استفقت الصباح و خيوط الشمس تخترق وجهي النائم و عيوني انتفخت ، الحزن مرسوم و جالس بأبهى حلته على عرش قلبي. نهضت و ألم كدماته على ظهري تجرحني و الحروق مازالت تعشق جلدي ، لمحتها بنظرات لامبالية و رميت غطاء النوم عني لمست المكان جانبي ، رحل و لم يعد بجانبي . أنا بخير أبتسم توجعني خذوذي من زرقة اجتاحت عيوني . انغمست رجلاي في الزليج الصلب ، أحاول استعادة توازن جسمي و هو مثقل بكل هاته الجروح الفرحة و الكدمات على وجهي تفضح قدري . مشيت للمرة الثانية في حياتي و الحائط سندي ، لعلي أتذكر الخطوات و أستعيد ملامحها الميتة بجروحي . بعد أن عادت خطواتي لثانية هويت أرضا ، ارتطمت أسناني ، ما من معين و لا منقذ ليكن الله في عوني . صبري حرقني. رأيت مرآة الحمام بريقها نداني ، وستارة نافذتي بيدو وراء عتمتها طيف ألوان صنع من مادة النجوم ز الأحلام .دموعي تنكسر أرضا ، أردت مسح الدمع كيف لي أن أفعل و يدي شتتها الزمان ، لا يد لي تجمع فوضايا . يد وثقت بها فقتلتني. وفي طريقي للوقوف وأنا أتلقف الخطى جمعت أحزاني المرمية و أعدتها لقلبي ، أحاول الوقوف بشكل مستوي فأفقد عقلي مرة أخرى و يصعقني زليج قصري البديع . حلق ثوبي الأحمر الخفيف لا أعلم و لماذا و من فعل ذلك صرخ في وجهي و أكمل سطور ألامي و أنهى معجم أوجاعي ؛ صمت و صمت ، وفي صمت لمحت أحمر الشفاهي هرعت إليه أخذته بين أظافري و في حالة هستيرية و بدون إدراك كسرت غطائه فتحته فوضعت بعضه على شفتي اسود وجهي و لم تعد ألوان بجسدي أسرعت إلى المرآة فغضبت رموشي ، صرخ فمي و انسكبت الدموع " مسخة أنت " ، فلم تبالي أفكاري . جريت أبحث عن كرسي و قفت و تبث عنقي على حبل مأكول ، وضعت عطر أيامي السوداء و ألصقت أظافر اصطناعية ، شفاه منفوخة من عملية تجميلية واقعية و طلاء أظافر أحمر، لبست ثوبي الأحمر المفضل بعد أن سرقته من الأعالي ، ارتدت أقراطي البراقة التي أهداها لي و لاطالما اعتقدت أنها من ألماس، وقابلت المرآة مع وجهي فشهدت لإلاهي و أخذت مسدسي ، قفزت من الكرسي و أطلقت نراني .
مذكراتي 14فبراير: و هكذا صرت أنا
مريم شكراوي