يُحــــاكي في تَـــقَلُّبِهِ القُـــــلوبَا
ويُخْفي بِاسْـــتِكَانَتِهِ الكُـــــروبَا

ويَحْكي عَن زَمــانِ الــوُدِّ وَلّى
فيُذكي جُرْحَ مُنْطَـــفِئٍ نُـــدوبَا

شَبيــهِي لا يُلائِــــــمُني وَديعًا
فَوَيْحي كَمْ أُجَــنُّ به غَضُــوبا

كَئيبٌ مثــــلَ رقــصَتِه فُؤادي
ويَحْمِلُ فَرْطَ نَشْـــوَتِنا شُحوبَا

طُـقُوسُ المَاءِ تُرْبِكُنا فَنَبْــكي
طُقُوسُ الماءِ تشْبِهُني حُرُوبا

تُحاكي في غَزَارَتِها انْسِكابي
وَتُلْبِسُني الشّوَارِعَ والـدُّروبَ

أنا المَجْنونُ تَعْرِفُني عَرُوسي
وأَعْــرفُ أنها جُبِلَتْ هُروبَا

فَأَتْبَعُها لِعَيْنِ الشَّمْسِ ظِـــلّا
وَتَلْحَقُني كَمَا المَنْفَى غُروبَا

كِلانا يَشْتَهي في المَاءِ ماءً
كلانا يشتهي في النّارِ كوبا

جُنونُ الماءِ فِتــنتُــنا جَميعا
وَكانَ المَاءُ في دَمِــنا ذُنُوبا

يُبَـــلِّلُــــنا إِذا صِـــرْنا نَــبيدًا
ويملأُ كَفّـــنا اليُمنى ثُقــــوبا

خليلي يا شَفيفَ الوجْه قُلْ لي
متى روحي تُطاوِعُني هُبوبا

خلــيلي يا شديد البأس خُدني
إذا أَمْشي كَتيهِ أبي وُجُــــوبا

سَئمتُ النّــاسَ والدُّنيا ونفسي
وَشَعْبٌ لا يُجـــرِّبُها نُشــــوبا

يُجَاريها وإنْ جَــارَت عَــليه
وَيُطْـــعِمها يَديهِ لـــكي تثُوبَا

ويَدْعـــو بالبَقاءِ لَها وَيَــــفْنى
وَيُؤكَلُ في مَوَائِدها طَـــرُوبا

فَما خَابَ الذي سَوّاكَ ظَهْرا
لِتَشْكُرهُ على النُّعمى رُكـــوبا

ليَمْلَأ قَلْـــبَكَ الـرّاضِي وُعودًا
وَيَملَأ مِن تَعَاطُفِكَ الجُـــــيوبَا

فَبَلّغْ رُقْعةَ الشّطْرَنْج صمتي
وزدني من هَلاوِسِـــهِا حُبُوبا

فإنّي لا أُطـــــيقُ دَمي بَيَاضًا
حِيـــَــاديٌّ يناصرني عُزوبَــا

وَمَن لم يعرف الدنيا سَــــرِابا
تَرَدّى في مجَاريها نُــضُوبا