القهر والضعف والاستبداد السياسى وحالة غياب كامل لتلك القيم الحضارية وحقوق الانسان التى وهبها الله جلت قدرته للمسلمين والبشر وبداء الظلم يحل مكان العدل والقهر مكان الرحمة والتعصب مكان التسامح بمعنى غياب جليل للقيم التى نادى بها الاسلام الشاهد ان التاريخ يعلمنا ان اى حضارة تزدهر وتمتد وتثمر كلما تاصلت قيم المساواة والعدالة وحقوق الانسان بتشعباتها المختلفة والثابت ان اى حضارة خالطها التعصب والظلم والجهل والتسلط وغياب الحرية شمسها لا محالة غائبة وهذا يدلنا ويرشدنا الى ان حقوق الانسان التىتتمثل فى الحرية والديموقراطية والتسامح هى مقومات الوجود الحضارى لا ى حضارة عرفها التاريخ الانسانى لقد ثبت تاريخيا انه يمكن للارادات الانسانية الصادقة ان تلعب دورا جوهريا فى صنع الحضارة وهذايتطلب ايضا المحافظة على مقومات وجودها ولكن هذا التاريخ ايضا يؤكد ان المجتمعات الانسانية تنطوى على قوى اجتماعية وتاريخية هدفها وغايتها نيل ملذات الحياة وزخرفها وتضحى بالمبادىء والعقائد والقيم من اجل وضعية دنيوية تمتلك فيها المقدرة فتعيث فى الارض فسادا من ظلم وجور وفتكا ولكن هى المفاجاءة التاريخية ان ثلاثة من اهم عمالقة القيادة فى صدر الاسلام ومن اكثرهم صدقا وحمية للخير ومبادىء الاسلام بقيمه ومثله قد طالتهم يد الخيانة وتعرضوا للاغتيال السياسى فقد سقط الخليفة الثانى الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه وارضاه شهيدا راضيا مرضيا وقد وقع ضحية مؤامرة سياسية وذلك باعتقادى بسبب اقامته حق الله وتصديه للفساد والفاسدين ووقوفه فى وجه الطبقات الارستقراطية التى كانت تسعى وبكل السبل للوصول للحكم والسلطة ولقد قام باعمال من شانها ان تهدد مصالح شريحة من الفئات الاجتماعية التى هدفها الاستيلاء على السلطة ولقد اشتهر عن الفاروق تلك المقولة التى اعجزت الادبيات الانسانية على مر العصور وستبقى شاهدا على عظمة ديننا وعلى عدالته بكل ما حمل من قيم ومثل كرمت الانسان وصانت كرامته واحترمت انسانيته وهى التى تمثلت بقوله رضى الله عنه ( والله لو اننى استقبلت من امرى ما استدبرت لاخذت من الاغنياء فضل اموالهم ورددته الى الفقراء فلا يبقى هناك فقير او غنى ) وهى بحق من اعظم المقولات فى تاريخ الانسانية جمعاء ولقد اجمع الدارسين لتاريخ هذا الرجل العظيم رحمه الله ان هذه المقولة البت عليه اغنياء المسلمين وغير المسلمين الذين ارهبهم قول الفاروق وايضا صفاته والتى اجلها انه كان حازما صارما فى حبه للمساواة والعدالة كل هذه مجتمعة جعلت طبقة التجار والعسكريين التىاهدافها لا تخفى على احد ان تنقم على عمر وتخطط لتخلص منه واغتياله وهناك كثر من عمالقة حضارة الاسلام طالهم ما طال عمر نذكر منهم على بن ابى طالب رضى الله عنه والتىحقا تظهر ماسى الصراع بين الحق والباطل بين ارادة الاسلام المتمثلة فى طهارة الغاية وقيم الحب والخير والسلام الى غير ذلك من مزايا وارادة الحياة الدنيا المتمثلة فى الظلم والفساد حيث حمل على كاهله تركة ثقيلة جدا ودخل فى سلسلة من الصراعات التاريخية المدمرة صونا لحقوق المسلمين وحرياتهم انتهت باغتياله وكان هذا الاغتيال سبب خروج المسلمين من دائرة الشرعية التىتمثلت بالشورى والبيعة والحق الى دائرة اشبهها بالحكم العرفى البغيض الذى قطعا يجافى العدل وخلال هذه المرحلة الكل يعرف ما حدث من اراقة الدماء بلا ثمن ليس الا لمارب شخصيوالمعلوم لدينا ان عمالقة الحضارة الاسلامية وعظمائها مع ايمانهم الراسخ بالاسلام وبرسالته ومدى عبقريتهم التى من خلالها ادركوا معانى السياسة والغايات الكبرى للوجود الانسانى جميعها شكلت المبادىء والمنطلقات التاريخية التى دافعت عن قيم الاسلام والقوى التى رسخت قيمه ومفاهيمه وهى الحصون التى عنيت بحماية مكاسبه التاريخية فى ظل هذه الحضارة العظيمة برسالتها وهذا الزخم من قادة وعباقرة نجد هذه المكاسب التاريخية للاسلام تبددت وتلاشت بشكل تدريجى مع وصول اصحاب النفوس المريضة التى هدفها وغايتها الدنيا وسنام طلبها الجاه والسلطة والحكم بداءت بالفعل تقرير مصير الدولة الاسلامية فعملت جاهدة على توظيف العقيدة لخدمة اهدافها ومصالحها بدلا من ان توظف وجودها لخدمة الاسلام ورسالته اسوة بالسابقين من الخلفاء الراشدين وفى ظل هذه المعادلة السياسية فقدت القيم والمثل جوهرها والقها - قطعا فى مجال الممارسة --- لان القيم الاسلامية هى ذاتها لا تتبدل ولا تتغير - وتم تزييف كثير من التصورات والمفاهيم الاسلامية لتلائم مصالح الحكام وتعبر عنها وتجسد فى ذات الوقت مصالح واهداف طبقة سياسية واجتماعية وعسكرية رفعت اهدافها فوق كل عطاءات الاسلام الانسانية وفى ظل هذه المقدمات اصبح الدين خادما للسياسة ولاربابها وشاهد قولنا ان ابو جعفر المنصور كرس ذلك بقوله ( ايها الناس لقد اصبحنا لكم قادة وعنكم زادة نحكمكم بحق الله الذى اولانا وسلطانه الذى اعطانا وانما انا سلطان الله فى ارضه وحارسه على ماله جعلنى عليكم قفلا ان شاء ان يفتحنى لاعطائكم وان شاء يقفلنى ) نجد هذا الخطاب نابع من نفس تسلطى فيه مطلق الاستبداد السياسى والاجتماعى ونبرز صدق قولنا بما قاله الفاروق عمر بن الخطاب ( والله لو تعثرت ناقة فى العراق لكنت مسؤولا عنها ) هنا نلمس مدى الاصالة فى نفس هذا الرجل بحمله الاسلام فى قلبه وعقله بكل ما جاءت به هذه الرسالة من سمو فى القيم والمثل والمبادىء التى كرمت الانسان وصانت انسانيته فهو يرى ان الحكم تكليف وليس تشريف وهو مسؤولية مقدسة وحملا ثقيلا وذلك حبا بالله وبرسالته بينما نلمح الدنيوية فى خطاب المنصور الذى يرى ان الحكم عطاء ونعمة من الله ينعم بها على الحكام ويدين لهم عبر هذا العطاء رقاب العباد وعطايا البلاد والشواهد فى التاريخ الاسلامى كثيرة يصعب حصرها وسنورد شاهدا اخر للدلالة على ذلك خاصة فى مفهوم الحكم والسلطة ذلك الخطاب الدينى السياسى من خدمة العقيدة الى خدمة السلطان فها هو الفاروق رضى الله عنه يقول ( ان راءيتم اعوجاجا فقومونى ما انا الا كاحدكم فاءعينونى على نفسى بالامر بالمعروف والنهى عن المنكر واحضارى النصيحة فيما ولانى الله من امركم ومنزلتى من مالكم كمنزلة ولى اليتيم من ماله ) بينما فى المقابل نجد احد الخطباء ويشير الى معاوية فيقول ( ان هذا هو امير المؤمنين فان مات فهذا هو خليفته - يقصد يزيد - ومن تحدى فالحكم لهذا -- ملوحا بالعصا -- فهتف اتباع معاوية استحسانا ومن ثم اوما معاوية واعتبر هذا موافقة بالاجماع او بيعة لهوالمعلوم لدينا ان عمالقة الحضارة الاسلامية وعظمائها مع ايمانهم الراسخ بالاسلام وبرسالته ومدى عبقريتهم التى من خلالها ادركوا معانى السياسة والغايات الكبرى للوجود الانسانى جميعها شكلت المبادىء والمنطلقات التاريخية التى دافعت عن قيم الاسلام والقوى التى رسخت قيمه ومفاهيمه وهى الحصون التى عنيت بحماية مكاسبه التاريخية فى ظل هذه الحضارة العظيمة برسالتها وهذا الزخم من قادة وعباقرة نجد هذه المكاسب التاريخية للاسلام تبددت وتلاشت بشكل تدريجى مع وصول اصحاب النفوس المريضة التى هدفها وغايتها الدنيا وسنام طلبها الجاه والسلطة والحكم بداءت بالفعل تقرير مصير الدولة الاسلامية فعملت جاهدة على توظيف العقيدة لخدمة اهدافها ومصالحها بدلا من ان توظف وجودها لخدمة الاسلام ورسالته اسوة بالسابقين من الخلفاء الراشدين وفى ظل هذه المعادلة السياسية فقدت القيم والمثل جوهرها والقها - قطعا فى مجال الممارسة --- لان القيم الاسلامية هى ذاتها لا تتبدل ولا تتغير - وتم تزييف كثير من التصورات والمفاهيم الاسلامية لتلائم مصالح الحكام وتعبر عنها وتجسد فى ذات الوقت مصالح واهداف طبقة سياسية واجتماعية وعسكرية رفعت اهدافها فوق كل عطاءات الاسلام الانسانية وفى ظل هذه المقدمات اصبح الدين خادما للسياسة ولاربابها وشاهد قولنا ان ابو جعفر المنصور كرس ذلك بقوله ( ايها الناس لقد اصبحنا لكم قادة وعنكم زادة نحكمكم بحق الله الذى اولانا وسلطانه الذى اعطانا وانما انا سلطان الله فى ارضه وحارسه على ماله جعلنى عليكم قفلا ان شاء ان يفتحنى لاعطائكم وان شاء يقفلنى ) نجد هذا الخطاب نابع من نفس تسلطى فيه مطلق الاستبداد السياسى والاجتماعى ونبرز صدق قولنا بما قاله الفاروق عمر بن الخطاب ( والله لو تعثرت ناقة فى العراق لكنت مسؤولا عنها ) هنا نلمس مدى الاصالة فى نفس هذا الرجل بحمله الاسلام فى قلبه وعقله بكل ما جاءت به هذه الرسالة من سمو فى القيم والمثل والمبادىء التى كرمت الانسان وصانت انسانيته فهو يرى ان الحكم تكليف وليس تشريف وهو مسؤولية مقدسة وحملا ثقيلا وذلك حبا بالله وبرسالته بينما نلمح الدنيوية فى خطاب المنصور الذى يرى ان الحكم عطاء ونعمة من الله ينعم بها على الحكام ويدين لهم عبر هذا العطاء رقاب العباد وعطايا البلاد والشواهد فى التاريخ الاسلامى كثيرة يصعب حصرها وسنورد شاهدا اخر للدلالة على ذلك خاصة فى مفهوم الحكم والسلطة ذلك الخطاب الدينى السياسى من خدمة العقيدة الى خدمة السلطان فها هو الفاروق رضى الله عنه يقول ( ان راءيتم اعوجاجا فقومونى ما انا الا كاحدكم فاءعينونى على نفسى بالامر بالمعروف والنهى عن المنكر واحضارى النصيحة فيما ولانى الله من امركم ومنزلتى من مالكم كمنزلة ولى اليتيم من ماله ) بينما فى المقابل نجد احد الخطباء ويشير الى معاوية فيقول ( ان هذا هو امير المؤمنين فان مات فهذا هو خليفته - يقصد يزيد - ومن تحدى فالحكم لهذا -- ملوحا بالعصا -- فهتف اتباع معاوية استحسانا ومن ثم اوما معاوية واعتبر هذا موافقة بالاجماع او بيعة له اذن الملاحظ ان العقل قد توقف وطاله التجمد على قوالب صاغها فقهاء السلطة والحكام واضحت تاليا كل نزعة تميل للتحرر بدعة تحمل صفة الخيانة العظمى وتؤدى بالتالى الى التعذيب والقتل وبناءا على ما تقدم يمكننا القول ان القلوب الطيبة والارادات السليمة العامرة بالايمان لم تجدى نفعا لحماية المكاسب الاسلامية ذات الطابع الروحى التى هدفها الانسان وصون انسانيته وبالتالى تحفظ قيم العدالة والمساواة والكرامة والتسامح والحرية الى غير ذلك من القيم والمثل الاسلامية والشمائل التى لم ولن تعرفها وضعيات البشرية جمعاء حتى باعتقادى الديانات التى سبقت الاسلام فى النزول وبالتالى ندرك ان الاساس الدينى الخالص بالحكم ليس كافيا وحده لحماية المكاسب التاريخية لحقوق المسلمين اذن الملاحظ ان العقل قد توقف وطاله التجمد على قوالب صاغها فقهاء السلطة والحكام واضحت تاليا كل نزعة تميل للتحرر بدعة تحمل صفة الخيانة العظمى وتؤدى بالتالى الى التعذيب والقتل وبناءا على ما تقدم يمكننا القول ان القلوب الطيبة والارادات السليمة العامرة بالايمان لم تجدى نفعا لحماية المكاسب الاسلامية ذات الطابع الروحى التى هدفها الانسان وصون انسانيته وبالتالى تحفظ قيم العدالة والمساواة والكرامة والتسامح والحرية الى غير ذلك من القيم والمثل الاسلامية والشمائل التى لم ولن تعرفها وضعيات البشرية جمعاء حتى باعتقادى الديانات التى سبقت الاسلام فى النزول وبالتالى ندرك ان الاساس الدينى الخالص بالحكم ليس كافيا وحده لحماية المكاسب التاريخية لحقوق المسلمين ة مقيتة وغايات دنيوية دنيئة ومصالح ضيقة التىفعلا حصدت جموع المسلمين والمؤمنين على مر المراحل التاريخية السابقة وذلك فى اتون حروب طاحنة من اجل السلطة وحروب مذهبية وحركات سياسية ازهقت فيها ارواح المسلمين وسلبت حقوقهم التى تمثلت فى كافة المبادىء والقيم والمثل النبيلة وبالجزم فما يمكن ان يكرسه الايمان يمكن اندثاره تحت تاثير ايمان ضعيف هزيل وهمم فاترة او ضعف الحماس الدينى وهذا فعلا المنطق بعينه فالواضح ان ما حدث تاريخيا لا نستطيع عبره ان نقارن بين عهدين لخليفتين امويين هما يزيد بن معاوية وعمر بن عبد العزيز فالشقاء كان فى عهد الاول بينما نعموا باعظم عطاءات الاسلام فى عهد الثانى فهو بحق الخليفة الراشدى الخامس على اعتبار اصالته الاسلامية ولا شك باجماع ارباب العلم ان كتاب الله وسنة نبيه هما دستورا لحقوق الانسان فى المجمل الا ان هناك فئة كانت ترفع شعارا قوامه ان كتاب الله هو دستور المسلمين ومع كل ذلك هذا لم يكن كافيا حتى يتم المحافظة على القيم وايضا العمل بالدستور القدسى فكتاب الله لا يحقق نفسه بنفسه وايضا السنة النبوية لا تجد طريقها بنفسها الى ساحات العمل وكل

دراسة ( الفكر الاسلامى ) وقابلية النماء والتطور - الباحث / طارق فايز العجاوى Empty
مُساهمةموضوع: دراسة ( الفكر الاسلامى ) وقابلية النماء والتطور - الباحث / طارق فايز العجاوى   دراسة ( الفكر الاسلامى ) وقابلية النماء والتطور - الباحث / طارق فايز العجاوى I_icon_minitimeالإثنين 12 نوفمبر - 9:26

دراسة ( الفكر الاسلامى ........ وقابلية النماء والتطور )
بقلم الكاتب والباحث / طارق فايز العجاوى
نعم الفكر الاسلامى يملك قابلية الناء والتطور ويرفض الجمود والتراجع وهذا المنهج سلكه اسلافنا فى عصر التقدم والنهضة بشجاعة فائقة وذكاء متوقد فنراهم تصدوا وتصدروا الدور او بالاحرى ادوارهم فى اثراء الفكر الاسلامى السامى عن طريق الاجتهاد الذى اقره ودعا اليه الاسلام وكلنا يعلم مدى اهمية الاجتهاد على مر العصور فى سفر ديننا وحضارتنا الاسلامية وفى تكوين وابراز اصحاب المدارس الفكرية التى اثرت بدون ادنى شك الفكر الاسلامى بتراث واضح المعالم وخالد على مر الازمان والعصور وسيظل المنارة المضيئة والعلامة البارزة فى تاريخ امتنا المشرق المشرف
واقع الحال اطلق علماء الفكر على قابلية النماء والتطور مصطلح ---- التجديد -- ومضمون هذا المصطلح يعنى تكوين ظروف الاستمرارية والبقاء لمواكبة كل المستجدات وتجديد الفكر يعنى استمرارية الايمان بصلاحيته حتى يتسنى له ان يكون الاداة الحقيقية لهداية الانسان وتوجيهه وبناءا على ذلك يجب ان يكون التجديد مطلبا ملحا كونه يمثل العلاقة بين الانسان والفكر ولذلك اجزم بان توقف عوامل التواصل بين الانسان والفكر يؤدى الى جموده وبالتالى تراجع دوره
اذن اداة التواصل حقيقة --- بين الانسان والفكر --- هو التجديد بعينه كونه يعطى للفكرة بعدها الزمنى عن طريق ربط تلك الفكرة بالرؤية المتجددة التى تعطيها القدرة على الاستمرار والصمود فى وجه التطورات المستحدثة المستجدة التى يمليها الواقع الجديد وتتقبلها الاجيال اللاحقة
وعليه فلا ارى حاجة الى البرهان على اهمية التجديد بالنسبة للفكر كون التجديد هو وسيلة الاستمرار فالعقل البشرى من حقه ان يباشر مسؤولياته فى فهم الظواهر الانسانية وبالتالى من حقه ايضا ان يفسر تلك الظواهر وفق ما يعتقده ويراه من باب كونه يمارس صلاحيات مشروعة ومباحة لذلك ليس من العدل ان ينكر جيل سابق على جيل لاحق حقه فى ممارسة رؤيته المتجددة لقضاياه الفكرية على اعتبار ان الانكار لا يلغى ذلك الحق ولا يوقف ممارسة الانسان له بطريقة اعتيادية من غير تجاوز او تكلف
مقدمة كان لابد منها لارتباطها بنفس الموضوع وعليه اقول ان الفكر الاسلامى شأنه شأن الفكر الانسانى من حيث قابليته للتجديد وايضا من حيث خصائصه الانسانية ولكن لا يستطيع احد ان ينكر اختلافه عن الفكر الانسانى فى جوانب خاصة وهذه الجوانب هى التى تكفل له سلامة المنطلق والاستمرارية والبقاء ويظهر ذلك الجانب المتميز فى الفكر الاسلامى من خلال ما يمتاز به من خصائص ذاتية واهداف انسانية ويمكن اجمال ابرز هذه الخصائص بالتالى
**** كونه الهى المصدر وهذه حقيقة اخص خصائصه وسنام مزاياه وهى التى تكفل للفكر الاسلامى ان يكون فى منأى عن الاهواء والغايات والمصالح على اعتبار ان التوجيه الربانى تكفل لهذا الفكر السامى ان يكون اصيلا فى تكوينه انسانيا فى غاياته وايضا ابرز الجانب الاخلاقى فى موقع التطبيق بحيث لا يضل ولا ينحاز ولاتوجهه مصالح الاقوياء ولا تعبث به عواطف اهل الاهواء وهذه المعطيات تجعله يحكم فى البشر ويرسم لها طريق السلامة والسعادة حتى يعيش المجتمع بكامله برخاء وامن واستقرار
**** اخلاقية اهدافه وهذه ضرورة حتمية على اعتبار اعتماده نصوصا غير قابلة للنسخ والاهمال كونها نصوصا قرأنية او احاديث نبوية شريفة ونلح خاصية اخلاقية الاهداف فى كل الاحكام وفى كل المواقف ولا يمكن للفكر الاسلامى ان يتجاوز هذا المنهج الاخلاقى الذى يعبر حقيقة عن اصالته كفكر لسبب اشرنا اليه الا وهو اعتماد النص القرأنى والحديث النبوى
ونتيجة لكل ما تقدم فهناك ضوابط ومعايير لهذا النمو والتطور ( التجديد ) لا يمكن تجاوزها كونها تخضع فى مجال الفكر التشريعى لضوابط ضرورية بحيث تعطى لهذا النمو والتطور شرعيته وهى ايضا الحاجز الذى يمنعه من اى تجاوز او انحراف يجرنا اليه عقل مغلق غير متبصر او ميل وهوى لنفس جامحة لم تبلغ النضج او الرشد او الكمال الاخلاقى
وعلينا ان نعى جيدا ان مسلك ووسيلة التجديد فى الفكر التشريعى هى الاجتهاد الملتزم بالضوابط الشرعية فاذا التزم هذه الشروط اصبح مشروعا وضروريا وعندها لا مناص لمن يمتلك هذه الشروط والمقومات ان يتقاعس عنه سواء كان مبنى هذا التقاعس الكسل او الورع الشديد والجميع يدرك انه ليس من الورع بشىء ان يتخلى المجتهد عن مسؤولياته الفكرية لذلك فالاجتهاد المشروع له ضوابط ومعايير لا بد من الالتزام بها ويمكن اجمالها بالتالى
----- التزام النصوص الثابتة وهذا الضابط يرتب على المجتهد عدم الاخلال بالتزام هذا الضابط الهام والمهم وهذه الميزة للفكر الاسلامى تميزه عن غيره من حيث المصادر فالفكر الوضعى هو فكر بشرى بحيث يخضع للعقول المجردة وللاجتهادات الفكرية من غير ضوابط او قيود اما الفكر الاسلامى فهو فكر ملتزم بمصادره الاساسية بحيث لا يمكن تجاوزها برأى ولا يناقضها اجتهاد بعنى ان اى تنكر او تجاوز يفقدها الصفة الاسلامية وبالتالى تصبح خاضعة حكما لكل مقاييس وشروط الفكر الوضعى الذى يمكن ان يطاله الخطأ والتحيز والهوى والالغاء والميل والحيف
وقطعا الدلالة اللغوية هى معيار التفسير والتوضيح فما افادته الدلالة اللغوية عن طريق القطع والجزم حكما يزج ضمن النصوص القاطعة الباته واما بخصوص الظنى من الدلالة اللغوية بمعنى كان مبناه الظن يخضع قطعا لقواعد الاجتهاد ومن المعلوم ان الدلالة اللغوية للكلمة العربية تثبت عن طريق الاستعمال المتكرر والنقل المتواتر ويمكن ان تثبت ايضا عن طريق الاستنباط العقلى المؤكد بالنقل من علماء اللغة او استخدامهم للالفاظ اللغوية
اما بخصوص اثبات المعانى اللغوية عن طريق القياس فقد اختلف العلماء فى حكم اثباتها ولكن الرأى الراجح هو ان القياس اللغوى بحاجة الى اثبات استعمال العرب له وقبولهم به حتى نتجنب تحكم العقل فى المعانى اللغوية بطريقة تعسفية
والثابت ان اهم القواعد التى تخضع لها النصوص التشريعية الثابتة فى توضيح دلالاتها الشرعية نجملها بالتالى
1- التزام القواعد الاجتهادية وهذه القواعد هى اهم ضوابط الفكر حتى يكون اصيلا من منطلقاته لا يحيد ولا يضل عن غاياته واهدافه وكما هو معلوم لدينا ان الاجتهاد هو الجهد الذهنى الذى يبذله المجتهد فى استنباط حكم من دليله وهو الاداة المثلى للتواصل بين النصوص الثابتة والمصالح المتجددة اما دائرة الاجتهاد فانها تتسع لتشمل ايضا مواضع نذكر منها تلك النصوص التى وردت فى اطار الظنية فى دلالتها او ثبوتها وهنا لا بد ان يتصدى الاجتهاد للبحث عن صحة السند من خلال دراسة ذلك السند وطرق روايته او يتصدى الاجتهاد للبحث فى تفسير تلك النصوص بما يؤدى الى وضوح الدلالة على المعانى المرادة منها
ويشمل ايضا تلك القضايا التى لم يرد نص بها فى كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وهذه الساحة الاهم لحركة الاجتهاد على اعتبار ان القضايا المستجده والتى يفرضها الواقع بكافة المناحى بحاجة الى بحثها والبت باحكامها
2- الالتزام بالمعنى اللغوى الذى استقر عليه العلماء شرط مراعاة المصطلحات الشرعية التى اخرجها المشرع من معناها اللغوى العام الى معنى خاص دل عليه النص عن طريق ادلة قطعية وهذا التغيير فى معانى المصطلحات - الاسماء - لا يخرج الكلمة عن معناها الاصلى على اعتبار ان التصرف فى اللفظ العربى امر مألوف فى لغتنا العربية ولقد جرى العرف على تخصيص بعض الاسماء للدلالة على المعانى القريبة منها
3- بيان علاقة اللفظ بالمعنى المستفاد منه وتحديده وذلك عن طريق مراعاة القواعد المقررة عند علماء علم الاصول بحيث يكون استعمال اللفظ معبرا عن معنى ارادة الشرع وعليه كلما كانت العلاقة ظاهرة وواضحة بين اللفظ والمعنى كانت مهمة المجتهد سهلة وميسرة ففى ظل الوضوح تضيق دائرة الاجتهاد الا ان اتساع الدلالة اللفظية على المعانى الشرعية يساعد على نمو حركة الاجتهاد وازدهار الرأى واتساع الفروع الفقهية
اذن التجديد بواسطة الاجتهاد هو الاصيل الذى لا يجوز الاختلاف فيه على اعتبار ان منهج الاجتهاد من المسلمات التى يجب الاعتراف به فتقاعس اهل الاختصاص عن واجبهم فى ابداء الرأى فى مختلف القضايا التى يجب البت بها يسهل وبطريقة مباشرة الى اقصاء الشريعة عن اداء دورها الاجتماعى كاداة للتنظيم وكمنهج للحياة الانسانية وهم بذلك يسهمون فى فرض العزلة على الفكر الاسلامى وبالتالى ضعفه وجموده فكغيره من الفكر ينمو بالجهد البشرى وكما اشرنا سابقا فمن يدعى الورع فى امر الاجتهاد لا يعتبر مبررا للتهرب من المسؤولية فى ابداء الرأى والتعبير عن موقف الاسلام من القضايا المطروحة على الساحة - الشائكة منها والمستحدثة - التى تواجه المجتمعات الاسلامية فى ايامنا وما اكثر هذه القضايا التى تنتظر البت فيها وابداء الرأى بخصوصها وارثنا الاسلامى يغص بكل ما يدعو للاجتهاد وابداء الراى --- فمن اخطأ له اجر ومن اصاب له اجران - تصوروا حتى فى الخطأ له اجر وذلك مكافئة له على جهده المبذول
اذن ليس من الورع بشىء ان يمسك العلماء عن الاجتهاد تهيبا وخشية فالمسؤولية تحتم على اهل الاختصاص ان يتصدوا للاجتهاد لكى تؤدى الشريعة الاسلامية دورها فى تنظيم حياة المجتمعات الاسلامية
ولاستحداث الاحكام الشرعية فى القضايا المستجدة هناك قاعدتان هما
الاولى ---------------- القياس وقاعدة القياس تقوم على اساس الحاق المسكوت عن حكمه بالمنصوص عليه عند مشاركة المسكوت عنه للمنصوص فى علة الحكم
وتظهر العلاقة القياسية بشكل جلى وواضح كلما كان المسكوت عنه اولى بالحكم من المنصوص عليه وفى بعض الاحيان قد لا يكون الالحاق ظاهرا بين الاصل والفرع وذلك نتيجة لتعدد المعانى التى تجمع بينهما مما يجعل القياس صعبا ومعقدا ومن هنا تبرز الحاجة الى البحث عن العلة التى تعتبر من اهم ضوابط القياس على اعتبار ان الشرع ينيط الحكم بوصف لا يصعب على العقل البشرى ادراكه مما يدخل ضمن المقاصد الشرعية التى هدفها الاسمى جلب نفع او دفع ضرر مما اقر الشرع الحنيف اعتباره وقد اشبع علماء الاصول فى بحث الوصف المناسب لكى يكون علة فى القاعدة القياسية ووضعوا ضوابط واشترطوا فيه ان يكون ظاهرا ومتعديا ومنضبطا والا يكون مما الغى الشارع اعتباره
الثانية ---------------- المصالح المرسلة وهذه القاعدة او هذا المصدر يقوم على اساس حرص الشرائع على تحقيق مصالح الخلق المتمثلة فى جلب المصالح ودرء المفاسد وهذه المصالح تقسم الى قسمين
****** مصالح معتبره ويمكن تقسيمها بحسب اهميتها بالنسبة للناس فمنها الضرورى ومنها الحاجى ومنها التكميلى وجاء اعتبار هذه المصالح فى نظر الشرع كونها تحافظ على النفس والمال والعقل والعرض
****** مصالح ملغاة فى نظر الشرع على اعتبار ان هناك نصوص تلغى اعتبار تلك المصالح لان هناك اعتبارات اكثر اهمية بالنسبة للانسان فمصلحة السارق ملغاة ومصلحة المرابى والمحتكر ,,,,,,,, الخ وسبب الغاء هذه المصالح ما يترتب عليها من اضرار بحق المجتمع بصفة عامة
ومن المعلوم ان المقصود بالمصالح المرسلة هى المصالح التى لم يذكر فيها نص بالاعتبار او الالغاء وتركت للمجتمع لكى يقرر فيها علماء الامة وفقهائها التنظيم الذى يصون الحريات ويحفظ الحقوق

اذن التجديد البنّاء هو ذلك التجديد الذى يعتمد المنهج الاصولى الحق والصحيح فى تفسير وتأويل النصوص وهو منهج يحض على استخدام الرأى وينكر الجمود والتقليد
وانا ارى ان الامة التى تلغى كيانها وذاتها هى التى ترفض التجديد ولا تمارس حقها فيه وبالتالى تضعف من امكاناتها الفكرية وتكون عبء وعالة على السابق واللاحق من الاجيال واذا سلمنا ان منهج الاجتهاد الفقهى يشجع الرأى ويلقى على كاهل العقل البشرى ان يتحمل مسؤوليته كاملة فى ميدان الاجتهاد فان التجديد فى ميادين وساحات الفكر الانسانى بصفة عامة امر منطقى وطبيعى كون العقول البشرية مكلفة بأن تمارس انسانيتها من خلال ما تفكر به
نقطة غاية فى الاهمية لا بد من التعريج عليها ونحن بهذا الصدد الا وهى ان للفكر الاسلامى اهداف وغايات مثلى تناسب عظمة هذا الفكر وهذا الدين الحنيف يمكن اجمالها بالتالى
( 1 ) - وضع اسس هدفها تنظيم حياة الفرد خاصة والمجتمع بصفة عامة لتحقيق السعادة والحياة الفضلى التى يطمح اليها كل ابناء المجتمع وبالتالى تحقق الرخاء والرقى
( 2 ) - محاربة الخرافة والاسطورة كون الفكر اداة للهداية فتحرير الانسان يشعره بانسانيته التى اكرمها الله بنور العقل وهدايته
هذه المنطلقات والمبادىء اساسية لا تخضع للتجديد كونها تحمى الانسان من الانحراف وتبعده من مواطن الحيف والزلل والتجديد امر لا خيار فيه وهو مطلب عقلى واجتماعى كون العقل يرنو اليه لممارسة حق مشروع والمجتمع يتطلع اليه لتزويده بالرأى الذى يحقق له المصالح المشروعة التى اقر ديننا الحنيف بها فى مبادئه الاساسية لذلك هناك عوامل عديدة تبرز مبررات التجديد فى فكرنا الاسلامى نذكر منها *** التطور المتنامى فى طبيعة الحياة الاجتماعية وقابلية النصوص التشريعية للفهم المتجدد وهذا المبدأ متفق عليه ********* وتلك الضرورة الملحة لمواكبة فكرنا الاسلامى لحاجات الانسان ورغباته على اعتبار ان الفكر غاية الانسان ومبغاه ولا يجوز لهذا الفكر ان يكون معزولا عن قضايا الامة وما يطرح من مستجدات على الساحة بمعنى كافة القضايا التى يعيشها الفرد على كافة الصعد وفى كافة المجالات

وفى الختام لا بد من كلمة فى قضية التجديد فلقد تتالت مواكب دعاة التجديد والتاريخ شاهد على ما ندعى بدلائل لا يستطيع احد ان ينكرها على امتداد تاريخنا المشرف وكان هؤلاء الدعاة الرواد يبذلون الغالى والنفيس فى سبيل ذلك بهدف استمرار وتصحيح المسيرة سواء على صعيد الفكر والتشريع ام فى ميدان العقيدة وحقيقة لم يضق صدر الاسلام بهؤلاء الدعاة وانما ضاق صدره بما اثقل كاهل الفكر الاسلامى من تقليد وانحراف وجمود وهذا مدعاة لتقديس التاريخ وعصمة للتراث وهذه العصمة والتقديس تتعارض قطعا مع منهج الاسلام الذى يرفض كلاهما ويجعل امر الفكر فى مواطن رعاية العلماء المؤتمنين على مواصلة العطاء حتى تبقى شعلة الفكر متقده متوهجة تنير الدرب وتعبر المسالك امام قوافل المؤمنين برسالة الاسلام
والثابت ان الفكر لا يترعرع ولا ينمو فى ظل التقليد الذى بسيادته او التزمه فيه كل الدلالة على تراجع وتخلف الامة وبالتالى عجزها عن العطاء مع ملاحطة ان التجديد لا يعنى بأى شكل من الاشكال التغيير وانما يعنى الاضافة المتميزه التى تسم الفكر بسمة عصره حتى يكون الوليد الشرعى للمجتمع ولا يمكن لمجتمع حى ان يتخلى عن مسؤوليته فى ابداء رأيه فيما يواجهه من قضايا فكرية على اعتبار ان الفكر الاسلامى يملك قابلية التجديد المستمر كون النصوص الشرعية التى تعتبر مصادر اساسية للفكر الاسلامى اناطت بالعقل البشرى مسؤوليات جسيمة وأطمأنت الى سلامة اختياراته وارست له ضوابط حتى تكون رحلته فى الاستنباط والبحث والاستنتاج محكومة بمؤشرات الوقاية من الضلال والخطأ محاطة بكل اسباب السلامة
وكما اشرنا انفا بان الانسان هو السبب الرئيس للتجديد هو ايضا دون ادنى شك اداة التجديد وهو الغاية والهدف من كل تجديد وهو مؤشر - اقصد التجديد - على نضج الممارسة العقلية وتحمل الانسان لمسؤوليته فى التعبير عن تجربته الذاتية ورؤيته المتجددة لقضايا عصره فاذا مارس الفرد هذا الحق المشروع بشجاعة وحرية دون قيود وضوابط كان مؤهلا فعلا لحمل وتحمل المسؤولية وان طاله التقاعس عن ممارسة هذا الحق سواء كان لعجز او جهل او خوف ووجل كان جديرا بان يكون فى مؤخرة الصفوف
وان مجتمعنا الاسلامى اليوم مطالب بأن يتصدى لقضاياه الفكرية اكثر من اى وقت مضى مؤكدا فى ذلك اصالة الفكر الاسلامى وتميزه بالانسانية وبخصاصه الذاتية التى تضعه فى المقدمة دون منازع
واذا لم يتصدى علماؤنا وفقهاؤنا وهم رموز واعلام الحياة الفكرية فى مجتمعاتنا المعاصرة لتحمل مسؤولياتهم فى الاعراب عن ارائهم الفكرية فى القضايا المطروحة على مجتمعنا فان التخلف والتراجع عصره سيمتد ويطول لا محالة وسيبحث مجتمعنا --------- وهنا مكمن الخطر وسنامه --------- عن البدائل الفكرية المتزاحمة التى نراها وتغص بها ساحاتنا وهى حقيقة بدائل لن ولم تسهم فى رقى مجتمعنا وتقدمه ولا فى نمو وتطور فكره كون الفرق شاسع واسع بين الاصيل من الفكر والدخيل فالاصيل يملك القدرة على مخاطبة امتنا ويلامس واقعنا ويلك القدرة على تحسس وتلمس مشاكلنا
وسيبقى منهج النمو والتطور فى مجال الفكر الاسلامى الاصيل هو الرجاء الذى لا خيار لنا فى تخطيه على اعتبار ان مجنمعنا ضاق بليل الظلام ويرنو الى مشاعل التجديد التى ستنير بعون الله ذلك العتم الدامس حتى ينبثق ويطل من خلف الافق البعيد ذلك الوهج والنور المحمل بالامل والذى يحمل بيديه بشرى عهد جديد يتصدى فيه فكرنا الاسلامى السامى لكافة التحديات الفكرية المعاصرة
والله نسأل ان يجنبنا العثار والزلل فى القول والعمل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الحسن ولدالمسكين
مراقب
مراقب
الحسن ولدالمسكين


المدينة : الدار اللبيضاء
عدد المساهمات : 1506
معدل النشاط : 2781
تاريخ التسجيل : 25/02/2011
العمر : 51
الموقع : www.da-wawin.com

دراسة ( الفكر الاسلامى ) وقابلية النماء والتطور - الباحث / طارق فايز العجاوى Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة ( الفكر الاسلامى ) وقابلية النماء والتطور - الباحث / طارق فايز العجاوى   دراسة ( الفكر الاسلامى ) وقابلية النماء والتطور - الباحث / طارق فايز العجاوى I_icon_minitimeالثلاثاء 13 نوفمبر - 13:34

السيد : طارق فايز العجاوى ..بداية ارحب بك اخا وصاحب دار
دراسة ( الفكر الاسلامى ........ وقابلية النماء والتطور ) موضوع يستحق اكثر من مرور
ولما لا وهو نبع الرقي والنماء
جزاك الله عنا كل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دراسة ( الفكر الاسلامى ) وقابلية النماء والتطور - الباحث / طارق فايز العجاوى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات دواوين الثقافية و الأدبية :: المنتديات العامة :: المنتدى اللإسلامي-
انتقل الى:  
أركان منتديات دواوين الثقافية و الأدبية