الاخ المحترم زايد التجاني
بدأ اشكر لك التصفح والتفاعل وسرني ان القصيصة امتعتك رغم تحفظاتك على بعض منها..واعتبارها رسما كاريكاتوريا
في حين انها رسم كارثي دراماتيكي...
فمنذ ان كتبت هذه القصة وهي محل جدال في كل مكان نشرت فيه اولا لانها لا تتضمن الا اسماء وحروفا
ولانها تجديد في كيفية كتابة ق ق ج دون اثقالها بافعال ..كما ان كلمتي تلفاز بلازما لم يستحسنهما الكثير من القراء رغم
ان لا مندوحة عنهما لا لشيء الا لانعدام مرادف لهما بالعربية ...وهناك من لم يعتبرها ق ق ج لكن...

لنفكك النص اخي لنجعل المتصفح في الصورة.وندخله لاستقراء هذا النص الاسمي
في الصباح
ليل اصبح على صباح مبهم فارغ لا امل ولا عمل
فهوة
في سواد ايام البطالة والتعطل
جريدة المقهى
مجانية تلمح لخواء وفاض شخص القصة
دخان سجائر
تنفث الغيظ دون التنفيس عنه ويذكي فيض النفس من الغبن وعدم تكافؤ الفرص والمحسوبية والزبونية والمحاباة
ساعات جلوس
لازجاء وقت يمر هدرا متوحدا في تشابهه المتشابه قاسيا جارحا ككراسي المقاهي الشعبية
في المنزل
هذا الفضاء المغلق على اسراره يضغط على صاحبنا فلا يلازمه
دبلوم على الحائط
علق مصير صاحبنا الى حين كرمز ووسام على صدر امتليء علما اثمر فقرا وزاد خثرا
حسرة والد
احتضار التمني في قلب جيل يرى جيلا افنى عليه حياته وراحته ليواجه اخيرا مستقبلا مسدودا
مساء
امتداد كرونولوجي لفراغ الصباح وتمديد لمعاناة متجددة الحوافي
فرجة في تلفاز بلازما
تناقض سافر لما عليه دنيا وحيواةالعاطل .وما ليس لديه ولا يراه الا في المقاهي ولا تعتبر الفرجة كمنتفس فقط بل ايضا تحسرا حسرة على خضرة ملاعب توحي بمستوى معيشى ارفع.وراء بحر قاتل .
الفقر يقتل الامل ويفتح ابواب الفتن بارصا وريالا كانت او اشياء اخرى اشد فتكا
قهوة دون جريدة ودخان سجائر
يغطي الافق اجترار وتكرار لمعاناة لا يحس بها الا من يعيش تداعياتها المضجرة .والشخص الانسان هذا مهما صبر وطال انتظاره لغد افضل.فرد مرشح ان يندحر الى الاسفلين او ينفجر.لنقل انه قنبلة موقوتة فتيلها مدهون قابل للاشتعال في اي حين.الرياح اقوى في عصرنا هذا من ان نصارعها. انه لم يجعل حياته تغرق في الضجر .ولم يصب ان يكون ما هو عليه فلا احد يحب ان يركن على هامش الحياة .
لقد ارتايت ان اكتب قصة دون افعال عن قصد .فلا شيء فيها مفعل او قابل للتفعيل ما دامت الامور ترابض مكانها.

لنمر الان الى الشق الفني للقصة ذاتها

من احدى مميزات القصة القصيرة او الوضمة او مهما تعددت مسمياتها, قصر الجمل .والتكثيف المعنوي والمقصد الرمزي المباشروقد كان نصي ذاك كله .لم احبذ ان اوسمها لا بالحركية ولا بتوثر ولا تازم موقف فذاك من سمات القصة التي توطف الجمل الفعلية. هي نفسها ازمة حياة .انها تحتفي بالحدث والشخص والفضاء والمبتغى السردي .هي صور درامية مظلمة ومحزنة لزمن كثر فيه الضحك على الدقون والتغني بالتغيير لغير المتغير....قصتي تحكي واقعا تجريديا معاشا مسطحا لا مجال للنثوءات فيه.وظفت فيه جملا اسمية بسيطة ثابتة تبوث الحالة ودائمة دوام الظرف وبطيئة الايقاع لقحولة البقاع لكن محملة بثقل وقع الواقع.جملا تحمل طابعا كميا مجملا لحالة حدث تحتاج لمتخيل درامي بعيد المدى من متصفح متميز حساس ومتكمن ليستوعب متاهات تركت كنص مفتوح مشرع على مجهول الحال المقفول اصلا في هذا النص.انك والمتصفح النبيه امام نص في حد ذاته استهلال حكي وعقدة وقفل في ان واحد.كثف لحد الكتف وكل كلمة لها مكانها ولا يمكن الاستغناء عنها.

القص والابداع يمنحان الامل بحروفهما ويحملان التفاؤل بين سطورهما .لكنهما متواجدان هنا كاداة لتعرية حالة اجتماعية مخزية لا يلمع في افقها اي امل اوتفاؤل.وذاك كان المراد منها
لا احبذ ان اشرح نصوصي ولا ان استقرأها لكن بهذا احببت ان اقربها من القاريء ...
على حد قولك اقترحت حذف كلمة بطالة...في حين لم تخل بالنص او هلهلته واقترحت البدء بفرجة في بارصا وريال ...لكن نسيت ان لا فرجة عليهم لا فيهم الا من خلال تلك التلفازات العملاقة ذات الالوان الزاهية الجميلة التى لا تتوفر انذاك حيت كتبتها سوى في ..المقاهي.
او لدى ذوي المقدرة على اقتنائها ...
ارجو ان اكون اوصلت الفكرة ..

تحايا عدنان الهمص

اخي سعيد محمودي
كل عام وانت بخير وصحة
وعيد مبارك لك ولكل المنتدى
شاكر لك دائما مرورك المحفز
فمرحبا بك متصفحا ومتفاعلا بهيا
مودتي ودي وحقل ياسمين
عدنان الهمص