يأْسي منّْكُم ف قلبـي تصلّب وحْلف ما يلْيان
وضاقت بيكُم حالي ومن الإنتماء ولِّيت حشمان
مهمول ف حُضن حماكُم منبوذ ف الغربة حيران
ومتهوم إرهابـي بْلا حُجة ثابتة عليا وبلا برهان
قُنبلة موقوتة وكأنـي محقون بْشُحْنة من بُركان
وأَنْفاسي محصية وخطواتي مرصودة ف كل مْكان
واش نـمْحي من صدري حرف هويّتي ولغة القرآن
واش هَذا حق أو باطْل ياشْيوخ أَواخر الزَّمان
في قْلوبكُم تربّْعات الأَحقاد والفُجور والخِدلان
ومن فرط فُجوركُم ضاعت مني القيمة والشان
غايبين ف غيبوبة ومْحنّْطين فْ كان ياما كـان
وْلا خطوة مْباركة وْلا نـخوة وْلا دْراع سْخان
من فيكُم "قال أنا" يبرز ف الساحة والـميدان
ويرفع الضيم ويْدوس لـمْهانة ويسْحق العديان
سْفونكُم غارقة وْلامْراسي وْلا رايّْس لا رُبَّــان
محزمين بالفُحولة وأَهدافكُم ف أَرداف النسـوان
وغارقين ف اللذة وناسيين الدَّوام لله الديــان
من فيكُم يقدر يدخل للقُدس ويتْخشّع للرحـمان
ويصلي ويخطب ف الـمنبر والصَّدَى يْهز الأركان
من فيكُم يفك حِصار غزة ويهدّ فولاذ الجـدران
بْلا غزة ما تكون كينونة وما يْكون ليكُم كِيــان
بلا غزة لا مسلم لاعربي لا مذهب لا أُمَّة لا إِيـمان
بلا غزة لا قيمة للقِمَّة لا ضمير وْ لا دُنيا لا أَدْيان
واللي فيكُم زَعيم ينطق ويْقول غزة أو الطوفـان

كنت قبل شهور مضت وعدت اخي الحبيب المبدع عبد الغني الراقي ان اقوم بقراءة نقدية لاحدى قصائده، بعد طلب منه ، فمن عادتي ان لااتقدم باي نقد لكائن من كان ما لم يطلب هو ذلك، وحالت ظروف صحية واخرى مهنية ان افي بالوعد في حينه ، لكن ما ان سنحت الفرصة حتى انبريت بقلمي ، لاقوم بهاته القراءة النقدية لهرم من اهرام الزجل المغربي ، المبدع المتألق والزجال المحنك عبد الغني الراقي.
لعلي لااتطاول على مقامكم البهي بهذا النقد المتواضع.

لعل اول ما يمكن ان يلاحظه بعجالة اي ناقد وان لم يكن متبحرا في النقد ان اللغة التي كتبت بها هاته الزجلية هي اقرب في كثير من ابياتها الى اللغة العربية الفصحى ، ولعل ما يمكن ان يشكل الفيصل في ذلك هو طريقة نطق الحرف فقط ، بحيث لو اننا لم نخبر القارئ بأنها زجلية لظن بأنها قصيدة تجمع بين العامية والفصحى في كثير من ابياتها ، لذلك يمكننا ان نقوم بتجربة بسيطة باعادة قراءة ابيات القصيدة ونحاول تفصيح نطقنا للكلمات والحروف ، الشيء الذي يجعلنا نتأكد ان الزجلية يمكن تصنيف لغتها ضمن ما يسمى باللغة البيضاء التي تعمد الى استعمال المشترك بين اللهجات العربية ، ليتحقق التواصل مع باقي الشعوب العربية ، وكأنها زجلية وضعت لتحقق هذا التواصل ، خصوصا ان موضوع الزجلية يحاول تقريب صورة ما يقع للأمة العربية ، وما يحاك ضدها ، وما تعيشه من اتهامات في وجودها، وهويتها ، ودينها.
هذا السياق جعلني احاول المزاوجة بين اول بيت واخر بيت في هاته القصيدة:
البيت الاول
يأْسي منّْكُم ف قلبـي تصلّب وحْلف ما يلْيان
وضاقت بيكُم حالي ومن الإنتماء ولِّيت حشمان

البيت الاخير:


بلا غزة لا قيمة للقِمَّة لا ضمير وْ لا دُنيا لا أَدْيان
واللي فيكُم زَعيم ينطق ويْقول غزة أو الطوفـان

لاحظ معي ايها القارئ الكريم ان الشاعر هنا اخبرنا في البيت الاول انه يئس من الامة الاسلامية، او الامة العربية او منهما معا على حد سواء، واكد بأن هذا المخاطب الذي يئس منه ضاقت به حال ذات الشاعر ، وانه اصبح خجلا من الانتماء الى هذين "الامة العربية "و"الامة الاسلامية ".
وفي البيت الاخير يعلل سبب اليأس وسبب تصلب هذا اليأس في قلبه على اعتبار انه اصبح حقيقة لاتقبل الملاينة او اللين ، او ما يمكن ان نصطلح عليه بالحقيقة الصلبة، وهو ضياع غزة وانتهاك حرمة غزة واهلها ونفى وجود قيمة للانتماء القومي العروبي بقوله بلاغزة لاقيمة للقمة ، ولاقيمة للانتماء الديني "الامة الاسلامية" بقوله لاضمير ولادنيا ولااديان ، بل اننا نجد تجاوزا وضربا واضحا- في وضع وحالة انتهاك واستباحة غزة- لقيمة حتى البعد الانساني لانه اشار الى الضمير ، واشار الى الدنيا .
بمعنى انه اذا ربطنا البيتين-الاول والاخير- ببعضهما فلن نشعر بالبتر الذي قمنا به للقصيدة وهذا يظهر ذلك الانسجام في بنية القصيدة وتماسكها ، وتساوقها حتى لو حذفنا منها مقاطع.
وبعودة سريعة الى الابيات الاولى من القصيدة نجد ان الشاعر حاول ان يبرز حال الانسان العربي المتهم بالارهاب بسبب انتمائه الاسلامي والعروبي ، وهاته مزاوجة اخرى جيدة بين الانتماءين ويشير الى ذلك قوله في البيت الرابع "واش نمحي من صدري حرف هويتي ولغة القران " وهنا اشارة الى الانتماء الحرفي للغة العربية والاسلامية لاشارته لكلمة حرف ولغة وكذا كلمة قرءان.
ثم باسلوب لاذع يتهم الشاعر الحكام ورجال الدين بكلمة شيوخ لأنها كلمة ارتبطت بما هو ديني في المرجعية الثقافية الاسلامية ، وفي نفس الوقت تشير الى الحكام لان هاته اللفظة "شيوخ"تطلق على الحكام في بعض دول الخليج العربي...

انتهى الجزء الاول من نقد القصيدة ويليه الجزء الثاني .

أخي وأستاذي رشيد إيلال إن النقد يجعلنا ندخل إلى عمق القصيدة
منتدى دواوين سعيد بتواجد ناقد متلك وشاعر بحجم أستاذي عبد الغني الراقي فهنيئا لنا بكما

بارك الله فيك اخي الطيب ابراهيم الرامي على حسن كلامك المشفوع بالمحبة الصادقة
اخي الفاضل اسعد ان اكون قد وفقت في الجزء الاول من القراءة النقدية لقصيدة من فيكم قال انا للزجال الهرم عبد الغني الراقي، وقريبا ساستمر في النقد باضافة الجزء الثاني فالثالث.

بادرة طيبة وسيكون لها طعمها هاته التي قام بها الاستاذ الناقد والشاعر رشيد ايلال
حتى نتعرف على الجواهر الابداعية بالمنتدى وأشكر الاستاذ المبدع عبد الغني الراقي
على جمال وروعة ماجادت به قريحته والحمد لله على سلامته

سالت نفسي
قلت لها يانفس ماذا اصابك
هل في تفسي باس
اذهب نظري
ام اقترب اجلي
بالله عليك تكلمي يانفس
يانفس بنفسي ما فقهت
اجابت نفسي وبكل همس
مادهاك يانفس
وما سبب هذا الياس
قلت رايت في السماء بدران
وما هذا ما عهدت  
فقالت نفسي لتفسها
الم تري الشمس والقمر قط
قلت بلى
ولاكن لكل منهما وقت
فالت تفس نفسي الم تري الكسوف قط
قلت بلى
انا اعرف الكسوف
وهذا النور ما عهدت
اتعرفي يا نفس نفسي
ما وجدت
لا داعي لان اسالك الان وعيت
اسمان يلمعان
في سماء منتدانا
والان مجتمعان
لهم كل الود والاحترام
الاستاذان الحبيبان العزيزان على قلبي
والله وحده يدري
الاستاذ رشيد ايلال
والاستاذ عبذ الغتي الراقي
لكما الف تحية وسلام

شكرا ايها الغالي الطيب سعيد المحمودي الذي يحرص ايما حرص على ان تبقى راية الابداع متالقة في سماء منتدانا الحبيب ، واريد ان اشير لك باني هنا اصبو الى ان ادلي برايي في سياق خلق ثورة ثقافية تعيد للنقد هيبته ، وللاباع الجميل سطوته ,

يسعدني أيها السادة الفضلاء و أيتها السيدات الفضليات أن أقدم لكم لمحة عن عائلة عبد الغني الراغي أو الراقي
بـحر الزجل مَدى بْلا حدّْ
من عمق أعماقْنا مدّدنــاه
وْآمرْنا يْكون بْجزر ومــدّْ
وبْسفون ومْراكب زوّقْنـاه
تْموّْج و هاج وزْبد ورْغـد
تْغزّْل بْالسّما وذابت ف هْواه
فن الزجل ...أَبََا عن جـدّْ
شِعْر بْذاتو بْوجْهو وقْفــاه
بْروح وبْكَينونة ف الـمشهد
طْويّْر شادي يْرتّل مغنـــاه
ف جْبال وسْفوح باح وغـرّد
وحلّق وضْرب لُوتاد ف سْماه
وبسْمل وحـمدل وشهّــد
وسبّح صادْح ف رحاب الله
-
عبّرتْ
و ليس عبد الغني الراغي(الراقي) وحده هو الشاعر في هذه العائلة المباركة
فمن إخوانه شعراء كالأستاذ محمد الراغي و هو الأخ الأكبر لعبد الغني الراقي و هو أبي
و الأستاذ عبد الحكيم الراغي و هو شاعر يكتب بالغة الفرنسية و الإسبانية
و كذلك أبناء هؤلاء الشعراء

اخي الفاضل عبدالصمد الراغي اهلا بك
الزجال عبدالغني الراغي غني عن التعريف وهو أحد اساتذتي الذي أكن له كل التقدير والاحترام وسبق ان ثم تكريمه في مراكش على مايقدمه للابداع بصفة عامة ولمنتدى دواوين
كما أحييك واحيي كل عائلة الراغي المبدعة وكما لاتعلم ابني فإن الاستاذ الجليل الزجال عبدالغني الراقي
كان شديد الحرص ومن أشدالممانعين على نقل قصائد ليست لمبدعيها وهذا سبب تركه لمنتديات دواوين
ارجوا ان تحدو حدوه وللعائلة الكريمة كل التقدير والاحترام