أبو الريحان أحمد بن محمد البيروني ،رحالة وفيلسوف ورياضي وفـلكي وجغرافي ،يـعـد مـن أكبـر عظماء الإسلام ،ومـن أكابر عـلماء الـعـالم ،و الذي وصفه العـالم الألماني (سخاو) بقـوله : (أعظم عـقلية عـرفها التاريخ) توفي البيروني سنة 1048م ، وكانت وفاته ختام حياة حافلة لرجل حكيم وعـظيم، وفي وفاته يحكي أبو الحسن علي بن عيسى فيقـول: دخلت على أبي الريحان وهوطريح الفراش يجود بنفسه، فقال لي: كيف قلتَ لي يومًا في حساب الجدّات الفاسدة؟ فقـلت له إشفاقًا عـليه: أفي هـذه الحالة تسأل؟ فـقال لي : يا هـذا، أودِّع الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة، أَلاَ يكون خيرًا من أن أخلِّيها وأنا جاهل بها؟ فأعـدتُ ذلك عـليه وحفظ، وعلّمني ما وعد، وخرجت من عنده، وأنا في الطريق فسمعت صراخ زوجته عـليه (مات)..
هذا الرجل عـمل بقول رسول الله (ص) : أطلبوا العلم مـن المهـد إلى اللـحـد..فهو طلب معـرفة شيئ كان يجهله وهويحتضر..
و في صيف 1998 إلتقـيت بمهندس معـماري ألماني بمخيم مدينة إفـران ونشات بيننا علاقة صداقة ،ولما علم أنني أستاذ اللغة العـربية طلب مـني يوما أن أعلمه كتابة اسمه الكامل بالحـروف العـربية ،وكذلك إسم بلده (ألمانيا) فرحبت بطلبه وأخذت أعلمه ذلك خلال إقامته داخل المخيم ، وكان يلح على تعلم كل حرف عـلى حـدة لفظا و كتابة، وفعلا استطاع خلال أربع ليال أن يتقـن كتابة اسمه( كارل طورانست=carl Toranst )واسم بلده (ألمانيا) وعـندما عـاد إلى بلده ، بعث لي بطاقة يشكرني فيها على تعـليم كتابة الحروف العربية وكتب اسمي برسم جميل( تكطو) وحـين أخبرته أن الإسم ينقصه حـرف الياء ألح عـلى أن يعرف كيف تلفظ (كيـ ) فشرحت له الـمد في العربية. نستنتج مـن هـذا أن الـتـعـلم لايتوقف عـند سـن معـينة أو مرتبة ما..وعـبد ربه أحمد ها هنـا ،جـئت لأتعلم وأصحح أخطائي و أستفيد مـن تجربة الأساتذة ،وأنا عـبد ربي وعـبد العـلم والتعـلم .وشكرا لاينتهي لكل مـن صحح أخطائي وألف دعـوة خـير لكل حرف صححه لي ،ومليون رحمة عـلى والديه عـن كل كلمة عـلمني إياها أو أخذتها عـنه مـن مساهماته في هـذا البيت الذي بدأعـقـلي يتغـذى مـن موائده .المتنوعـة..