مَقَادِيرٌ
مَقَاديرٌ تُلاحِقُني إلى فيكي تُعاوِدُ نَبضها المسحور مِنْ جِنّيْ
تُناوئني على بحرٍ أعاليهِ تُساقينا خموراً من هوى دنّيْ
وفي غسقٍ تُزَاحمُني أغاريدي مُلاحقةً تراتيلي إلى فنّيْ
وقلبي منذ دهرٍ ناظراً حُلمي عصافيراً تُراقصنا على لحْنِيْ
وتًبني عُشها الغافي على شُبّا كِ غُرفتنا رياحيناً تُداعبُنِيْ
ويُشرقُ صُبحكِ الزّاهي قنَاديلاً تُنير الدربَ موّالاً يُناجِيْنيْ
وفي رخوٍ ليالينا تُباعدُنا بفجرٍ من مُنى عُمري يُغنّيْنِيْ
ويزهو حُسنكِ الباقي على نهرٍ جرى عذباً يُناديني ويسقِيْنِيْ
رُضابٌ من سنا فيكي يُعذِبُني وحيناً يُسْقمُ السّلوى ويشفيْنيْ
وحين الليلُ يكسو دمعةً ذابت على وردٍ يُشاكي مَن يُشاكينيْ
فأبقى كاتماً وجدي فلا نفسي تُبينُ الوجدَ أو تُلقي نبا عنّيْ
فإنّي قد شكوتُ الحبَّ ألقاني جريحاً في كفيفِ الليلِ يَفنِيْنِيْ
ويمضِي تاركاً حقلي بلا وردٍ ولا زهرٍ عليلاً مَنْ يُدَاوِينِيْ؟
شموعي ضوءها غافي بلا أرضٍ سمائي عشقها قاسي يُعادِينِيْ
مقاديرٌ إلى فيكي تُسابقني وتغدو في هوانا من هدى دِيْنِيْ
إذا الليلُ شكا الأنينَ الغا فلِ الغافي يُعانقُني ويشجينيْ
غرامٌ راقصٌ طرباً وصبحٌ في قناديليْ يُداعبُني ويُرضينيْ
شُعيراتٌ تُسافرُ همسُها بدريْ فألقى البدرَ ترنيماً يُواتينيْ
ويمضي ليلُنا جَزِعاً ويخلدُ في قصيدتنا سؤالٌ هَلْ تُحبّينيْ؟
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر