الموءودة...فرحة
بنيت لفرحتي أحلاما
عشت في رغدها أياما
شيدت قصورا من خيال
ملأتُها حبا وابتساما
زرعتُ أزهارا في جبال
نَصَبْتُ فيها خِياما
وقلت للدنيا اسعدي
علام الحزن؟. .علاما؟؟
هي ذي الحياة أقبلَتْ تقول:
ها قد فتحتُ ذراعَيّ
هُبِّي, تعالَي إلي
أسرعتُ نحوها
وكلي شوق إليها
هي حياتي التي لم عشتها
هي فرحتي التي اشتقتُ إليها
رسمْتُ بسمتي على محياها
أسرعتُ لا أرى إلاّها
وغضضتُ الطرف عن سواها
فتعثرَتْ قدماي
ووقعت أرضا مُغْماَّ علي
وعند صحوتي تمنيتُ
لو لم أفتح عينَيْ
فتحتهما لأصحُوَ من غفلتي
فتحتهما لأرى شظايا أمنيتي
فتحتهما لأَشهَد وَأْدَ فرحتي
فوجدتُ قصوري قد أصبحت حطاما
وأزهاري أضحتْ هشيما
ونار حسرتي أكلتِ الخياما
قلت للدنيا: أغمضي عينيك
إلام تنظرين؟ إلى ما ؟؟
أإلى الحياة التي تزيدني إيلاما ؟؟
أم إلى فرحتي التي أمست مناما ؟؟
أم إلى حسرتي التي كانت غراما ؟؟
وجدتُني قد وقعت في أسحق هُوّة
وبنيتُ أحلاما في غفوة
من زخـارف دخـان
على فقـاقـيع رغوة
فرُسِمَتْ أوهـامـا
تجرُّني وراءها بنخوة
قلت لنفسي:
آهٍ...نفســي...
آهٍ...نفســي...
كم تكفيكِ من حسرة؟؟
وعلامَ تتحسّريـن على ما؟؟
هي ذي الدنيا
كلما أعطتكِ أحلاما
سرقَتْ منكِ الأوراق والأقلامَ
أخرَسَتْ لسانكِ
وسحبَتْ منكِ الكلامَ
كي لا تبوحي بما فعلَتْهُ بكِ
ظلماَّ و إجراما
كي لا تحكي قصة فرحتكِ
التي شهدتِ وأدَهــا...
في مهدهــا
وما مضى على ميلادهــا
سوى أيّـــامـــا...
ــ سعاد فائز ــ