للصمت كلام
نقرأه على الشفاه
للصمت مرهم
يدور في فلك الأفواه
للصمت نذر مكتوب
بحبر من ياسمين
يستقطب الهدنة المنشودة
أم سخط اللحظات الجارحة
للصمت بصمة
تراود الحلم فينا
يومئ له الشوق فينا
للصمت بريق
يبعثر الحقيقة
يئن للجرح الذي أدمانا
أخرج أيها الصمت بظلك
واعف عن طقوس الوجد
رتل منفانا منذ طفولتنا
توهج بشمسك الباردة
إن لنا قلوبا تحتضر
وسكونك يمحو الزهو فينا
تلمس طريقك
على شواطئنا المكلومة



تعقب اسوارنا القديمة
أراك قلادة تارة
تؤثث الكبرياء
ودموعا تارة
تضم الضجر الذي يسكننا
ننتظر وحيك الجليل
كتلك القطرة الدافئة
تسكن الأرض
لتنبت الحب
نتبرك بك تارة
نحكي قصصا سقيمة
ننسج عبرا عقيمة
تئن لها شموعك الغريبة
وتمسح بيدك الكريمة
مرارة النواح فينا
نعاتبك تارة
لأنك صلد كالجبال
تسحب منا السؤال
وسلطة الأقوال
وتغفو عنا
كما غفت من قبل
إشراقات هويتنا
نراك تستعصي الإجابة



وتتلذذ لحزن أشعارنا
نرى فيك روحا تزأر
لتستبيح غربتنا
الليل عنوانك السامي
تمحو به كل العهود
وبوحك شبح
يكسر هدنة السجود
ويسجن كل الأحلام
تتحسس أجفاننا
لتوقد فيهم حسرتنا
ننام ولا تنام
نستيقظ من سباتنا
لنشهدك حرقة وحشتنا
لكن تبقى تاجا
تصوغ كل أمانينا
وكنز له المعنى
ينير بكل نبل
بمآذنه لوعة الذكرى
التي تلاحقنا